تعقد اليوم الأربعاء، القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي حول القدس في إسطنبول، لبحث تبعات القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبحسب ما أعلنته تركيا مسبقاً، يشارك في القمة ممثلون عن 48 دولة، ضمنها الجزائر، بينهم 16 زعيماً على مستوى رؤساء وملوك وأمراء. وقبل بدء الاجتماع الكامل للقمة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي "أولاً يجب أن تعترف جميع الدول الأخرى بالدولة الفلسطينية. علينا أن نكافح جميعنا من أجل تحقيق ذلك". وأضاف بحسب ما نقلت "الأناضول" "يجب أن نشجع الدول الأخرى على الاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية". وكان قادة وممثلو الدول الإسلامية، قد بدأوا منذ أمس، التوافد إلى تركيا، للمشاركة بالقمة الاستثنائية. ووصل كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس الأذري إلهام علييف، والرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورئيس الوزراء الطاجيكي قاهر رسول زاده. كما وصل الرئيس السوداني عمر البشير، في الساعات الأولى من صباح اليوم، إلى تركيا مترئساً وفد بلاده، فيما غادر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون بيروت، صباح اليوم، إلى اسطنبول. كما ستكون هناك مشاركة على مستوى رؤساء الوزراء من جيبوتي وماليزيا وباكستان، وعلى مستويات مختلفة من دول أخرى. ويشارك في القمة أيضاً الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تحل بلاده ضيفاً على القمة. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد دعا لعقد مؤتمر قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الأربعاء، في مدينة إسطنبول، لبحث تداعيات القرار الأمريكي المتعلق بالقدس. وهذه القمة تعد استثنائية، ليس فقط لجهة تفعيل منظمة التعاون الإسلامي، وتحميلها مسؤولية الهدف الذي تم إنشاؤها لأجله، ألا وهو الدفاع عن القدس برمزيتها لعموم المسلمين في العالم وكعاصمة لدولة فلسطين، ولكن أيضاً لجهة تخلي النظام العربي الرسمي بشكل فاضح عن القدس. في المقابل، يدخل العرب إلى القمة، اليوم، في حالة مزرية تُرجمت بالبيان الباهت ذي النقاط ال16 لاجتماع وزراء الخارجية في القاهرة مساء السبت. ويبدو واضحاً أن عدداً من الدول العربية لا يتمنون نجاح القمة الإسلامية، وهم كانوا لا يتمنون انعقادها أصلاً، لتفادي الإحراج المتوقع عند صدور البيان الختامي لقمة إسطنبول. ويظهر هذا الانزعاج في مستوى التمثيل العربي، إذ يغيب عدد كبير من الملوك والرؤساء وأولياء العهود وحتى وزراء الخارجية عن القمة، فيرأس وفد مصر مثلاً وزير الخارجية سامح شكري، ويرأس وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية صالح آل الشيخ وفد المملكة، بينما لم تتضح بعد مشاركة كل من الإمارات، والبحرين والمغرب. وكان مفاجئاً أن تونس أيضاً تتمثل بوزير الخارجية خميس الجهيناوي لا بالرئيس الباجي قائد السبسي مثلاً، بينما يحضر زعماء ورؤساء الكويتوقطر والأردن ولبنان والسودان والصومال وفلسطين، على سبيل المثال. وتشير التسريبات إلى أن اعتراضاً مصرياً صدر على توقيت انعقاد القمة برئاسة رجب طيب أردوغان، بينما توحي سلوكيات الحلف السعودي - الإماراتي - البحريني بأن التخلي عن القدس قد يكون وسيلة للتعاون مع إسرائيل ضد إيران.