استدعاءات لسفراء إسرائيل ودعوات إلى التحقيق واجتماع طارئ لمجلس الأمن

العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية السلمي يثير ردود فعل دولية وأممية قوية

أثار العدوان الإسرائيلي على “أسطول الحرية” بتلك البشاعة والبرودة، مستعملا الأسلحة الثقيلة ، رغم أن رواد الأسطول عزل ومسالمون، فضلا عن حدوثه في عرض البحر، ردود فعل قوية مستنكرة ومنددة، بما فيها العواصم الغربية، التي ذهبت إلى استدعاء سفراء إسرائيل والمطالبة بالتحقيق في الجريمة واستدعاء اجتماع طارئ لمجلس الأمن، كما عمت مسيرات احتجاجية واسعة في بعض العواصم الأوروبية
وتتقاطع كل المواقف المعلنة في وضع التهور الإسرائيلي واستخفافه بالمجتمع الدولي وحقوق الإنسان في زاوية الاتهام، وفي إضعاف موقف إسرائيل تجاه مسألة السلام وتبريراتها وتسويفاتها المتكررة، وبالمقابل تضع الطرف الفلسطيني في وضع قوة يمكن أن تنطلق منه لطرح حقيقة القضية الفلسطينية والإدعاءات الإسرائيلية.
اعتبرت الاعتداء في عرض البحر انتهاكا للقانون الدولي
أنقرة تستدعي السفير الإسرائيلي وتطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن
استدعت الخارجية التركية أمس الاثنين السفير الاسرائيلي في أنقرة، غابي ليفي، احتجاجا على مهاجمة قوات إسرائيلية “أسطول الحرية” الذي يحمل مواد إغاثة للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان لها أنها تدين بشدة الممارسات الإسرائيلية ووصفتها ب “غير الإنسانية”. وأضافت أن “الحادث المؤسف الذي حصل في عرض البحر انتهاك واضح للقانون الدولي، ويمكن أن تترتب عنه عواقب لا يمكن إصلاحها في علاقاتنا الثنائية”. من جهة أخرى، حثت تركيا مجلس الأمن الدولي على عقد اجتماع طارئ لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قافلة المساعدات الإنسانية “أسطول الحرية” المتجه الى قطاع غزة في عرض البحر المتوسط صباح أمس الاثنين .
وأكدت مصادر دبلوماسية تركية في تصريحات لها أن وزير الخارجية، أحمد داود أوغلو، الذي كان قد توجه من البرازيل الى واشنطن أول أمس لإجراء مباحثات مع نظيرته الأمريكية، هيلاري كلينتون، ألغى مباحثاته في واشنطن وتوجه الى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن. وقال نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحفي إن تركيا ستلغي ثلاث مناورات عسكرية مشتركة مزمعة مع إسرائيل احتجاجا على اقتحام قوات كوماندوس إسرائيلية سفن المساعدات. وأعلن وزير الخارجية التركي بأن أردوغان سيعود إلى تركيا قاطعا زيارته لأمريكا. وتجمع مئات الأشخاص أمام مبان دبلوماسية إسرائيلية في اسطنبول وأنقرة احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي الدامي على “أسطول الحرية” إلى قطاع غزة ويضم سفنا تركية، وفي اسطنبول تجمع حوالى 400 متظاهر أمام القنصلية الإسرائيلية مرددين شعارات معادية لإسرائيل.
الاتحاد الأوروبي يطالب بإجراء “تحقيق كامل” حول الهجوم الإسرائيلي
طالبت، أمس، وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، السيدة كاترين آشتون، السلطات الإسرائيلية بإجراء “تحقيق كامل” حول الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي على “أسطول الحرية” المتوجه الى قطاع غزة محملا بالمساعدات الإنسانية، وأكدت أن استمرار سياسة الحصار “غير مقبولة وتأتي بنتيجة عكسية على الصعيد السياسي”. وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية في تصريح للصحافة أمس، إن السيدة آشتون “تعبر عن تعاطفها مع عائلات القتلى والجرحى وتطالب بتحقيق كامل في الظروف التي وقع فيها هذا الحادث”.
بان كي مون يعبر عن “صدمته”
صرح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنه “مصدوم” بسبب العدوان الإسرائيلي على “أسطول الحرية” منددا بالعنف الإسرائيلي الذي خلف عددا من الشهداء. وقال بان كي مون، المتواجد في كمبالا بمناسبة مؤتمر مراجعة المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، إنه “مصدوم بالأنباء التي وردت حول الشهداء والجرحى. وأضاف “استنكر هذا العدوان ويتوجب فتح تحقيق كامل في هذا الشأن”.
الجامعة العربية تدرس كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي وتداعياته
أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية، السيد أحمد بن حلي، أن الجامعة بصدد دراسة كيفية مواجهة العدوان الإسرائيلي وتداعياته عقب الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال في حق المدنيين العزل وسقوط العديد من القتلى والجرحى من المشاركين في قافلة “أسطول الحرية”.
وأضاف بن حلي في تصريحات صحفية، أن الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الذي سيعقد اليوم الثلاثاء سيبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قافلة “أسطول الحرية” المتجه إلى غزة المحاصرة في مهمة إنسانية. وأكد بن حلي أن الجامعة العربية ستتخذ “الموقف العربي” الواجب اتخاذه لمواجهة العدوان، مشيرا الى أن هناك حوالي 40 جنسية في قافلة الحرية التي كانت متجهة إلى غزة والتي بها شخصيات ومواطنون عزل لا يحملون السلاح وواجهتها إسرائيل بالقوة العسكرية الغاشمة وبهذا العنف. وشدد على ضرورة فك الحصار الجائر على قطاع غزة وقال “لا يجب استمرار الحصار وعلى الجميع التحرك وعلى المؤسسات الدولية السياسية والإنسانية ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العمل الشنيع”.
ودعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ موقف يكون في مستوى المسؤولية في مواجهة الجريمة النكراء التي ارتكبتها إسرائيل في حق “أسطول الحرية”.
إسبانيا تستدعي السفير الإسرائيلي وتصف الاعتداء ب “الخطير وغير المقبول”
استنكرت إسبانيا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، العدوان الإسرائيلي على “أسطول الحرية” الذي كان متوجها نحو قطاع غزة، معتبرة إياه خطوة “غير مقبولة” و”الخطيرة”، الأمر الذي دفع بوزير الشؤون الخارجية إلى استدعاء السفير الإسرائيلي لطلب توضيحات بعد هذا الهجوم. وقال كاتب الدول الإسباني بالاتحاد الاوروبي، السيد دييغو لوباز غاريدو، في تصريح صحفي أن ما حدث أمر “خطير”، مبرزا في الوقت ذاته أن وزارة الخارجية الإسبانية استدعت السفير الإسرائيلي بمدريد لطلب توضيحات بعد الهجوم الإسرائيلي على هذه القافلة التي تتكون من ست سفن على متنها أزيد من 750 شخص، محملة بمساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة. وشارك عدة نواب أوروبيين بصفة شخصية في القافلة التي انطلقت أول أمس الأحد من المياه الدولية قبالة قبرص متوجهة إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا تاما.
واشنطن “تتأسف” لخسارة أرواح بشرية
أعربت الولايات المتحدة، أمس، عن أسفها البالغ لخسارة أرواح بشرية بعد الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الإنساني “أسطول الحرية” الذي كان متوجها لإغاثة السكان الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. وجاء في بيان نقلا عن وليام بورتون، أحد الناطقين باسم البيت الأبيض، الذي قال إن “الولايات المتحدة تتأسف بشدة للخسائر البشرية والجرحى”، مبينا أن واشنطن تعمل حاليا على معرفة الملابسات المحيطة بهذه المأساة.
فرنسا تعبر عن “صدمتها” وتطلب التحقيق في الحادث
أعربت الخارجية الفرنسية، أمس الاثنين، عن “صدمتها العميقة” حيال العدوان الإسرائيلي على “أسطول الحرية” الذي كان في طريقه لرفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدة أنه “ليس هناك ما يبرر استخدام مثل هذا العنف الذي ندينه بشدة”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، بارنار كوشنير في بيان له “أشعر بصدمة عميقة للعواقب المأساوية للعملية العسكرية الاسرائيلية ضد أسطول السلام المتوجه الى غزة”. وقال كوشنير “ليس هناك ما يبرر استخدام مثل هذا العنف الذي ندينه. لا نفهم حصيلة القتلى المؤقتة حتى الآن لمثل هذه العملية ضد مبادرة إنسانية معلنة منذ عدة أيام”. ودعا الى ضرورة “تسليط الضوء كاملا على ظروف هذه المأساة، وإجراء تحقيق معمق دون أي تأخير”. واعتبر كوشنير، الذي سبق لوزارته أن أكدت قبل انطلاق القافلة بموقفها المؤيد لرفع الحصار عن قطاع غزة، أن “الوضع الحالي في غزة لا يحتمل”.
وأضاف قائلا “سنقوم بكل المبادرات الضرورية حتى لا تؤدي هذه المأساة الى تصعيد العنف من جديد”.
لندن تحتج والمواطنون يخرجون إلى الشارع
لخارجية البريطانية للعدوان الإسرائيلي على “أسطول الحرية”، وطالبت إسرائيل بفتح عابر لتمرير المساعدات، ودعت المجموعة الدولية إلى إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. من جهة أخرى، خرج مئات من المواطنين في لندن للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على “أسطول الحرية”، وتوجهوا نحو مقر السفارة الإسرائيلية.
بلجيكا تستنكر الهجوم على “أسطول الحرية”
ندد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي، ستيفان فاناكير، بالهجوم الإسرائيلي على السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، معربا عن اقتناعه بأن هذا الهجوم يعتبر “استخداما للقوة بشكل غير متناسب”. وقال فاناكير إن لجوء إسرائيل إلى القوة من أجل منع السفن من الوصول إلى غزة يعتبر “أمرا مؤسفا” مضيفا “إن استخدام إسرائيل للقوة مبالغ فيه”. وأعرب عن اعتقاده بأن السبيل الوحيد لحل الصراع في الشرق الأوسط هو الحوار والجلوس حول مائدة المفاوضات، موضحا أنه توجه إلى إسرائيل منذ أسابيع وحاول تشجيع الإسرائيليين والفلسطينيين على التعاون مع المنطق الذي يتقدم به الأمريكيون في إطار “الحوار غير المباشر”.
السويد تستنكر العدوان
وصفت السويد الهجوم الاسرائيلي بأنه “غير مقبول بتاتا” واستدعت السفير الإسرائيلي في ستوكهولم لإبلاغه بذلك، كما أعلنت الخارجية السويدية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، فرانك بيلفراج “لقد استدعيت هذا الصباح سفير إسرائيل لإبلاغه بأننا نعتبر هذا الأمر (الهجوم) غير مقبول بتاتا وإننا نأخذ الوضع على محمل الجد”.
الدانمارك تستدعي السفير الإسرائيلي
وفي كوبنهاغن، استدعت وزيرة الخارجية الدنماركية، ليني إسبرسن، السفير الاسرائيلي للاستماع الى توضيحات حول الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي على “أسطول الحرية” المتجه الى قطاع غزة.