ترسيم يناير عيدا وطنيا.. يختم أحداث سنة حافلة بالإنجازات والإخفاقات يستعد الجزائريون لاستقبال العام الجديد 2018 بعد طيّ صفحة سنة 2017 التي كانت حُبلى بالأحداث الداخلية والدولية والإنجازات الجزائرية على أكثر من صعيد لاسيما على الصعيد الأمني والاستقرار الذي يعتبر من أهم النعم التي تُحسد عليها الجزائر في زمن الاضطرابات وفي المقابل شهد العام الذي نودعه خلال ساعات إخفاقات أبرزها الإقصاء المر من سباق مونديال روسيا بعد مشاركتين متتاليتين ولن ينسى الجزائريون قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإرهابي الصهيوني وتجديد تأكيدهم الوقوف مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. حرائق الغابات.. غزو طائفي.. اختطاف الأطفال.. ولعبة الحوت الأزرق.. جانب من المآسي التي شهدتها الجزائر خلال السنة التي نستعد لتوديعها على أمل استقبال عام أقل قسوة وهو العام الجديد 2018 الذي يتوجس كثير من الجزائريين خيفة منه لاسيما في ظل الزيادات المرتقبة في أسعار كثير من المنتجات بداية من البنزين والمازوت.. تكريس يناير يوما وطنيا... تأبى سنة 2017 أن تنقضي إلا وقد أبرزت حدثا وطنيا بارزا وهو قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إعتبار يوم 12 جانفي عطلة مدفوعة الأجر ودعوته إلى إنشاء أكاديمية للغة الأمازيغية بمناسبة عيد يناير الذي يجسد الهوية الجزائرية العربية الأمازيغية الإسلامية وذلك خلال آخر اجتماع لمجلس الوزراء الذي تم فيه المصادقة على قانون المالية لسنة 2018. وبهذا القرار يكون قد تحقق أحد المطالب التي لطالما نادى بها الشعب الجزائري تماشيا والتعديل الدستوري الأخير. الجزائر تحترم مواعيدها الدستورية... تعتبر سنة 2017 سنة تجديد الجزائر احترام مواعيدها الدستورية بتنظيم استحقاقين في ظروف جيدة وآمنة ويتعلق الأمر بتشريعيات الرابع ماي ومحليات ال 23 نوفمبر التي أشرف على مراقبتها لأول مرة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات التي تم استحداثها في دستور فيفري 2016. ومن الإنجازات المحققة في هذا السياق ضبط القائمة الانتخابية والهيئة الناخبة التي كانت محل جدل في الاستحقاقا ت الماضية بعد اعتماد التسجيل الالكتروني للناخبين والتي سمحت بتطهير أكثر من 1.3 مليون من القائمة الانتخابية على أمل تنظيم انتخابات رقمية في آفاق 2022. حرب ضارية على الإرهاب واصلت الجزائر في العام 2017 الحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة ترابها رغم كل الأخطار المحدقة بها على مستوى الحدود ودول الجوار التي تشهد توترات أمنية منذ 2011 بل أصبحت شريكا دوليا هاما في مكافحة الارهاب وأضحت قبلة للمؤتمرات العالمية لمكافحة الارهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة بفضل تجربتها الرائدة من جهة وبفضل المقاربة الأمنية التي انتهجتها منذ 1999 والتي تقوم على مد يدها لاحتضان واسترجاع المغرر بهم من أبنائها من خلال ميثاق السلم والمصالحة الذي يبقى ساري المفعول فضلا عن يقظة الجيش الشعبي الوطني وباقي الأسلاك الأمنية في مكافحة الإرهاب ما أهلها لاحتضان مقر الأفريبول ورئاستها أيضا. فبلغة الأرقام قضت وحيّدت قوات الجيش الشعبي الوطني خلال2017 على 90 إرهابيا وتوقيف 40 إرهابيا من بينهم 5 نساء واستسلام 29 إرهابيا وتوقيف 203 عناصر دعم وإسناد فضلا عن توقيف 1700 مهرب و9 تجار أسلحة على الحدود وأزيد من 500 تاجر مخدرات وأكثر من 13 ألف مهاجر غير شرعي كما حجزت 47 طنا من المخدرات و5 كلغ من الكوكايين وأكثر من 1.279 مليون لتر من الوقود و1400 طن من المواد الغذائية المهربة. وبلغت عدد الذخائر والأسلحة الحربية المسترجعة 258 بندقية كلاشنيكوف و62 بندقية رشاشة و5 هاونات و16 قاذف صواريخ و247 بندقية إلى جانب كشف وتدمير 160 لغما مضادا للأفراد وتقليديا وأكثر من 179 ألف طلقة من مختلف العيارات بالإضافة إلى صواريخ ومقذوفات متنوعة وكمية معتبرة من المواد المتفجرة. المضاربة تطال جيوب الجزائريين والجزائر ترفض رهن السيادة بالاستدانة واستقبل الجزائريون العام 2017 على وقع مخاوف كانت تثيرها بعض الأصوات من انعاكسات قانون المالية 2017 وما حمله من زيادات في أسعار الوقود وبعض الرسوم الجمركية والضرائب إلا أن الدولة حافظت على مستوى التحويلات الاجتماعية وأكدت دعمها للطبقات الهشة واستمرار سياسة الدعم إلا أن النقطة السوداء تجلت في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والخضر بشكل كبير كتحصيل حاصل للمضاربة التي أصبحت سيدة الموقف وتبادل للاتهامات بين المنتجين وتجار الجملة والتجزئة. ودفع الوضع الاقتصادي الصعب الذي تأثر بانخفاض أسعار النفط الحكومة لاتخاذ قرارات اقتصادية صعبة وتحمل العبء دون اللجوء إلى الاستدانة الخارجية ورهن مصير البلاد بأيدي الأفامي كقرار طباعة الأموال لسد العجز في الخزينة العمومية وتمويل الاستثمار. الجزائر تتحول إلى ديترويت إفريقيا وعلى الصعيد الاقتصادي كانت 2017 سنة صفر استيراد السيارات التي كانت تقارب 750 ألف سيارة في السنوات السابقة حيث تراهن الجزائر على مصانع تركيب السيارات لتغطية الطلب الداخلي المتزايد باكثر من 5 مصانع لتركيب السيارات بطاقة إنتاج اجمالية تناهز ال 500 ألف سيارة سنويا لتصبح من أول مستورد إلى أكبر مصدر في إفريقيا إن لم نقل ديترويت إفريقيا فضلا عن تحقيق اكتفاء ذاتي من الإسمنت والشروع في أولى عمليات التصدير من ميناء أرزيو بوهران. توزيع أكثر من 234 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ وعرف العام 2017 توزيع أكثر من 234 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ فضلا عن عمليات الترحيل التي شهدتها العاصمة لتصبح أول عاصمة في إفريقيا دون قصدير وهو الرهان الذي نجت فيه بعد عملية الترحيل الأخيرة التي مست 3 آلاف عائلة وبالأرقام بلغت قيمة مصاريف قطاع السكن 491 مليار دينار منها 47 بالمائة خصصت لصيغة السكن العمومي الإيجاري ب231 مليار دينار و170 مليار دينار (35 بالمائة) لسكن البيع بالإيجار (عدل). توظيف أكثر من 36 ألف أستاذ.. وافتتاح عدة مراكز لعلاج السرطان.. أما في التربية الوطنية والتعليم التي تسهر على أكثر من 8 ملايين تلميذ فالقطاع يشهد ديناميكية طيلة أيام السنة بدءا من الدخول المدرسي رغم ظاهرة الاكتظاظ التي شهدتها الأقسام ما دفع بالحكومة إلى رفع التجميد استثناء عن مشاريع إنجاز الهياكل التربوية إضافة إلى المسابقات العديدة لتوظيف الأساتذة حيث بلغ عدد المناصب الشّاغرة التي قامت وزارة التربية بالتوظيف فيها منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي 2017 - 2018 فاق 36 ألف منصب في الأطوار التعليمة الثلاثة. أما في قطاع الصحة العمومية فرغم جهود الدولة لتطوير القطاع وبناء المستشفيات وتجهيزها بأحدث التجهيزات وافتتاح عدة مراكز لعلاج السرطان إلا أن المنظومة الصحية العمومية تبقى ضعيفة ولم يعد بمقدورها تقديم خدمات ترقى إلى تطلعات المواطنين. صالون الجزائر الدولي للكتاب قبلة الجزائريّين.. ووداع خاص للشيخ عمر الزاهي ويبقى صالون الجزائر الدولي للكتاب أهم حدث ثقافي في جزائر 2017 إضافة إلى عدد من المهرجانات التي تعد واجهة الجزائر الثقافية كمهرجان الفيلم العربي بوهران أومهرجان المالوف بقسنطينة. وودع الجزائريون في 2017 أيقونة الفن الشعبي والجزائري الشيخ عمر الزاهي كما فقدت الجزائر عميد الاغنية الوهرانية بلاوي الهواري ورشيد صاولي أحد اعمدة الموسيقى الكلاسيكية. وودعت الجزائر في 2017 رئيسي حكومة سابقين ويتعلق الأمر برضا مالك واسماعيل حمداني ووافت المنية الدبلوماسي نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي. حلم مونديال روسيا يتبخر... كان عام 2017 مخيّباً للآمال بالنسبة للرياضة الجزائرية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص بعدما شهد العديد من الإخفاقات. وفشل الخضر في التأهل لكأس العالم لكرة القدم في روسيا بعد مسيرة سيئة في التصفيات حيث تذيل مجموعة تضم نيجيريازامبيا والكاميرون. وقبلها خرجت الجزائر من دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية بالغابون فشل منتخب المحليين في التأهل لكأس الأمم الإفريقية بخسارته أمام نظيره الليبي. حرائق الغابات..غزو طائفي.. اختطاف الأطفال.. و الحوت الأزرق .. وكان صيف 2017 حارا وساخنا للجزائريين بعدما أتت حرائق الغابات التي اندلعت في عديد ولايات الوطن على قرابة ال 52 ألف هكتار. وشهدت الجزائر خلال 2017 محاولات غزو كثيفة من قبل بعض الطوائف والنحلات كالطائفة الأحمدية التي جاهرت بطقوسها على غرار الطائفة الكركرية وهو ما تصدت لها وزارة الشؤون الدينية والوقاف بكل حزم وشرعت في التحضير لمشروع قانون خاص لحماية الجزائريين من الإنحراف النِّحلي والمذهبي. وسيتذكر الجزائريون أيضا صرخات امهات الأطفال الذين تعرضت للاختطاف والقتل بدون أي رحمة ليقرر القضاء العودة إلى الحكم بالإعدام في مثل هكذا قضايا وآخرها إصدار محكمة بشار حكما بالإعدام في حق المتورطين الثلاثة في اختطاف وقتل الطفل درياح محمد ياسين (06 سنوات) كما سيذكر الجزائريون لعبة الحوت الأزرق التي اودت بحياة 5 من أطفال الجزائر وانتحارهم بشكل رهيب. إطلاق أول قمر اصطناعي جزائري للاتصالات ورقمنة الإدارة.. وأنهت الجزائر سنة 2017 بإطلاق أول قمر اصطناعي للاتصالات بالتعاول مع الصين الشعبية وهو الساتل الذي تسعى من خلاله الجزائر إلى تحسين مستوى الاتصالات وتدفق الإنترنيت. وقطعت الجزائر أشواطا عديدة في سبيل كسب رهان الإدارة الإلكترونية كما تم استحداث المرصد الوطني للمرفق العام الذي يعد قوة اقتراح حقيقية نابعة من الواقع الإيجابي والنقائص التي يعيشها المواطن الجزائري لاسيما البيروقراطية. سنة تجديد العهد الجزائري مع فلسطين وكانت سنة 2017 أيضا سنة تجديد العهد الجزائري مع فلسطين ظالمة أو مظلومة حيث انتفضت الجزائر حكومة وشعبا لنصرة القدس عاصمة أبدية لفلسطين واستطاعت الجزائر حشد دعم أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحددة التي صوّتت برفض قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وجعلت وزير جيش الكيان المحتل أفيجدور ليبرمان يستشهد فيها بتصريح أول سفير للكيان في الأممالمتحدة أبا إيبان حول قوة وتأثير الجزائر في المجتمع الدولي قائلا لنتذكر جميعا أنها الأممالمتحدة ذاتها التي وصفها سفيرنا الأول فيها آبا إيبان بالقول أن الجزائر لو تقدمت بمشروع قرار يقول إن الأرض مسطحة وأن إسرائيل هي المسؤولة عن ذلك لحصل هذا القرار على 164 صوتا مقابل 13 معترضا و26 يمتنعون عن التصويت .