أصيب العالم بصدمة إثر قيام كوماندوس إسرائيلي بمهاجمة "أسطول الحرية" المتوجه إلى غزة و الذي يضم سفنا محملة بالمساعدات الإنسانية وناشطين لكسر الحصار المفروض على القطاع. وأجمع حلفاء وأعداء إسرائيل على إدانة هذا الهجوم الذي أوقع 19 قتيلا من بين الركاب. كريم-ح / وكالات و بهذا الشأن أدانت الجامعة العربية بشدة العمل الإرهابي الذي اقترفته قوات الاحتلال الإسرائيلية ودعت إلى اجتماع عاجل اليوم بالقاهرة. وقالت الجامعة في بيان لها أن الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى دعا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة بمقرها، للنظر في الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العزل. كما دعت المجتمع الدولي ومؤسساته إلى التحرك الفوري لاتخاذ الإجراءات الرادعة ضد هذه الدولة "المارقة" التي تمارس كل أنواع الإرهاب والقرصنة وإثارة التوتر والاضطراب في المنطقة وفي عرض البحر الأبيض المتوسط. وفي هذا السياق عبرت العديد من الدول العربية و الأوربية عن إدانتها لهذه الجريمة الإسرائيلية. فقد تقدمت سوريا عبر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد بمذكرة رسمية للجامعة العربية تدعو إلى اجتماع فوري لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي. واستدعى الأردن السفير الإسرائيلي في عمان احتجاجا على الهجوم. وفي قطر دعا الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل كسر الحصار الإسرائيلي على غزة ووصف الهجوم على "أسطول الحرية" بأنه عمل قرصنة. أما في عمان فقد شارك أكثر من ألفي شخص في مسيرة للتنديد بالهجوم الإسرائيلي. وتحول اعتصام دعت له النقابات المهنية الأردنية ال 14 إلى مسيرة شارك فيها أكثر من ألفي شخص. ومن جانبه وصف النائب اللبناني من حزب الله حسن فضل الله الهجوم الإسرائيلي بأنه جريمة ضد الإنسانية، محملا إسرائيل المسؤولية عن حياة الناشطين المحتجزين ومعتبرا أنهم رهائن. وقال فضل الله "هذه جريمة ضد الإنسانية ارتكبتها إسرائيل عن سابق تصور وتصميم"، مضيفا أنها تكشف أمام العالم الهمجية الإسرائيلية وطريقة التعامل الإسرائيلي مع المدنيين العزل. هذا وقد أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا عاجلا استنكرت فيه الهجوم الإسرائيلي بشدة، وقالت أن ما ارتكبته تل أبيب سيؤدي إلى نتائج وخيمة في العلاقات مع إسرائيل ووعدت بالرد. وحسب موقع الجزيرة فقد استدعي السفير الإسرائيلي في أنقرة إلى الخارجية التركية للتعبير له عن احتجاج أنقرة. وأفاد نفس الموقع أن مجلس الوزراء بدأ الانعقاد بعد اجتماع ثلاثي فور وقوع الهجوم بين الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو. أما شعبيا فقد تجمع مئات الأتراك أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول وحاولوا اقتحام المبنى الذي طوقته الشرطة وعلى الصعيد الأوروبي طالبت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السلطات الإسرائيلية بإجراء "تحقيق كامل" حول الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي مؤكدة على أن استمرار سياسة الحصار غير مقبولة، وتأتي بنتيجة عكسية على الصعيد السياسي. وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية في تصريح للصحافة أن آشتون تعبر عن تعاطفها مع عائلات القتلى والجرحى وتطالب بتحقيق كامل في الظروف التي وقع فيها هذا الحادث. ومن جانبها استنكرت إسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي العدوان الإسرائيلي على "أسطول الحرية" معتبرة إياه بالخطوة غير المقبولة و الخطيرة الأمر الذي دفع بوزير الشؤون الخارجية إلى استدعاء السفير الإسرائيلي لطلب توضيحات، علما أن عدة نواب أوروبيين يشاركون بصفة شخصية في القافلة. ومن جهته وصف رئيس الحكومة خوسيه لويس رودريغاز زباطيرو الاعتداء بالخطير والمقلق مضيفا أنه ليست لديه أي معلومات حول وضعية المتضامنين الإسبان الذين تنقلوا في القافلة التضامنية. وفي بلجيكا ندد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي ستيفان فاناكير بالهجوم الإسرائيلي معربا عن اقتناعه بأن هذا الهجوم يعتبر استخداما للقوة بشكل غير متناسب. وقال فاناكير أن لجوء إسرائيل إلى القوة من أجل منع السفن من الوصول إلى غزة يعتبر أمرا مؤسفا مضيفا أن استخدام إسرائيل للقوة مبالغ فيه. ومن جانبها أعربت الخارجية الفرنسية عن صدمتها العميقة حيال العدوان الإسرائيلي على "أسطول الحرية" مؤكدة أنه ليس هناك ما يبرر استخدام مثل هذا العنف. وقال وزير الخارجية الفرنسي بارنار كوشنير في بيان له "أشعر بصدمة عميقة للعواقب المأساوية للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد أسطول السلام المتوجه إلى غزة". ودعا الوزير الفرنسي إلى ضرورة تسليط الضوء كاملا على ظروف هذه المأساة وإجراء تحقيق معمق دون أي تأخير. وكذلك الشأن بالنسبة لليونان التي استدعاء السفير الإسرائيلي بأثينا إلى وزارة الخارجية بعد أن علم أن قبطان سفينة سديفوني اليونانية أصيب بالجروح الخطيرة نتيجة الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، كما أعلن نائب وزير الخارجية اليوناني دميتري دروتشاس في لقائه السفير الإسرائيلي في العاصمة اليونانية، أن بلاده تلغي المناورات المنطلقة في 25 مايو بمشاركة قوات الجو الإسرائيلية. وعلى الصعيد الآسيوي ندد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بعمل النظام الصهيوني اللا إنساني. وقال أحمدي نجاد أن العمل اللا إنساني الذي ارتكبه النظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ومنعه المساعدة الإنسانية الموجهة إلى الشعب من الوصول إلى غزة ليس علامة على قوة هذا النظام وإنما على ضعفه. وفي نفس السياق أعلن فاليري لوشينين مندوب روسيا الدائم لدى مقر هيئة الأممالمتحدة في جنيف أنه من الضروري إجراء تحقيق دقيق في قيام القوات المسلحة الإسرائيلية بمهاجمة سفن تنقل الشحنات الإنسانية لقطاع غزة. وأضاف أن هذه العملية التي أسفرت عن سقوط ضحايا بشرية تستحق الاستنكار ويجب أن يجري تحقيق دقيق فيها ومعاقبة المذنبين. ومن جانبه دعا قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة العلاقات لدولية في مجلس الدوما المجتمع الدولي واللجنة الرباعية إلى مطالبة إسرائيل فورا بتقديم معلومات عن اعتدائها على الأسطول الأممي الحامل لمواد إنسانية لمواطني غزة. وأضاف كوساتشوف أن البعثة منذ أن بدأت قبيل ثلاث سنوات كانت إنسانية ولا تحمل أي طابع سياسي وليس هناك ما يبرر الاعتداء العسكري على المشاركين فيها. وفي أمريكا أعلن البيت الأبيض أنه "متأسف جدا" لوقوع خسائر بشرية وإصابات في الاشتباكات لدى قيام القوات الإسرائيلية بتنفيذ عملية خاصة ضد "أسطول الحرية". وقال وليام بيرتون المتحدث باسم البيت الأبيض أن "الولاياتالمتحدة تأسف جدا لوقوع خسائر بشرية وإصابات وتعمل حاليا على التحقيق في ملابسات هذه المأساة". ومن جانبه دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستفيض بهذا الشأن، معربا عن إصابته بالصدمة جراء هذا الحادث. هذا و قد زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال افي بنياهو، أنه يجهل من أعطى الأمر بإطلاق النار خلال الهجوم على أسطول الحرية، المتوجه إلى غزة. وقال الجنرال في مؤتمر صحفي، "لست أدري من أعطى الأمر بإطلاق النار، و ما زال الوقت مبكرا لتحديد ذلك"، في محاولة فاشلة للتهرب من المسؤولية من قبل الاحتلال عن استهداف القافلة التي تضم متظاهرين من 40 جنسية. وأضاف أن البحرية تتصرف بناء على أوامر وتعليمات واضحة جدا بإطلاق النار، كما تم تحذير الجنود بعدم الرضوخ للاستفزازات.