رفض دولي واسع لقرار ترمب بشأن القدس ** نجحت 128 دولة بتوجيه صفعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس وبالأغلبية مشروع قرار تقدمت به كل من تركيا واليمن يرفض قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. وفي حين سارع البيت الأبيض وحكومة الاحتلال إلى التنديد بالقرار علت الأصوات المرحبة بنتيجة التصويت معتبرةً ذلك انتصاراً للقضية الفلسطينية. ق.د/وكالات اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة قرارا يرفض أي تغيير في وضع القدس القانوني ويدعو الولاياتالمتحدة إلى سحب اعترافها بالمدينة المقدسة عاصمة للاحتلال فيما وجهت واشنطن دعوة للدول التي صوتت ب لا أو امتنعت عن التصويت أو لم تصوّت لحضور حفل استقبال مطلع العام الجديد. وصوتت 128 دولة لصالح القرار من مجموع 193 دولة في الجمعية العامة بينما صوتت تسع دول ضده هي: الولاياتالمتحدة ودولة الكيان وتوغو وغواتيمالا وهندوراس وجزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو وناورو وتحفظت 35 دولة منها: كندا وأستراليا والمكسيك والأرجنتين وبولندا والمجر وغابت 21 دولة عن الاجتماع. ووجدت واشنطن نفسها معزولة على الساحة العالمية مع تصويت الكثير من حلفائها الغربيين والعرب لصالح القرار ومن بين تلك الدول الحليفة مصر والأردن والعراق وهي دول تتلقى مساعدات ضخمة عسكرية أو اقتصادية منها لكن التهديد الامريكي بقطع المساعدات لم يحدد دولة بعينها. ويؤكد القرار الذي قدمته اليمن وتركيا بالنيابة عن المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أن أي قرار أو إجراء يفضي إلى تغيير وضع مدينة القدس لاغ وباطل ويدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط كما يطالب جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس. وفي الكلمات التي سبقت التصويت قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن القدس مفتاح السلام في الشرق الأوسط وإن القرار الامريكي بشأنها لن يؤثر على مكانة القدس القانونية بل على مكانة واشنطن كوسيط لعملية السلام. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن التصويت على قرار الجمعية العامة مهم لأنه يُعلِم الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم. وانتقد التهديدات الأمريكية لمن يصوت لصالح القرار قائلا إن التنمر الأمريكي غير مقبول. لغة التهديد مستمرة أما السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي فكررت تهديداتها للدول المؤيدة للقرار وقالت ستتذكر الولاياتالمتحدة هذا اليوم الذي عُزلت فيه وهوجمت في الجمعية بسبب ممارستنا حقنا كدولة ذات سيادة . وأضافت سنتذكره حين يطلبون منا مجددا دفع أكبر مساهمة مالية في الأممالمتحدة وسنتذكره حين تطلب منا دول عدة -كما تفعل دائما- دفع المزيد واستخدام نفوذنا لصالحها . وقد غادرت هيلي الجلسة عقب كلمة السفير الإسرائيلي الذي قال إن من يدعم مشروع القرار مجرد دمى . ووفقا لدعوة اطلعت عليها رويترز طلبت هيلي في وقت لاحق من الدول ال64 التي صوتت بلا أو امتنعت عن التصويت أو لم تصوت حضور حفل استقبال في الثالث منجانفي : لشكركم على صداقتكم للولايات المتحدة . وقد انعقدت هذه الجلسة الطارئة للجمعية العامة وفقا للقرار 377 لعام 1950 المعروف بقرار متحدون من أجل السلام وهو يمثل آلية بديلة في الحالات التي يفشل فيها مجلس الأمن في تحقيق إجماع بين الدول الخمس الدائمة العضوية بشأن قضايا تهدد السلم والأمن الدوليين. ولجأت الدول العربية والإسلامية إلى هذه الآلية بعدما استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) في جلسة مجلس الأمن الاثنين الماضي بشأن قرار لحماية القدس كانت مصر قدمته بطلب من الفلسطينيين. فرح فلسطيني المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة رحّب بتصويت الأممالمتحدة مشيراً إلى أنه انتصار لفلسطين مشيداً بالمجتمع الدولي الذي لم يمنعه التهديد والابتزاز من الوقوف إلى جانب الحق. وقال سنواصل جهودنا في الأممالمتحدة وكل المحافل الدولية حتى نضع حداً لهذا الاحتلال ونقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . كما أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في تصريحات لتلفزيون فلسطين_ أن تصويت الجمعية العامة يعني أن إعلان ترامب بحق القدس لاغ وباطل . أما السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور فاعتبر أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة يشكل هزيمة كبيرة لواشنطن. فلسطينياً أيضاً قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة انتصار للحق والعدل والتاريخ . وأضاف هنية في بيان أن الدول التي صوتت لصالح القرار عكست إرادة الشعوب الحرة في رفض الهيمنة الامريكية ومنهج البلطجة السياسية التي تمارسها بشكل أثبت أن لغة التهديد لم تعد تجدي أمام الحقوق فالمبادئ أقوى من المصالح . ودعا البيان الإدارة الامريكية إلى الانصياع للإرادة الدولية والتراجع عن قرارها . وكذلك اعتبر المتحدث باسم حماس فوزي برهوم قرار القدس الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ينسف إعلان ترامب ودعا في بيان إلى ترجمة القرار على الأرض وإنقاذ القدس من التهويد والحفريات والاستيطان الإسرائيلي وتقدم بالشكر للدول التي صوتت لصالح فلسطين و وقفت إلى جانب حقوق شعبها في أرضه ومقدساته رغم كل الضغوط الامريكية . تركيا وغرد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على صفحاته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بكل من اللغة العربية والتركية والإنجليزية بالقول: نرحب بموافقة الجميعة العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار حول القدس ونأمل من إدارة ترامب أن تتراجع عن قرارها المؤسف الذي أكدت الجميعة العامة عدم شرعيته . من جهته أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن المجتمع الدولي برفضه قرار ترمب حول القدس أظهر أن الكرامة والسيادة لا تباع مضيفاً نشعر بارتياح كبير حيال ذلك . وأضاف جاووش أوغلو في تعليقات على صفحته في تويتر أن تركيا ودولاً أخرى رعت المشروع موجهاً الشكر لكل دولة أيدته في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أكد أن تركيا ستبذل مزيداً من الجهود من أجل الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967 . وعلق المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن أيضاً عبر تغريدة على حسابه في تويتر وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة ب128 صوتاً مقابل رفض 9 على مشروع القرار الرافض لقرار ترامب بشأن القدس باسم القضية الفلسطينية داعياً إلى جعل هذا القرار التاريخي خيراً للعدالة والضمير العالمي . وغرد نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ مرحبا بالقرار إذ وصف أن القرار ب التاريخي وأنه بمثابة فيتو ضد قرار الرئيس الأمريكي . الأردن بدوره رحّب الأردن بالقرار إذ اعتبر المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أنه يجسد إرادة الشرعية الدولية بتأكيد عدم قانونية أي إجراء يستهدف تغيير الوضع القائم بالمدينة المقدسة ويغير حقائق جديدة فيها . ودعا المومني في بيان إلى تكاتف جهود المجتمع الدولي لحل الصراع على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة ومبادرة السلام العربية . اليمن واعتبر نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالملك المخلافي أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح المشروع العربي الذي تقدمت به اليمن عن المجموعة يمثل تأكيداً بأن العالم كله ضد تغيير وضع القدس القانوني والتاريخي ورفض قرار الرئيس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان رغم الضغوط والتهديدات . وقال المخلافي في تغريدات بعد التصويت على مشروع القرار إن الإجماع العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنيها لمشروع القرار واتفاقها على كلمة موحدة باسم المجموعة العربية ألقاها المندوب الدائم لليمن رسالة واضحة للعالم بأن فلسطين هي القضية المركزية للعرب وأن القدس هي قدس الأقداس وهو ما حقق هذه النتيجة رغم الضغوط . أميركا والصهاينة في المقابل وفي حين نددت واشنطن بقرار الجمعية العامة وأشارت إلى أن ملف الحدود ستحسمه مفاوضات الوضع النهائي أعلن مكتب بنيامين نتنياهو أن دولة الاحتلال ترفض تصويت الأممالمتحدة وتشكر ترامب على موقفه بشأن القدس. وقالت رئاسة حكومة الاحتلال في بيان ترفض إسرائيل قرار الأممالمتحدة وهي في الوقت نفسه راضية بشأن العدد الكبير من الدول التي لم تصوت لصالحه . وأضافت: تشكر إسرائيل الرئيس ترامب على موقفه الواضح لصالح القدس كما تشكر الدول التي صوتت مع إسرائيل .