شدّد السيّد وائل دعدوش رئيس النّادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية، على ضرورة أن يقوم المجتمع المدني بدوره كاملا فيما يخصّ توعية المواطنين وتحسيسهم بما يحاك من مؤامرات ضد الوطن على يد بعض الجهات والأطراف الداخلية والخارجية على حدّ سواء ممّن تخدم أهدافا واضحة وهي السعي إلى تخريب البلاد والعودة بها إلى سنوات الأزمة والضياع، مشدّدا على ضرورة أن يتحلّى المجتمع المدني تحديدا بالوعي الكامل في هذا الإطار، وأن يعمل على إظهار الحقيقة للنّاس بالأدلّة والبيانات التي لا يفتقر إليها الواقع وليس بالضئيلة أو التي يستحيل إيجادها، سيّما وأن تلك الأطراف تحاول بشتى الطرق استغلال المطالب الاجتماعية للمواطنين في الجزائر التي عبّروا عنها بكلّ عفوية خلال احتجاجاتهم التي قال عنها أيضا إنها مطالب جدّ مشروعة، وإنما من يحاولون التسلّق عليها واستغلال مطالب المواطنين لتمرير بعض المطالب السياسية هم من يوتّرون الأجواء ويحاولون الاصطياد في المياه العكرة· ولم يخف السيّد وائل دعدوش خلال اللّقاء الذي جمع أمس أعضاء النّادي الإعلامي بممثّلين عن المجتمع المدني لولاية البليدة الذين كرّموا النّادي بالمناسبة استغرابه من سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها بعض القنوات الفضائية والعديد من الدول الغربية فيما يخصّ المطالب الشرعية للمواطنين في مختلف الدول العربية، ضاربا المثال بما يحدث في البحرين الشقيق مثلا، وما تعرّض له المتظاهرون هناك من أساليب قمعية وحشية للغاية دون أن تتمّ الإشارة إليهم ولو بكلمة سواء من الفضائيات والدول التي نصّبت نفسها وصية على البلدان الأخرى وخاصّة البلدان العربية وشعوبها، أو من بعض وسائل الإعلام التي لا تراعي المهنية والاحترافية في نقل الأحداث وتغطياتها، في حين أنها، أي نفس الدول والجهات، قد تحرّكت وحرّكت آلياتها العسكرية الثقيلة والخفيفة ووجّهت وسائل إعلامها كاميراتها ومراسليها إلى بلدان أخرى ومظاهرات شعبية أخرى قامت من أجل نفس المطالب، كالذي يحدث في سوريا أو ليبيا، متسائلا إن كان للمواطن في هذين الدولتين الحقّ في التظاهر والمطالبة بحقوقه والمواطن في دول غيرها ممّن ليست لهذه الجهات مطامع أو مصالح فيها مجرّدا من حقّ التظاهر والمطالبة بتحسين الأوضاع، مدرجا أيضا في السياق ذاته ما حصل خلال المظاهرات المطالبين بتعديل قانون القاعد في فرنسا وما عوملوا به من أساليب عنف وقمع وسجن الكثيرين منهم وسياسة التعتيم الكبيرة التي ضربت على تلك المظاهرات، فيما ينعكس الأمر فقط عندما يتعلّق ببعض الدول العربية ومن بينها الجزائر التي لاتزال محلّ مطمع كثير من الجهات، وهو ما يؤكّد بشدّة أن الأطراف الخارجية والأيادي الأجنبية تتحرّك فقط وفقا لما يخدم مصالحها وأجندتها وتزكّي الثورات حيثما تكون مصالحها قائمة فحسب، وعلى الجزائريين التنبّه إلى ذلك جيّدا وعدم السماح لهم بتخريب وتشويه ما تعب الجزائريون وضحّوا كثيرا لنيله·