منظمات غربية تكشف: أوروبا كانت تعلم بوجود تجارة رقيق في ليبيا ** قالت منظمات غربية غير حكومية إن جميع دوائر صنع القرار في العواصم الغربية والإفريقية والدولية كانت على علم منذ فترة طويلة بوجود تجارة الرقيق ومختلف أنواع الانتهاكات ضد المهاجرين في ليبيا. ق.د/وكالات وصفت المنظمات تصريحات الإدانة الصادرة مؤخرا بعد نشر صور عن بيع شبان أفارقة كعبيد في ليبيا ب النقاق السياسي وفق وكالة آكي الإيطالية للأنباء. وأوضحت منظمة العفو الدولية أنها كانت تحدثت منذ أشهر في تقاريرها المختلفة عن وجود انتهاكات ممنهجة ضد المهاجرين في ليبيا دون أن يحرك ذلك الضمائر. وأشارت المنظمة إلى أنها رصدت مختلف أنواع الانتهاكات في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 في ذلك الحين قرعنا ناقوس الخطر وقلنا إن ليبيا هي الباب الدوار الذي تنطلق منه مجموعات المهاجرين من دول جنوب الصحراء نحو أوروبا . كما كانت منظمة أطباء بلا حدود وجهت رسالة مفتوحة لقادة الاتحاد الأوروبي منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي تتحدث عن ازدهار تجارة الخطف والاتجار بالبشر في ليبيا. وذهبت المنظمة لحد اتهام الاتحاد الأوروبي ب التواطؤ في ما يحدث وهو ما رفضته بروكسل بشدة. وتطالب المنظمات غير الحكومية الحكومات الأوروبية والأفريقية التي ستعقد قمة لها في 29 و30 الشهر الجاري في ساحل العاج بوضع مسألة إلغاء العبودية على جدول أعمالها. لكن هذه الدعوة لم تلق آذانا صاغية من الطرف الأوروبي على الأقل إذ كانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت أن القمة ستتطرق إلى موضوع الهجرة من بين موضوعات أخرى تركز على التعاون الاقتصادي والاستثمارات والأمن والطاقة بين الشريكين الأوروبي والأفريقي. رواندا: مستعدون لاستقبال 30 ألف لاجئ أفريقي عالقين بليبيا في غضون ذلك أعلنت رواندا عن استعدادها لاستقبال 30 ألف لاجئ أفريقي من الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية في ليبيا بعد الجدل الذي أثير حول استغلال أوضاعهم لبيعهم في سوق للرقيق . جاء ذلك على لسان وزيرة خارجية رواندا لويز موشيكيوابو. وقالت موشيكيوابو إن رواندا تبحث حالياً في كيفية استقبال لاجئين أسرى في ليبيا وتجري حالياً مناقشة العدد ووسائل الاستقبال إلا أنه يُقدَّر أن يكون عددهم بحدود 30 ألفاً . وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد دعا الدول الأفريقية إلى عرض إمكاناتها للمساعدة على وقف هذه الممارسات إثر بثّ شبكة سي إن إن الأميركية تحقيقاً تضمن مشاهد عن سوق للرقيق يُباع فيها أفارقة بالمزاد العلني. وتابعت الوزيرة موشيكيوابو إن رواندا مثلها مثل بقية دول العالم شعرت بفظاعة المأساة التي تجري حالياً في ليبيا حيث اعتُقل رجال ونساء وأطفال بينما كانوا يحاولون الهجرة وحوِّلوا إلى رقيق . وأضافت أنه استناداً إلى الفلسفة السياسية لرواندا وتاريخنا الخاص لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء تعرض بشر لسوء المعاملة وبيعهم بالمزادات مثل الحيوانات . وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الاثنين الماضي عن صدمته إزاء التقارير الإخبارية ومقاطع الفيديو التي تظهر ما يبدو أنه بيع لمهاجرين أفارقة تم استعبادهم في ليبيا واعتبر هذا الأمر جريمة ضد الإنسانية مؤكدا أنه لا مكان للعبودية في عالمنا . وطالب الأمين العام للأمم المتحدة كل الدول باعتماد وتطبيق معاهدة الأممالمتحدة المناهضة للجريمة المنظمة العابرة للدول والبروتوكول الملحق بها المتعلق بالاتجار بالبشر كما دعا المجتمع الدولي للاتحاد في محاربة هذه الآفة. وكانت فرنسا وصفت ما يحصل في ليبيا ب جرائم ضد الإنسانية وطالبت بعقد اجتماع لمجلس الأمن لبحث هذا الموضوع. وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أعرب عن امتعاضه إزاء الزيادة الحادة في عدد المهاجرين المحتجزين في ظروف مروعة في مراكز الاحتجاز في ليبيا قائلا إن سياسة الاتحاد الأوروبي في مساعدة خفر السواحل الليبي على اعتراض المهاجرين في البحر المتوسط وإعادتهم تتسم باللاإنسانية. وقال زيد في تقرير نشره الموقع الرسمي للمفوضية: إن معاناة المهاجرين المحتجزين في ليبيا تثير سخط الضمير الإنساني مضيفاً أن ما كان وضعاً مروعاً قد أصبح حالياً وضعاً كارثيا . وأوضح زيد أن نظام احتجاز المهاجرين في ليبيا قد أصابه الانهيار ولا يمكن إصلاحه وأنه لا يمكن إنقاذ حياة المهاجرين وضمان سلامتهم الجسدية سوى من خلال إيجاد بدائل للاحتجاز تصون كرامتهم وتحميهم من التعرض للمزيد من الفظائع . وتسافر أغلبية كبيرة من المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر انطلاقا من غرب ليبيا حيث انتعش تهريب البشر بسبب انعدام القانون وانهيار الاقتصاد.