من الحمراء والصفراء إلى الخضراء مرورا بالزرقاء ** رابح ماجر العائد إلى تدريب المنتخب الوطني بعد 15 سنة يصفه كبار ونقاد كرة القدم بفنان عصره لما صنعه بأقدامه الساحرتين هزم بها الألمان مرتين مرة بألوان الجزائر عام 1982 خلال مونديال إسبانيا في شباك الحارس الشهير شوماخر والثانية عام 1987 بألوان نادي بورتو البرتغالي في نهائي كأس أبطال أوروبا أمام البايرن بهدف لن يمحى ولن يضمحل من ذاكرة تاريخ كرة القدم الحديثة هدف وقعه بطريقة فنية قلما نشاهد مثله في دنيا ملاعب كرة القدم العالمية. ماجر حقق المجد من جميع أطرافه محليًا وقاريًا وحتى أوروبيًا نجم نفتخر به كجزائريين فقد رفع رؤوسنا في ملاعب العالم رفع رأس الكرة العربية في زمن الذل العربي وإليكم قصة ماجر مع الكرة المستديرة. ولد بحسين داي والانطلاقة الكروية في فريق الحليب ولد رابح ماجر يوم 15 فيفري عام 1958 بحي حسين داي بالجزائر على غرار الكثير من شباب الجزائر داعب ماجر الكرة في الشوارع لكن مع بلوغه سن الثانية عشر أمضى على أول إجازة رسمية في نادي ديوان الحليب وهو الفريق الذي تعلم فيه بعض من أبجديات كرة القدم وجوده في حي يعشق كرة القدم كما يعشق البرازيليون هذه الرياضة جعله يمضي للنصرية ومنه كانت البداية الحقيقة لماجر مع الكرة المستديرة. صغير يلعب كرة الكبار مع مرور السنوات زاد تألق ماجر حيث تحول إلى معشوق الجماهير بحي حسين داي فكان من البديهي أن يتسلق جدار الشهرة دون عوائق ومتاعب ومما زاد في شهرته ثراء تشكيلة النصرية التي لعب بجانبهم نخص بالذكر كل من أيت الحسين ومرزقان ولعزازي. ماجر ونظرا لما كان يقدمه فوق الميدان مع الشبان كان من البديهي أن يتم ترقيته إلى صنف الأكابر فأبلي البلاء الحسن مع تشكيلة الأكابر بفضل طريقة أدائه المميزة التي أرعبت المدافعين وحراس المرمى رغم أن سنه لم يكن يتجاوز السادسة عشر. الكأس الغالية مع النصرية يبقى التتويج الأول في مسيرة رابح ماجر ضمن الأكابر مع فريق النصرية بكأس الجزائر عام 1979 أمام شبيبة القبائل بهدفين واحد خطوة عملاقة في مسيرة ابن حسين داي خاصة وانه كان وراء الهدف الثاني الذي وفعه في شباك الحارس الدولي الجزائري آنذاك مهدي سرباح دقائق بعد هدف التعادل الذي وقعه زميله احمد اأيت الحسين. نقطة تحول تتويج رابح ماجر بكأس الجزائر كان نقطة تحول في مسيرة هذا اللاعب خاصة وأن هذا التتويج تزامن مع ظهور الجيل الذهبي مع للمنتخب الوطني فشكل مع لخضر بلومي وصالح عصاد أخطر ثلاثي عرفته التشكيلة الوطنية في تاريخ الكرة الجزائرية حيث زاد من شهرة هذا اللاعب وبات محل أطماع جميع الفرق الجزائرية لكن حبه للنصرية بقي أبديا ولم يلعب لغيره في الجزائر إلى أن اعتزل الملاعب في صائفة عام 1992. من لاغوس إلى قسنطينة بدأ صيت ماجر بالانتشار قبل ولوج منتخبنا الوطني دائرة المنتخبات الكبيرة بمونديال الأندلس عام 1985 فقبل ذلك بسنتين تمكن ماجر من قيادة المنتخب الجزائري إلى المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا عام 1980 بلاغوس النيجيرية ولولا طبيعة ذلك اللقاء لكان الكأس من نصيب شبان الجزائر بقيادة صاحب ال22 سنة رابح ماجر. فشل المنتخب الوطني من انتزاع الكأس الإفريقية لم يثن من عزيمة اللاعبين الجزائريين بقيادة ماجر حيث قاد ابن حسين داي وبامتياز الفريق الوطني إلى مونديال اسبانيا بجدارة واستحقاق بعد أن ثأر من النيجيريين ذهابا بلاغوس 2/0 وإيابا 2/1 بملعب قسنطينة وهو اللقاء الذي سجل فيه ماجر واحدا من أروع أهدافه في مسيرته الكروية فصنع به فرحة الجزائريين في ليلة من أغلى ليالي الجزائر الفاتح من نوفبر المجيد. في بلاد الأندلس بعد أن ساهم ماجر بشكل كبير في تأهل الجزائر وللمرة الأولى في التاريخ إلى كأس العالم في تلك البطولة وقع المنتخب الجزائري في موقف لم يحسده عليه أحد .. فقد قررت القرعة أن يكون المنتخب الجزائري في مجموعة منتخب الماكينات الألمانية في ذلك الوقت لم يشك أحد أن نتيجة تلك المباراة محسومة مسبقًا نظرًا لقوة المنتخب الألماني لكن فجر الجزائريون قنبلة المونديال وأنزلوا الصاعقة على المنتخب الألماني بهزمه بهدفين لواحد كان لماجر واحد منهما وتحقق الجزائر مفاجأة ستظل عالقة في أذهان الألمان مدة طويلة .. تسعين دقيقة كانت كافية للجزائر أن تلفت نظر الجميع في مختلف صقاع العالم حيث راح حتى في أقصى بقاع المعمورة يتساءل عن ذلك الفتى الذي هزّ شباك الألمان ذلك الفتى اسمه ماجر الساحر الذي سحر بقدميه العالم اجمع في يوم الأربعاء السادس عشر من شهر جوان وهو اليوم الذي فتحت أبواب الشهرة على ابن الملاحة مصطفى ماجر ولعنته ستطارد الألمان وهو ما سنتعرف عليه بعد قليل. في البارك دي برانس بعد هذا الفوز الرائع والمستوى الكبير في مونديال إسبانيا تهافتت الأندية الأوروبية على نجوم الجزائر وبالتأكيد كان رابح ماجر في مقدمتهم وكان نادي راسينغ باريس هو صاحب الحظ في الفوز بخدمات هذا النجم العربي .. وفي موسمه الأول لم يخيّب ماجر الآمال فقاد فريقه للفوز بدوري الدرجة الثانية بعدما سجل 23 هدفًا ووضح دور ماجر عندما غاب عن ناديه بسبب الإصابة فتهاوى الفريق إلى الدرجة الثانية. ماجر في بورتو بالرغم من نزول فريق رسيغ باريس إلى الدرجة الثانية الفرنسية إلا أن ماجر شق طريقه إلى فريق بورتو البرتغالي. لقي رابح ترحيبًا كبيرًا في الفريق الأزرق والأبيض وبالفعل كان في حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقه ولعب موسمًا ممتازًا مع فريقه الجديد وقاده لتحقيق بطولة الدوري البرتغالي ليس هذا فحسب ..فبعد انقضاء الموسم نال جائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري كان هذا في سنة 1986.. التتويج الأوروبي والكعب التاريخي حقق رابح ماجر في موسم 1956/1987 الحلم. ودخل التاريخ من الباب الواسع .. عندما قاد فريقه بورتو لمنصة المجد كأس الأبطال الأوروبية أو دوري أبطال أوروبا كما تسمى اليوم وذلك للمرة الأولى في تاريخ النادي بفضل الهدف التاريخي الذي وقعه بالكعب في شباك الحارس البلجيكي الشهير جون ماري بفاف حارس بايرن مبونيخ بطريقة لم تشهد مثله ملاعب الكرة. صانع تاريخ بورتو فوز رابح ماجر بكأس اوروبا للأندية البطلة عام 1987 مع فريق بورتو على حساب بايرن ميونيخ جعله اللاعب العربي الوحيد حتى الآن الذي رفع الكأس الأوروبية ويسجل هذا الإنجاز الخالد بأحرف من ذهب في مسيرة اللاعب وحتى في مدينة بورتو في البرتغال بحيث أصبح رابح ماجر أحد أهم رموز النادي حتى أنك كثيرًا ما ترى صورة هدفه الشهير بين جماهير النادي كدلالة على نجمهم الذي جلب لهم البطولة التي كانوا لا يرونها إلا في أجمل أحلامهم !! على طريقة ماجر أصبح هدف رابح ماجر هدفًا لعدسات المصورين وكلام المحللين وصار يضرب فيه المثل كلما سجل أحد اللاعبين هدفًا بالكعب .. يحق لك أيها النجم أن تسجل في التاريخ هدفًا من ماركتك الخاصة فيقال (على طريقة رابح ماجر). في فالنسيا الإسباني في منتصف الموسم الموالي انتقل ماجر إلى فالنسيا الإسباني ونثر إبداعاته في ملاعب الماتادور ونال احترام الجمهور الإسباني في ذلك الوقت المليء بالنجوم ولكنه ما لبث أن عاد إلى بورتو بعد موسم قصير مع الخفافيش . الكرة الذهبية الإفريقية والكأس القارية الغالية استحق رابح أن يكون أفضل لاعب جزائري في ذلك العام .. لا .. بل أفضل لاعب إفريقي حسب مجلة (فرانس فوتبول) وبذلك نال الكرة الذهبية الأفريقية سنة 1987م .. في سنة 1990 .. استضافت الجزائر بطولة الأمم الأفريقية لم تكن للجزائر فرصة للفوز باللقب مثل هذه الفرصة دخل المنتخب الجزائري محملا بالكثير من الضغوط من الجمهور الجزائري المتعطش لهذا اللقب ووضع كامل ثقته بمنتخب بلاده بقيادة المتألق رابح ماجر وكعادته وعد رابح ووفّى .. روى عطش الجمهور الذي انتظر طويلا نجمًا من طراز رابح ليحقق له الكأس .. فكان له ما أراد .. وفاز منتخب الجزائر بالكأس الغالية.. ونال رابح جائزة أفضل لاعب في الدورة. مهزلة زيغنشور ثم الاعتزال في قطر لعب رابح ماجر آخر مباراة رسمية مع المنتخب الوطني في دورة كأس أمم إفريقيا عام 1992 بمدينة زيغنشور السنغالية أمام المنتخب الكونغولي ليودع المنتخب الوطني من الأبواب الضيقة بعد الإقصاء المر للخضر في الدور الأول ليعلن بعدها العبقري رابح ماجر الاعتزال دوليا بعد أن لعب للمنتخب الوطني 87 مباراة سجل خلالها 32 هدفًا تاركا وراءه ذكريات وذكريات لن تمحى من ذاكرة أرشيف كرة القدم الحديثة. من التدريب إلى التحليل عمل ماجر بعد اعتزاله بالتدريب فدرب المنتخب الجزائري الوطني ولم يكتب له النجاح فأقيل ليعمل بعدها مدربا لنادي الوكرة القطري واستطاع أن يظفر معه بلقب الدوري الممتاز ثم عمل محللا رياضيا لقناة الجزيرة الرياضية كما عمل محللا لإحدى القنوات الفضائية الجزائرية وأصبح ماجر في ماي الماضي مستشارا لزطشي بعد تولي الأخير رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم ليتم تعيينه أول أمس مدربا للمنتخب الوطني. البطاقة الشخصية الاسم: رابح ماجر الجنسية: جزائرية مكان الميلاد: الجزائر (حسين داي) تاريخ الميلاد: 15 فبفري 1958 رحلة ماجر مع النوادي نصر حسين داي من عام 1973-1983) راسينغ باريس الفرنسي (1983-1985) بورتو البرتغالي (1985-1988) فالنسيا الإسباني (1988-1988) بورتو البرتغالي (1988-1991) وأخيرًا في قطر ابتداء من 1992 .. مسيرته كمدرب مدرب منتخب الجزائر (1993-1994) مدرب بورتو البرتغالي (1995-1996) مدرب الوكرة القطري (1998-1999) مدرب منتخب الجزائر (1999و2002). السجل جائزة الكرة الذهبية الإفريقية 1987م (المركز الثاني 1985 المركز الثالث 1990). كأس الأمم الأفريقية 1990م. كأس الكؤوس الأوروبية 1987م. بطولة الإنتركونتيننتال للأندية 1987م. كأس السوبر الأوروبية 1987. الدوري البرتغالي (مرتان: 1986 1990). كأس الجزائر 1979 مع نصر حسين داي كأس البرتغال 1991 مع نادي بورتو كأس السوبر البرتغالي (مرتان: 1986 1991). أفضل لاعب جزائري 1987. هداف الدوري القطري برصيد 13 هدفًا.