تفاقم الوضع البيئي بدواوير مناصر الموجودة على حافة وادي لحشم والذي أصبح شبيها بمستنقع المياه القذرة تصب عبر قنوات أحياء مجاورة مثل حي المناجم وحي الزجاج لتحول حياة السكان إلى جحيم قاتل، حيث تتواصل على سبيل المثال منذ أكثر من 20 سنة معاناة حي المنكوبين رقم1 والذي يضم في غالبيته عائلات هي من ضحايا زلزال 1989 وأخرى فرّت من بطش الإرهاب سنوات التسعينات مع مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة الناتجة عن تلوث المحيط القريب من الوادي الذي يجمع المياه القذرة التي تصرف من سكنات الحي ومجمعات سكانية أخرى كحي الزجاج وحي المناجم عن طريق قنوات تقليدية، وعلى هذا الأساس تبقى العديد من العائلات المحاذية للواد الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الوبائية نتيجة الانتشار الكبير للروائح الكريهة وكذا الحشرات الضارة، حيث تسجل تفشي حالات الحساسية وسط السكان الذين يلجأون إلى سد النوافذ هروبا من الروائح الكريهة المنبعثة من مستنقعات الوادي في الصيف، في حين يدفع الأمر ببعضهم إلى هجرة الحي دون رجعة، وفي سياق متصل أكد المهتمون بالوضعية البيئية بالبلدية أن عامل السيول التي تحمل معها المياه القذرة يزيد من تأزم الوضعية جراء التأثيرات السلبية على سد بوكردان الذي يتغذى من مياه ثلاثة وديان نابعة من جبال البلدية تأتي محمّلة بالقاذروات التي تجدها في طريقها، كما يتساءل السكان عن جدوى المشروع الذي كان الوادي قد استفاد منه في وقت سابق لتطهيره من النفايات المشكلة من العجلات المطاطية وبطاريات السيارات وكذا بقايا النشاط التجاري بالسوق الأسبوعي، وحسب ما جاء على لسان المتضررين فإن أطفالهم لم يسلموا من عضات الجرذان والتي كان ضحيتها العديد منهم، حيث سجلت حالات خطيرة على سبيل ذكر الطفلة حليمة ذات 8 سنوات ومعاناتهم من ورم في رجلها اليمنى بسبب التدهور البيئي، وكذا حكاية الصبية فدوى التي تعرضت لعضة جراد خضعت بسببها لفترة علاج دامت نصف سنة كاملة، هذا الأمر ضاق منه المتضررون الذين طالبوا مرارا بتغطية هذا الوادي الخطير على صحتهم، مما جعلهم يوجهون أصابع الاتهام إلى المنتخبين المتداولين على المجلس والذي لم يكن هدفهم الوصول إلى ذلك المنصب من أجل حل مشاكل السكان وإنما لتحقيق مبتغاهم لاغير·