فنّد أمس تقرير فرنسي تصريحا للناطق باسم الحكومة المغربية، قال إن إطلاق القمر ”الاستخباراتي” لا يدعو للخوف، حيث أكد أن الرباط تمتلك قمران صناعيان معدان للتجسس ويعدان بمثابة أجهزة تقنية. وجاء تقرير ”جيوبوليس” الفرنسية عقب تصريح المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، خلال مؤتمر صحفي عقده، بالعاصمة المغربية الرباط، ردّا عن سؤال حول ”تخوفات كل من الجزائر وإسبانيا من أن يتحوّل استعمال القمر الصناعي الذي أطلقه المغرب من الاستعمال العلمي إلى أشياء أخرى”، أن ”هذا الإنجاز لا يدعو للخوف”. والأربعاء الماضي أطلق المغرب أول قمر صناعي للمراقبة، انطلاقاً من قاعدة كورو، التابعة لمنطقة جويانا الفرنسية، بهدف التجسس. لكن تقرير صحيفة Geopolis الفرنسية كشف امتلاك الرباط بالفعل قمرين صناعيين، حيث تستغل أحدهما في مجال الاتصالات والتوقعات الجوية، وقد تم إطلاقه سنة 2001، من قاعدة ”بايكونور” في كازاخستان. ولكن في الوقت الحاضر، أطلقت أول قمر صناعي لها لأغراض عسكرية، ومن المنتظر أن يطلق المغرب قمرا صناعيا ثانيا سنة 2018. ويقول التقرير، إن المخزن وقّع عقداً مع المؤسسات المذكورة، بلغت تكلفته 500 مليون دولار لإطلاق قمرها الصناعي. وقد تم توقيع هذا العقد على هامش زيارة الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، إلى الرباط، خلال شهر أفريل سنة 2013، وذلك حسب ما نشرته صحيفة ”البايس” الإسبانية. وتابعت ”يعد هذان القمران الصناعيان المعدان للتجسس بمثابة أجهزة تقنية. وقد تم تركيزهما على بعد 695 كلم عن كوكب الأرض، ويتمتعان بالقدرة على مراقبة منطقة تمتد على نحو 800 كلم. علاوة على ذلك، يستطيع كلا القمرين الصناعيين التقاط 500 صورة يومياً بجودة عالية. وحسب التقرير الفرنسي لا تشعر الجزائر بالقلق إزاء هذا الأمر، نظراً لأنها ما زالت تتمتع ”بأسبقية تكنولوجية على الأرض”، في حين أن هذه الخطوة المغربية قد أثارت مخاوف المسؤولين العسكريين في مدريد. وتعزى هذه المخاوف بالأساس إلى حقيقة أن البلدين (المغرب وإسبانيا) يخوضان صراعاً للسيطرة على الحدود، حيث تعد إسبانيا آخر الدول الأوروبية التي تمتلك جملة من الأراضي في القارة الإفريقية، على غرار مقاطعتي سبتة ومليلية، إضافة إلى بعض الجزر الصغيرة المتناثرة على امتداد السواحل المغربية. في سياق متصل، تستخدم إسبانيا إلى الآن شبكة أقمار صناعية أوروبية ”هيلوس” تديرها فرنسا، حيث تستغل قرابة 2.5 بالمائة من قدرات هذه الأقمار الصناعية، لالتقاط صور تسهم في منع المغاربة من الهجرة إلى الأراضي التي تسيطر عليها منذ عهد الاستعمار. وتعود هذه المعطيات إلى أزمة جزيرة تورة، حيث طلبت مدريد من فرنسا، حليفها ضمن حلف الناتو، مدّها بصور ملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية. وقد رفضت باريس ذلك، بحجة أن هناك ”مشكلات تقنية”. ويحيل ذلك إلى أن باريس قد فضلت الوقوف في صف الرباط، وفقاً لما أوردته صحيفة الباييس.