استحداث آليات فعالة لمواجهتها في الجزائر الجرائم الإلكترونية.. عندما تصبح التقنية وسيلة للإجرام التكنولوجيا في الوقت الحالي تحولت إلى سلاح ذو حدين احدهما إيجابي والآخر سلبي خاصة وأنها أضحت تستعمل في الجرم الذي يهدد العالم بشكل عام ويهدد الأشخاص ويمس حياتهم وتحركاتهم حتى وصلنا إلى الجريمة الالكترونية التي تعمل الجهات المختصة على مكافحتها والوقوف على أبرز التقنيات المستحدثة في مواجهة الإجرام الالكتروني والجزائر على غرار الدول لم تسلم من ذلك الخطر وتعمل مصالح الأمن بمختلف فروعها على محاربتها بكافة الوسائل والتكنولوجيات المستحدثة للإطاحة بتلك الشبكات. خ.نسيمة /ق.م يمكن تعريف الجرائم الإلكترونية بأنها الجرائم التي ترتكب ضد أفراد أو مجموعات مع وجود دافع إجرامي لإلحاق الضرر عمدا بسمعة الضحية أو التسبب بالأذى الجسدي أو النفسي للضحية بشكل مباشر أو غير مباشر باستخدام شبكات الاتصال الحديثة مثل الإنترنت (غرف الدردشة البريد الإلكتروني..) والهواتف الجوالة (الرسائل النصية القصيرة ورسائل الوسائط المتعددة). وتشمل الجرائم الإلكترونية أي فعل إجرامي يتم من خلال الحواسيب أو الشبكات كعمليات الاختراق والقرصنة كما تضم أيضا أشكال الجرائم التقليدية التي يتم تنفيذها عبر الإنترنت. جرائم تهدد أمن الدولة والأفراد ومثل تلك الجرائم قد تهدد أمن الدولة وسلامتها المالية والقضايا المحيطة بهذا النوع من الجرائم كثيرة وأبرز أمثلتها الاختراق أو القرصنة وانتهاك حقوق التأليف ونشر الصور الإباحية للأطفال ومحاولات استمالتهم لاستغلالهم جنسيا والتجارة غير القانونية (كتجارة المخدرات). كما تضم انتهاك خصوصية الآخرين عندما يتم استخدام معلومات سرية بشكل غير قانوني. وتعمل الجزائر على الوقوف والاطلاع على آخر المستجدات في مجال محاربة الجريمة الالكترونية سواء على مستوى مصالح الشرطة أو الدرك الوطنيين بحيث تتخصص مختلف الأجهزة وتساير التطورات للتصدي الى ذلك الجرم العابر للحدود والقارات. ولا تقتصر الجرائم الإلكترونية على أفراد أو مجموعات وإنما قد تمتد إلى مستوى الدول لتشمل التجسس الإلكتروني (وأبرز أمثلته ما كشفته تسريبات المتعاقد السابق مع وكالة الأمن الوطني الأمريكي إدوارد سنودن الذي كشف مخططات أمريكية عديدة للتجسس ليس على الأفراد فحسب بل على اتصالات دول أخرى) والسرقة المالية وغيرها من الجرائم العابرة للحدود وأحيانا توصف الأنشطة التي تتعلق بالدول وتُستهدف فيها دولة أخرى واحدة على الأقل بأنها تقع في إطار الحرب الإلكترونية والنظام القانوني الدولي يحاول تحميل الفاعلين المسؤولية عن أفعالهم في مثل هذا النوع من الجرائم من خلال المحكمة الجنائية الدولية. أبرز أشكال الجرائم الإلكترونية تتنوع فروع الجرائم الالكترونية ولا تتخذ شكلا واحدا بحيث تتعدد الأوجه السلبية ونجد على رأسها: - الاحتيال والجرائم المالية: وتشمل مجموعة متنوعة من الاحتيال على الإنترنت استنادا إلى ما يسمى التصيد وكذلك الهندسة الاجتماعية التي تستهدف المستخدمين مباشرة وكذلك الشركات. كما يشمل هذا النوع من الاحتيال ما يقوم به الموظفون الفاسدون في المؤسسات المالية من خلال إدخال بيانات خاطئة أو تعليمات غير مصرح بها أو استخدام عمليات غير مصرح بها بهدف السرقة وكذلك تعديل أو حذف البيانات المخزنة أو إساءة استخدام أدوات النظام الموجودة أو حزم البرامج أو كتابة شفرات برمجية لأغراض الاحتيال. - الإرهاب الإلكتروني:وهي الاختراقات التي تكون جزءا من جهد منظم لإرهابيين إلكترونيين أو وكالات مخابرات أجنبية أو أي جماعات تسعى لاستغلال ثغرات أمنية محتملة في الأنظمة الحيوية. والإرهابي الإلكتروني هو الشخص الذي يدفع حكومة أو منظمة لتلبية أهدافه السياسية أو الاجتماعية من خلال إطلاق هجوم إلكتروني على أجهزة حواسيب وشبكات أو على المعلومات المخزنة عليها. - الابتزاز الإلكتروني: وهو عندما يتعرض موقع إلكتروني أو خادم بريد إلكتروني أو نظام حاسوب إلى هجمات متكررة من نوع هجمات الحرمان من الخدمة أو غيرها من هجمات القراصنة الخبيثة الذين يطالبون -عادة- بمال مقابل وقف تلك الهجمات. - الحرب الإلكترونية: وهي حرب قائمة بالفعل بين العديد من الدول ولكن من خلال أجهزة الحاسوب وشبكات الإنترنت وأبرز أمثلتها الهجوم الذي تعرضت له البنية التحتية في إستونيا عام 2007 على يد ما يُعتقد أنهم قراصنة روسيون ويعتقد محللون أن مثل هذا النوع من الهجمات قد يصبح القاعدة في الحروب المستقبلية بين الدول حيث ستشكل جيوش إلكترونية هدفها اختراق الدول الأخرى وتدمير بنيتها التحتية وربما يتم تكليف القادة العسكريين لقيادة مثل هذه الحروب مستقبلا. الفيروسات وهجمات الحرمان من الخدمة وتشمل الهجمات الإلكترونية التي يرتكبها أفراد أو مجموعات على معرفة تقنية عالية وهي تحمل أشكالا عديدة ترتكب يوميا على الإنترنت. وأبرز الجرائم التي تستهدف بشكل رئيسي شبكات الحاسوب أو الأجهزة تتضمن فيروسات الحاسوب وهجمات الحرمان من الخدمة والبرمجيات الخبيثة. وأمثال هذه الجرائم يرتكبها قراصنة مجرمون يوصفون ب أصحاب القبعات السوداء وعلى النقيض منهم هناك قراصنة أخلاقيون أو أصحاب القبعات البيض الذين يستغلون مهاراتهم لاكتشاف الثغرات والتنبيه إليها أو حتى اكتشاف القراصنة المجرمين والتبليغ عنهم. يعود أصل التسمية إلى أفلام رعاة البقر الأميركية القديمة عندما كان البطل يرتدي قبعة بيضاء و الشرير يرتدي قبعة سوداء. عندما يكون الأفراد هم الهدف الرئيسي للهجوم الإلكتروني فإن الحاسوب يعتبر حينئذ أداة بدلا من كونه هدف ومثل هذه الهجمات لا تتطلب عادة خبرات تقنية عالية وتعتمد على الخطأ البشري كي تنجح وأبرز أمثلتها: الاحتيال وسرقة الهوية وحرب المعلومات والتصيد والبريد المزعج ونشر المحتوى الفاحش أو المسيء مثل المضايقات والتهديدات وكذلك تجارة المخدرات. ويعد الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له شبكة حواسيب شركة سوني بيكتشرز إنترتينمتن في الولاياتالمتحدة أواخر نوفمبر 2014 أحدث أنواع الجرائم الإلكترونية حيث كبد الشركة خسائر مالية فادحة نجمت عن تسريب أفلام لم تكن عرضت في دور السينما وكذلك سرقة مئات آلاف البيانات والرسائل إلى جانب تعطل أعمال الشركة فترة من الوقت.