حنان قرقاش شددت السيدة "فلورا بوبرغوت"، على ضرورة تخصيص ساعات للتربية المرورية في المدارس الجزائرية، داعية الوزارة المعنية إلى التفكير على الأقل في برمجة ساعة أو نصف ساعة، لتقديم كل ما يتعلق بالسلامية المروية واحترام قانون المرور، والثقافة المرورية عامة، خصوصا في المدارس الابتدائية، والاستثمار في تلاميذ هذه المدارس، على اعتبار أن طفل اليوم هو سائق الغد، وينبغي تنشئته وفق الأساليب المرورية الحديثة، التي تتضمن سلامته وسلامة الآخرين، وتسهم في تربيته على احترام قانون المرور، ما يجعله مستقبلا المساهم الأول والفعال في التقليص من حجم حوادث المرور وضحايا إرهاب الطرقات في مجتمعنا، ما يجعل الاستثمار في طفل اليوم وسائق الغد أحسن استثمار لطرقات أكثر أمنا وسلامة مستقبلا. ودعت السيدة "فلورا" من جانب آخر، في حديثها ل"أخبار اليوم" على هامش الصالون الدولي ال14 للسيارات، إلى الاهتمام أيضا بالطلبة الجامعيين ضحايا حوادث المرور، الذين انتهى مشوارهم التعليمي نتيجة هذه الحوادث، فوجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مقعدين على كراسي متحركة، وقد تبخرت كل أحلامهم وطموحاتهم أمامهم، مقترحة تزويدهم بالشبكة العنكبوتية مجانا، على الأقل ليتمكنوا من الاتصال منع العالم الخارجي بمنازلهم، وتتبع ما يجري به من أحداث، ولم لا تلقي بعض التكوينات و الدراسات عبر الشبكة العنكبوتية. وتأتي مشاركة جمعية البركة في هذا الصالون، تتمة لمشاركات عديدة سابقة ها ففي مثل هذه المعارض، وذلك لأجل تحسيس وتوعية الزوار، المنجذبين إلى أفخم أنواع وموديلات السيارات المعروضة، بما يمكن أن تنتهي إليه تلك السيارات، في حال رافقها عدم احترام لقوانين المرور، أو استعمالها وفق شروط غير أمنية، خاصة ما تعلق بالسرعة المفرطة، سيما فئة الشباب المتحمس دائما لآخر ما يتم طرحه من موديلات في عالم السيارات، وآخر التكنولوجيا والميزات المطروحة بالسيارات الجديدة والجميلة، فيما أن كل ذلك حسب رئيس الجمعية يمكن أن يتحول إلى كابوس مرعب. وتشير السيدة فلورا رئيسة جمعية البركة التي تضم بين أعضائها عددا معتبرا من المعاقين نتيجة حوادث مرور، أن الإقبال على جناح الجمعية خصوصا من طرف الشباب كان كبيراً، والذين اظهروا حسبها وعيا عاليا اتجاه ظاهرة إرهاب الطرقات في الجزائر، الذين تفاعلوا بشدة مع الإعلانات والملصقات والإشارات التي خصصتها الجمعية في هذا الإطار لأجل التحسيس والتوعية حول مخاطر حوادث المرور، وعواقب عدم احترام قانون المرور، و القيادة بسرعة جنونية والمناورات الخطيرة وغيرها. مضيفة أن بعض الشبان الذين تقربوا من الجمعية، قالوا أنهم يدركون جيدا عواقب الاستعمال السيئ للسيارات والمركبات عامة، وان لكثير منهم أصدقاء أو أقارب كانوا ضحايا لحوادث المرور، أما بفقدانهم حياتهم، أو تعرضهم لإعاقات أبدية، غير إن المشكل الذي لمسته لدى بعض من هؤلاء، هو وجود طاقة زائدة لديهم، قالوا أنهم لا يستطيعون إخراجها إلا من خلال قيادة سياراتهم بسرعة فائقة، فهو وان كان أمرا جنونيا، إلا أنهم يجدون فيه متعة كبيرة، لدرجة أن بعضهم اخبرها، انه ورغم تعرضه لعدة حوادث، سواء على السيارات أو عل الدراجات النارية، إلا أن السرعة الجنونية تسير في دمه، ولا يمكن التخلي عنها. وهذا ما دفعها إلى اقتراح تخصيص فضاء رحب أو مساحة واسعة، بإمكانها أن تكون شبيه بحلبة لسباق السيارات، يتم تخصيصها للشباب، لأجل التوجه إليها وقيادة سياراتهم فيها بكل حرية، وتفريغ طاقاتهم الزائدة وحماستهم في هذا المجال، تماما مثلما هو معمول به في الدول الأوروبية، حيث لا يشكلون في مثل هذه الفضاءات خطورة على حياتهم أو على حياة الآخرين، خاصة إن كان هنالك مشرفون ومؤطرون في هذا الشأن.