بعد الصفعة التي تلقتها الولاياتالمتحدة ودولة الاحتلال برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الأميركي بإعلان القدس عاصمة للاحتلال أعلنت الأخيرة أنّها تتواصل مع عشر دول على الأقل لتنقل سفاراتها إلى القدس. وقالت نائبة وزير الخارجية تسيبي هوتوفلي نحن على اتصال بعشر دول على الأقل بعضها في أوروبا لتنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس. ولم تكشف المسؤولة الصهيونية أسماء الدول التي قد تتخذ هذه الخطوة مكتفية بالقول إنّ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيخلق تياراً لم نرَ حتى الآن سوى مقدّماته . ونقلت الإذاعة العامة عن مصادر دبلوماسية أنّ هندوراس والفيليبين ورومانيا وجنوب السودان بين الدول التي قد تتخذ هذه الخطوة. لكنّها أوضحت أنّ الأمر يقتصر حالياً على اتصالات ولا يشمل مفاوضات ملموسة لنقل سفارات هذه الدول إلى القدس في موعد وشيك. يأتي هذا بعدما أعلن رئيس غواتيمالا جيمي موراليس الأحد أنّ بلاده ستنقل سفارتها في الاحتلال إلى القدس في قرار رحّب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكنّه لقي تنديداً شديداً من قبل الفلسطينيين باعتباره عملاً مخزياً . ويأتي قرار غواتيمالا في سياق إعلان ترامب في 6 ديسمبر الجاري القدس عاصمة للاحتلال ما أثار موجة استنكار عارمة في مختلف أنحاء العالم وتظاهرات احتجاج وسط رفض فلسطيني وعربي. وكتب رئيس غواتيمالا على حسابه على تويتر في رسالة نشرها مكتبه الإعلامي لقد أصدرت تعليمات لوزيرة (الخارجية ساندرا جوفيل) لبدء التحرّكات اللازمة لتطبيق هذا القرار. و اول أمس الإثنين أعلنت وزارة الخارجية في غواتيمالا أنّها بدأت بتنفيذ التعليمات. وقالت في بيان تلقّت وزارة الشؤون الشؤون الخارجية الأمر الرئاسي وبدأت بعملية تنفيذ هذا القرار المتعلّق بالسياسة الخارجية . بدوره رحّب نتنياهو بقرار غواتيمالا واصفاً إيّاه بأنّه مهم وتوقّع أن تحذو دول أخرى حذو غواتيمالا. وقال في بيان قلت لكم مؤخراً: سيكون هناك دول أخرى تعترف بالقدس وتعلن نقل سفاراتها إليها. وقامت دولة ثانية بذلك وأكرر: سيكون هناك دول أخرى . وأضاف أكرر وأقول- ستكون هناك دول أخرى. هذه هي مجرّد البداية وهذا أمر مهم . خطوة غواتيمالا مخزية في المقابل دانت وزارة الخارجية الفلسطينية خطوة غواتيمالا واعتبرت أنّها عمل مخز . وقال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي إنّ الإعلان يزدري ويتجاهل المواقف الجماعية للتحالفات والمجموعات الدولية والتي تعتبر غواتيمالا جزءاً منها بما في ذلك حركة عدم الانحياز مؤكداً أنّ هذا العمل يستفز مشاعر المسيحيين والمسلمين كافة . ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا اول أمس الإثنين عن المالكي قوله في عشية أعياد الميلاد المجيدة وبدلاً من التضامن مع المسيحيين أصحاب الأرض الأصليين اختار الرئيس موراليس الوقوف ضد حقوق أبناء شعبنا في أرضنا المقدسة . وصوّتت 128 دولة من من أصل 193 الخميس الماضي على الإبقاء على التوافق الدولي بشأن القدس الذي يؤكد أنّ وضع المدينة لا يمكن أن يتقرّر إلا عبر مفاوضات بين الكارفين وأيّدت ثماني دول فقط الولاياتالمتحدة في التصويت على القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بينها غواتيمالا وهندوراس اللتان تعتمدان بشكل كبير على التمويل الأمريكي. وبعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة قالت السفيرة الامريكية في المنظمة الدولية نيكي هيلي إنّها إهانة لن ننساها أبداً . وكانت هيلي قد هددت قبل الجلسة الدول التي ستؤيد قرار إدانة إعلان ترامب. والدول الأربع الأخرى التي وقفت إلى جانب الولاياتالمتحدة والاحتلال في الجمعية العامة للأمم المتحدة هي توغو ومايكرونيزيا وناورو وبالاو وجزر مارشال. وامتنعت 35 دولة عن التصويت بينها كندا والمكسيك والأرجنتين وبولندا والمجر فيما غابت عن الاجتماع 21 دولة أخرى.