دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاعتراف بدولة فلسطين لتغيير المعادلات على الأرض، مؤكدا أن إسرائيل"دولة احتلال وإرهاب"، وأن القرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل "منعدم الأثر". وقال أردوغان في افتتاح القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي اليوم في إسطنبول إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يخالف القوانين الدولية ويوجه ضربة قاسي لحضارتنا الإسلامية. وأضاف أردوغان أن القرار الأميركي "يكافئ إسرائيل على أعمالها الإرهابية"، داعيا الولاياتالمتحدة إلى التراجع عن هذا "القرار غير القانوني والمستفز"، مشيرا إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي دعمت قرار واشنطن وبقية دول العالم رفضته. وأكد أردوغان "قد لا نكون بقوة الولاياتالمتحدة أو تكون لدينا صواريخ برؤوس نووية.. ولكننا على حق". وأكد أردوغان أن "القدس خط أحمر لنا، وسنستمر في وقوفنا ضد الممارسات الإسرائيلية في القدس والتي تحولت إلى ممارسات عنصرية". وأضاف الرئيس التركي إلى أنه طالما لا يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية فلا يمكن الحديث عن السلام في العالم. وعرض أردوغان خلال كلمته خرائط لمراحل تطور الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، مشيرا إلى تقلص الأراضي الفلسطينية مستمر منذ عام 1948. وقبيل انطلاق الجلسة الافتتاحية للقمة، عقد وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي اجتماعا تمهيديا للقمة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمته إن على المجتمع الدولي الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وتعهد أوغلو بأن تُصدر القمة رسالة قوية بشأن القدس. وقال إنه لا يمكن الصمت عن الظلم الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين. وأضاف أوغلو أن "بعض الدول العربية أبدت رد فعل ضعيفا للغاية.. يبدو أن بعض الدول تخشى الولاياتالمتحدة بشدة". واعتبر جاويش أوغلو أن "الرئيس الأميركي جرح الضمير الإنساني باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن الخطوة الأميركية هذه، تهدف إلى شرعنة محاولات إسرائيل لاحتلال القدس". وأكد أنهم لن يسمحوا لأحد المساس بقدسية مدينة القدس وبوضعها التاريخي. وتبني القيادة الفلسطينية آمالا على أن تخرج قمة إسطنبول بإجراءات تقود إلى إقناع الإدارة الأميركية بالعدول عن قرارها، والالتزام بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية جزءا أصيلا من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، وعاصمة لدولة فلسطين التي ترسمها مفاوضات الحل الدائم مع إسرائيل. ويشارك في القمة ممثلون ل48 من الدول ال57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بينهم 16 من القادة، ويغيب عنها قادة دول في مقدمتها مصر والسعودية، في حين يحضرها بصفة ضيف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ووصل إلى إسطنبول أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، كما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي التقى الرئيس التركي، ووصل أيضا الرئيس الإيراني حسن روحاني، في حين توجه ملك الأردن عبد الله الثاني إلى تركيا بعد محادثاته في العاصمة السعودية الرياض مع الملك سلمان وولي عهده. كما وصل إسطنبول أيضا الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورئيس أذربيجان إلهام علييف، والرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو ورئيس الوزراء الطاجيكي قاهر رسول زادة والقبرصي مصطفى أقينيجي ونائبة الرئيس الغامبي آية فاطمة.