قمر صناعي يشوّش على عمليات التلصص ** تنبهت السلطات العليا في البلاد إلى أن هناك محاولات جديدة للتجسس على منشآتها الحيوية والحساسة وهي محاولات لم تعد تقتصر على بلدان وكيانات معروفها بعدائها التقليدي للجزائر مثل الميان الإرهابي الصهيوني بل تعدت ذلك إلى بلدان يفترض أنها شقيقة وصديقة لم تعد أنظمتها تجد حرجا في ممارسة الجوسسة على بلادنا.. ومن البلدان التي يُشتبه أنها تتجسس بشكل أو آخر على الجزائر جارتها الغربية حيث قامت الإستراتيجية العسكرية المغربية في الفترة الأخيرة بإعادة هيكلة ممنهجة لنظمها الرئيسية وانتقلت إلى محاولة التوغل في العمق الجغرافي والجيواستراتيجي للجزائر وذلك من خلال منظومة أقمار التجسس التي سيتم إطلاقها تباعاً بعد نجاحه في إطلاق أول قمر اصطناعي تجسسي له والذي يحمل اسم محمد السادس1 ويستعد المغرب كذلك لإطلاق قمر اصطناعي في أواخر 2018 ويحمل نفس الاسم محمد السادس 2 والذي سيوضع في مدار حول سطح الأرض على بعد 694 كلم منها مما سيمكنها من بعث حوالي 500 صورة يومياً وبدقة عالية جداً وذلك في إطار التحديثات التي قام المغرب بإجرائها على مستوى أسلحته الإستراتيجية البحرية والجوية والبرية إذ قام في الآونة الأخيرة باقتناء 47 مقاتلة هجومية متخصصة في عمليات الرصد والاستطلاع والاعتراض المباشر وهي من نوع أف 16 الأمريكية.. وهذه الطائرة معروف عنها بأنها من أهم الطائرات العالية التكنولوجيا وتمتلك قدرة كبيرة جداً على التحليق على مسافات شاهقة وتمتلك مجموعة من الصواريخ الموجهة بأشعة الليزر الحرارية واقتن المغرب كذلك حوالي 200 دبابة من نوع أبرامز الأمريكية وفرقاطة من نوع مريم وهي ذات إنتاج فرنسي وايطالي مشترك وهي كذلك ذات مهام هجومية وتمتلك القدرة على المسح البحري والإبحار لمسافات طويلة داخل عمق المياه الإقليمية وبسرعة كبيرة وفي العلوم العسكرية يعتبر ما قام به المغرب من تحديث لترسانته التسليحية عبارة عن بداية تغيير في العقيدة القتالية لمؤسسة العسكرية الملكية المغربية ككل وانتقالها من حالة الدفاع إلى وضعية الترقب من أجل الهجوم فالقمر التجسسي المغربي الذي يمكن توجيهه عبر منظومة التحكم الموجودة في داخل غرف وزارة الدفاع المغربية من أجل التركيز على نقاط عسكرية معينة في الجزائر وهذا ما تنبهت إليه القيادة العسكرية الوطنية فقامت بانتهاج سياسة عسكرية ردعية ولكن باستخدام تكنولوجيات مضادَّة ومنها قيامها بإطلاق قمر صناعي مماثل لقمر الذي أطلقه المغرب ولكن مهامه تقتصر على حماية المواقع العسكرية الجزائرية العالية السرية والحساسية وذلك من خلال التشويش إلكترونياً على الأقمار التي تحاول التجسس على بلادنا واستخدام تقنيات الإبطال التقني لمفعولها. فهذا القمر الاصطناعي الجزائري المضاد للتجسس الذي يعرف باسم الكوم سات 1 وسيتم إطلاقه من قاعدة فضاء صينية وهو من الأقمار القليلة في العالم التي تحمل خاصيتي الاستخدام المدني في مجال الاتصالات وتوفير خدمة الإنترنت الفضائي وكذلك يمكن استخدامه للأغراض الإستراتيجية والعسكرية وهو القمر الذي سيتم تشغيله والإشراف عليه من طرف مهندسين جزائريين تدربوا في الصين وذلك حسب ما ذكره موقع سبايس سكاي روكات وقد تم بناء محطتين للرقابة الأرضية الخاصة بمراقبة عمل القمر الاصطناعي الجزائري المذكور إحداهما في ولاية المدية والأخرى في ورقلة والخاصية التي يمتع بها هذا القمر الاصطناعي هو أنه يستطيع العمل في الدول المغاربية المجاورة للجزائر وتزويدها بخدمة الاتصالات الثنائية وأيضاً فإن هذا القمر سيكون رمزاً للاستقلال والسِّيادة الوطنية في مجال الاتصالات الفضائية حيث ستكون الجزائر مستقلة عن أية دولة أخرى في العالم في هذا المجال بالذات لتلحق بلادنا بركب دول كمصر وجنوب إفريقيا في استطاعت تحقيق الأمن الاستراتيجي القومي في مجال الاتصالات الفضائية وحماية شبكتها العنكبوتية من عمليات التجسس والتنصت الخارجي فالحرب الباردة التجسسية بين الجزائر والمغرب قد دخلت مرحلة الجيل الرابع من الحروب وهي الحروب التي تعتمد على استخدام التكنولوجيات المتطورة وفي كافة المجالات ومحاولة اختراق المنظومة الدفاعية والاقتصادية والبنية المعلوماتية التحية لدول ومن ثم استخدام تلك المعلومات المتحصل عليها لمحاولة زعزعة الأمن داخل الدول طبعاً بالاستعانة بفواعل وعوامل أخرى وهذا النوع من الحروب يكون في العادة خفياً ويتم تنفيذ خططها على مراحل عدَّة وعبر خطوات مدروسة وعلى الجزائر بالتالي أن تزيد من حجم الاستخدام التكنولوجي لأقمار الاصطناعية وتحاول بناء منظومة فضائية متطورة ومتكاملة وأن تكون رائدة في هذا المجال لأن التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة تجعل الجزائر من الدول المستهدفة من طرف المتربصين بها وقطعاً فإن النظام المغربي يحضر لعمل شيء ما ضدَّنا لأن كل التحديثات العسكرية التي قام بها لا تبشر بالخير بالتأكيد.