فاز المنتخب الوطني على نظيره المغربي بهدف دون رد في قمة المجموعة الرابعة في إطار الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا، في مباراة شهدت حماسا وتنافسا كبيرين بين الفريقين، وجرت في روح رياضية رغم أنها كانت مباراة حاسمة، خاصة بالنسبة للمنتخب الوطني الذي كان يلعب ورقته الأخيرة من أجل البقاء في السباق من أجل التأهل إلى نهائيات أمم أفريقيا. ملعب 19 ماي بمدينة "عنابة" ( 600 كيلومتر شرق العاصمة) امتلأ عن آخره ساعات قليلة قبل بدء المباراة، في حين تابع الملايين من الجزائريين والمغربيين هذه المباراة في الساحات العامة وعبر شاشات التلفزيون، وزينت مدرجات الملعب بألوان المنتخب الجزائري، في حين حاول المئات من المناصرين المغاربة الوقوف إلى جانب فريقهم ومؤازرته في هذا التنقل الصعب. أول مفاجأة في المباراة قبل بدايتها، كانت غياب كريم زياني عن التشكيلة الأساسية لمنتخب الجزائر، بعد تعرضه لإصابة خلال عملية الإحماء، واضطر المدرب عبد الحق بن شيخة لاستبداله بلاعب آخر، واختار أن يكون البديل هو عبد القادر غزال، وهو قرار لم تتقبله الجماهير، بسبب أداء هذا اللاعب خلال المباريات السابقة للخضر. ورغم هذه المفاجأة "غير السارة" إلا أن رفاق القائد عنتر يحيى بدءوا المباراة بقوة وتمكنوا من فرض إيقاع سريع على الفريق الضيف، وبعد دقائق قليلة تمكنوا من افتتاح باب التسجيل عن طريق ضربة جزاء نفذها بنجاح لاعب نادي نابولي حسان يبدة، ليتراجع بعد ذلك المنتخب الجزائري إلى الوراء، تاركا المنتخب المغرب يسيطر على المباراة نوعا ما، وكاد رفاق مروان الشماخ أن يعدلوا النتيجة في عدة مناسبات لولا يقظة الحارس رايس وهاب مبولحي. واستمات ثعالب الصحراء في الدفاع عن تقدمهم حتى النهاية، ورغم التغييرات التي أجراها المدرب بن شيخة لإحداث التوازن على تشكيلته، إلا أن ضغط المغاربة تواصل حتى إعلان الحكم عن نهاية المباراة. مبروك للخضر و"هاردلك" للأسود قال مدرب المنتخب المغربي إيريك غيريتس في مؤتمر صحفي عقده بعد نهاية المباراة أن الهدف المبكر الذي سجله فريق أصحاب الأرض خلط أوراق فريقه، مشيرا إلى أنه لا يستطيع لوم لاعبيه الذين حاولوا المستحيل من أجل الوصول إلى شباك الفريق الخصم ولكن دون جدوى، وأن محاولاتهم استمرت حتى آخر لحظة، وأنه بالرغم من بعض المحاولات السانحة للتسجيل، إلا أنهم لم يتمكنوا من إدخال الكرة في شباك الحارس مبولحي. وذكر غيريتس أنه لا يريد التعليق على ضربة الجزاء التي أعلن عنها الحكم، كما رفض التعليق على أداء هذا الأخير، مبررا ذلك بخشيته الوقوع تحت طائلة العقوبة بخمسة مباريات إذا علق على التحكيم. وهنأ مدرب أسود الأطلس المنتخب الجزائري ومدربه على هذا الفوز، الذي قال بأنه أعاد بعث التنافس في المجموعة الرابعة، بعد أن صار في رصيد كل فريق أربع نقاط، موضحا أن المعركة ستكون شيقة وستتواصل حتى النهاية. ومن جهته اعتبر مدرب المنتخب الجزائري عبد الحق بن شيخة أن المباراة كانت صعبة وقاسية، مشيرا إلى أنه كان قد فقد المدافع مجيد بوقرة في بداية المعسكر التدريبي، وأنه فقد أيضا اللاعب كريم زياني دقائق قليلة قبل بداية المباراة، إضافة إلى اضطراره لإخراج القائد وقلب الدفاع عنتر يحيى بعد تعرضه لإصابة أثناء اللعب. وأشار بن شيخة إلى أن الأهم كان الفوز بنقاط المباراة الثلاث، بصرف النظر عما يمكن قوله عن الأداء، موضحا أن اللاعبين كانوا تحت ضغط كبير، لأن كل فرق المجموعة الأخرى كان في رصيدها أربع نقاط، وأنه كان على الخضر الفوز من أجل البقاء في السباق نحو التأهل. وأثنى المدرب الوطني على المنتخب المغربي، مؤكدا على أنه منتخب قوي وكبير، وأنه كان منافسا صعبا، وأن الفوز عليه لم يكن بالمهمة السهلة، مؤكدا على أن الفرق الأربعة تساوت الآن في عدد النقاط، وأنه ستكون أمام المنتخب الجزائري فرصة للتحضير جيدا للمباريات المقبلة، واسترجاع اللاعبين المصابين وربما جلب لاعبين جدد. يبدة مسجل الهدف: "المباراة لم تكن سهلة ولكن فزنا بها" وقال اللاعب حسان يبدة مسجل الهدف أن المباراة لم تكن سهلة، وأن المنتخب الجزائري دخلها بقوة، ولكن بعد أن سجل الهدف الأول والوحيد تراجع قليلا، الأمر الذي سمح للمنتخب المغربي بالضغط من أجل تعديل النتيجة دون أن ينجح في ذلك، مشيرا إلى أن الأهم كان الفوز وإدخال الفرحة على قلوب ملايين الجزائريين. العائد لموشية: "ربحنا المعركة وما زالت الحرب لم تكتمل" من جهته اعتبر اللاعب خالد لموشية أن الفريق المنافس لم يكن سهلا، وأن الضغط على الخضر كان قويا، وأن الانتصار الذي تحقق ليس بالإنجاز الكبير، بل إن الكثير من العمل لا يزال ينتظره وزملاءه في المنتخب الجزائري، خاصة فيما يتعلق بمباراتي العودة في تنزانيا وفي المغرب، إضافة إلى مباراة جمهورية أفريقيا الوسطى التي ستلعب في الجزائر. عنابة ترقص على أنغام الخضرة وعاشت مدينة عنابة ومعظم المدن الجزائرية ليلة أمس أجواء احتفالية استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، فالخضر حققوا أول فوز لهم في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا، وأمام فريق مغربي لم يكن بالمنافس السهل، في انتظار ما ستسفر عنه الجولات المقبلة داخل هذه المجموعة، التي سيبقى التنافس قائما فيها حتى الجولة الأخيرة.