انفجاران متزامنان هزا يوم 14 أكتوبر 2017 منطقتين في العاصمة الصومالية مقديشو وخلفا أكثر من ثلاثمئة قتيل ومئتي جريح ووصف بأنه الأكثر دموية في هذا البلد. الانفجاران -اللذان لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنهما- أدخلا الصومال وسكانه في حالة حداد وكسرا حالة الهدوء النسبي الذي عرفته البلاد منذ انتخاب الرئيس محمد عبد الله فرماجو في فيفري 2017. الانفجار الأول وقع عندما انفجرت شاحنة ملغمة أمام فندق عند تقاطع كي5 وهو جزء حيوي يضم على جوانبه مكاتب حكومية وفنادق ومطاعم وأكشاكا مما أدى إلى تدمير مبان واشتعال النيران في سيارات. ووقع أمام فندق سفاري الشعبي ولم يعرف ما إذا كان هو المستهدف أم لا لأنه ليس من الأمكنة التي يقصدها المسؤولون الحكوميون في العادة. وبعد ساعتين من الانفجار الأول وقع انفجار آخر باستخدام سيارة مفخخة بمنطقة المدينةالمنورة بمقديشو. الضحايا تسبب الانفجاران في حصيلة ثقيلة من الضحايا لم يعرفها من قبل هذا البلد الواقع بالقرن الأفريقي رغم أن شوارع مقديشو وغيرها من مناطق البلاد تعودت على تفجيرات تقع من حين إلى آخر وتخلف العديد من القتلى والجرحى. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من ثلاثمئة قتيل ومئتي جريح وفق مدير خدمة الإسعاف بالعاصمة مقديشو عبد القادر عبد الرحمن الذي كشف لوكالة رويترز أن هذا الرقم قد يرتفع لأنه ما زال هناك بعض المفقودين. وقد أفادت وزارة الإعلام صباح يوم 16 أكتوبر 2017 بمقتل 276 شخصا وإصابة ثلاثمئة في التفجيرين. كما تسبب الحادث في حالة هلع وخوف وسط سكان مقديشو حيث خرج الآلاف من السكان عقب الحادث إلى الشوارع والمستشفيات للبحث عن أقاربهم المفقودين وعجز بعضهم عن العثور والتعرف عليهم لأن معظم الجثث تفحمت بفعل شدة الحروق واضطرت الحكومة إلى دفن تلك الأشلاء. وتم انتشال الكثير من القتلى من بين حطام المباني التي تضررت من جراء الانفجار الأول وقال مدير خدمة الإسعاف لرويترز بعض من بحثوا عن أقاربهم لم يعثروا إلا على أشلاء لا يمكن التعرف عليها . ولم يسلم حتى مبنى سفارة دولة قطر بمقديشو حيث أعلنت الخارجية القطرية تعرضه لأضرار جسيمة وذكرت أن القائم بأعمال السفارة أصيب إصابة طفيفة وأن بقية الموظفين من الدبلوماسيين والإداريين بخير. ردود الفعل اتفقت ردود الفعل الداخلية والخارجية على إدانة هذا الهجوم ووصفه الرئيس فرماجو بأنه مأساة وطنية وأعلن عن حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام. ووصف مجلس الأمن الدولي الانفجار بالإرهابي وأعرب في بيان عن أعمق التعازي والتعاطف مع أسر الضحايا وشعب الصومال وحكومته ودعا جميع الدول لتعاون فعال مع مقديشو وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وندد الاتحاد الأفريقي بالهجوم نفسه كما دانه الأمين العام ل الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش مؤكدا التضامن مع الصومال في وقت أكدت فيه تركيا -التي افتتحت قاعدة عسكرية لها هناك- عن تقديم المساعدة اللازمة للصوماليين. أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فكتب على حسابه في تويتر نحن في حداد اليوم مع المجتمع الصومالي في كندا . كما أدانت دول وحكومات عديدة ما وقع.