طالبت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس الإثنين السلطات الإسرائيلية، بإجراء تحقيق كامل حول الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية المتوجه إلى قطاع غزة، والذي أوقع ما لا يقل عن 19 شهيدا، حسب منظمة إغاثة تركية. وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية إن آشتون تعبّر عن تعاطفها مع عائلات القتلى والجرحى، وتطالب بتحقيق كامل في الظروف التي وقع فيها هذا الحادث. وأضاف: »إنها تؤكد على موقف الاتحاد الأوروبي حيال غزة، والقائل بأن استمرار سياسة الحصار غير مقبولة، وتأتي بنتيجة عكسية على الصعيد السياسي«. واستدعت كل من تركيا والأردن ومصر واليونان وإسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، سفراء إسرائيل في عواصمهم لطلب توضيحات بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، وفق ما أعلنت وزارات خارجية هذه الدول. واحتجت تركيا بشدة بعد الغارة الإسرائيلية، محذرة من أن الحادث يمكن أن تترتب عنه عواقب لا يمكن إصلاحها في العلاقات الثنائية، فيما تجمّع حوالي 400 متظاهر أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول مرددين شعارات معادية لإسرائيل. وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة في الموقع. ولم تحصل حوادث مهمة. واكتفى بعض المتظاهرين بإلقاء زجاجات بلاستيكية في اتجاه المبنى. ووجهت منظمات يونانية من اليسار دعوة إلى التظاهر أمام السفارة الإسرائيلية في أثينا، كما تقرر تنظيم تظاهرة ثانية في سالونيكي شمال البلاد. وفي لندن، نظم تحالف (أوقفوا الحرب) ومنظمات بريطانية أخرى، تظاهرة طارئة بعد ظهر أمس أمام مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت)؛ احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي. وقال منظمو التظاهرة إنهم يطالبون الحكومة البريطانية بالاحتجاج رسمياً على انتهاك إسرائيل للقانون الدولي. وأضاف هؤلاء أن »قافلة الحرية من أجل غزة تضم سبع سفن تحمل 700 متضامن عربي وأجنبي، من بينهم 28 مواطناً بريطانياً«. ومن جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية اليوم الثلاثاء لاتخاذ موقف عربي من الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الدولي لكسر الحصار. ووجّه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الدعوة صباح أمس إلى الدول الأعضاء لعقد الجلسة الطارئة غدا الثلاثاء. وتلقّى عمرو موسى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طالب فيه »بتحرك عربي ودولي عاجل« لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. كما دعت سوريا إلى عقد اجتماع طارئ وفوري لمجلس الجامعة. وفي السياق، تقدم عدد من مسؤولي حركة حماس في سوريا صفوف المئات من الفلسطينيين الذين هبوا تلبية لنداء حماس بالتظاهر والاعتصام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيينجنوب العاصمة السورية دمشق، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي. وحمل المتظاهرون صورة للشيخ رائد صلاح، أحد مصابي القافلة، كُتب عليها (حقدهم لن يحرم الأقصى منك). وتوجهت التظاهرة من مخيم اليرموك إلى مبنى الأممالمتحدة في حي المزة شمال شرق العاصمة، للتظاهر أمام مقر الأممالمتحدة. وشارك عددٌ من الشخصيات الفلسطينية من فصائل المقاومة وقيادات الصف الثاني والثالث من حماس والفصائل، في هذه التظاهرة؛ حيث دعت حماس الشارع الفلسطيني إلى التظاهر والاعتصام. وفي لبنان، وصف رئيس الوزراء سعد الحريري الهجوم الإسرائيلي على أسطول المساعدات الإنسانية ب (الخطير)، وبأنه (خطوة مجنونة) من شأنها أن تؤجج التوترات في المنطقة. وفي الوقت نفسه ذكرت تقارير في بيروت أن رئيس البعثة اللبنانية في (أسطول الحرية) التضامني هاني سليمان، أصيب في الهجوم الإسرائيلي. وأدانت جماعة »الإخوان المسلمون« في مصر العدوان. وقالت في بيان: »يدين الأخوان المسلمون، وبكل قوة، هذا الهجوم العسكري الإجرامي من قبل إسرائيل على الأسطول وعلى المدنيين الموجودين على سفنه، ويؤكدون موقفهم الثابت ضد الصهاينة وبربريتهم المستمرة، وإجرامهم الدائم ضد الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين؛ أرض العروبة والإسلام«. ودعا البيان شعوب العالم الحر بإعلان غضبهم، وبكل قوة، وأن يمارسوا كل أنواع الضغوط على حكوماتهم، وأنظمتهم لكي تتحرك وبسرعة لمنع الصهاينة من عدوانهم اللاإنساني على أسطول الحرية. وطالب البيان الحكومات العربية والإسلامية، وخاصة في مصر، بضرورة التحرك السريع والفعال لمنع قتل الأبرياء سواء على سفن كسر الحصار أو على الأراضي الفلسطينية، مشددا على ضرورة فتح معبر رفح فورا؛ لأن إغلاقه كان سببا رئيسا في ما يحدث، بالإضافة إلى ضرورة طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، ومن باقي العواصم العربية والإسلامية التي لها علاقات بإسرائيل على وجه السرعة. ودعا البيان الجامعة العربية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه ما يجري الآن من قرصنة إسرائيلية ضد الفلسطينيين، وضد المدنيين الموجودين على سفن الحرية، كما حمّلوا الأممالمتحدة المسؤولية الكاملة عما يمكن أن تؤدي إليه تصرفات إسرائيل من حرب عالمية لا تبقي ولا تذر.