سجّلت أمس السبت جماعة سعيد سعدي الذي يفضّل كثير من الجزائريين مناداته بلقب "سعيد صامدي" بسبب عشقه الأسطوري للسّير يوم السبت في اتجاهات مسدودة، رقما قياسيا جديدا في الفشل حين عادت للمرّة السابعة على التوالي إلى جحورها تجرّ أذيال الخيبة والإخفاق بعد أن عجزت عن إقناع الجزائريين بأطروحتها المريبة وأفكارها العجيبة وشخوصها الغريبة· إذ تجمّع ما لا يزيد عن ثلاثين شخصا ينتمون إلى ما يسمّى بالجناح السياسي فيما يوصف بالتنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية أمس في ساحة أوّل ماي في الجزائر العاصمة محاولين التوجّه نحو ساحة الشهداء في مسيرة احتجاجية فاشلة تعدّ السابعة من نوعها منذ 12 فيفري، قبل أن يقرّروا العودة إلى بيوتهم لتحضير تحطيم رقم قياسي جديد في الفشل يوم السبت القادم· وقد طوّقت قوّات الأمن أنصار سعيد صامدي زعيم حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي لا يزول بزوال الأحزاب الذين انقسموا إلى مجموعتين صغيرتين تمركزت الأولى بوسط ساحة أوّل ماي وكان من بين المشاركين فيها الرئيس الشرفي للرّابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان "الشيخ" علي يحيى عبد النّور، أمّا المجموعة الثانية فقد سارت نحو محطّة المسافرين· وبعد دقائق معدودة شرع "الرّاغبون في السير" في التفرّق في هدوء و"السّير" نحو بيوتهم، ليكون علي يحيى عبد النّور ضمن المجموعة الأخيرة التي غادرت ساحة أول ماي· للإشارة، فإن ولاية الجزائر كانت قد أعلمت المبادرين بتنظيم هذه المسيرات منذ البداية برفضها الترخيص لها بالجزائر العاصمة لأسباب "ذات صلة بالنظام العام وليس للجم حرّية التعبير"، مثلما يحاول بعض أدعياء التغيير الترويج لهم لإخفاء فشلهم في إقناع الجزائريين بدعواتهم المشبوهة· وكان الشعب الجزائري قد وجّه يوم السبت الماضي صفعة قوية "للخلاّطين" الذين يتاجرون سياسيا بمشاكل الجزائريين ويحاولون ركوب بعض الهموم الاجتماعية لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة· حيث فشل سعيد سعدي ومن معه وأخفقت بعض الأطياف السياسوية التي تحمل تسميات مختلفة في حشد الشارع الجزائري من أجل القيام بمسيرات لم يتمّ الترخيص لها عبر الوطن، ووجد بعض من حاولوا استغلال ذكرى عيد النّصر للعبث أنفسهم وحيدين في الشارع، ليعودوا مرّة أخرى إلى بيوتهم خائبين وليستمرّ الهدوء عبر مختلف ولايات القطر الوطني· وتعدّ صفعة السبت 26 مارس سابع صفعة يتلقّاها أعضاء ما يسمّى بالتنسيقية الجزائرية من أجل التغيير والديمقراطية بعد صفعات 19 و12 و5 مارس، و26 و19 و12 فيفري، بشكل يشير إلى أن أدعياء التغيير في طريقهم إلى الانقراض· وللمرّة السابعة فإن فشل التغييريين قابله نجاح قوّات الأمن في التعامل بذكاء واحترافية كبيرة مع الأفراد المشاركين في المسيرات الفاشلة، حيث قدّم رجال الأمن على اختلاف مواقعهم صورة حضارية راقية وهم يتعاملون برزانة وهدوء مع مسيرات الوهم الفاشلة وتفادوا استخدام العنف رغم بعض الاستفزازات التي تعوّد بعض أدعياء التغيير على القيام بها· ويرى متتبّعون أن احترافية رجال الأمن في التعامل مع "التغييريين" تؤكّد وعي المنتسبين إلى هذا الجهاز وحرصهم على تنفيذ توجيهات المدير العام لجهاز الأمن الوطني اللّواء عبد الغني هامل المستمدّة من توجيهات القاضي الأوّل في البلاد السيّد رئيس الجمهورية الذي حرص أكثر من مرّة على تقديم تعليمات دقيقة تقضي بضرورة تفادي استخدام العنف في التعامل مع الاحتجاجات والاعتصامات وغيرها من التظاهرات·