ع· بركاتي احتضنت ولاية المسيلة أمس الاحتفالات السنوية المخلّدة لمرور 52 سنة على استشهاد البطلين سي الحواس وعميروش اللذين سقطا شهيدين بجبل ثامر ببوسعادة، حيث سطّر لهذا الغرض برنامج ثري، والذي جاء برعاية وزير المجاهدين محمد الشريف عبّاس، والذي كان حاضرا بالمناسبة رفقة الأسرة الثورية التي عايشت تلك الحقبة المهمّة في تاريخ نضالات الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي· حيث سطر لهذا الغرض برنامج ثري يتلاءم وطبيعة هذا اليوم، إذ من المنتظر أن يقف الحضور على مكان استشهاد البطلين وبالضبط في جبل ثامر، وستقام ندوة فكرية ينشّطها مجاهدون وأساتذة في تاريخ الجزئر لشرح أبعاد وخصال البطلين ودورهما الكبير في مسار الكفاح المسلّح· ويكتسي الاحتفال بهذا اليوم طابعا خاصّا جدّا، حيث دأبت مصالح وزارة المجاهدين على عدم التفريط فيه نظرا للحساسية واللّغط الكبير الذي صاحب استشهاد سي الحوّاس وعميروش وذكر فرضية المؤامرة مع المستعمر الفرنسي، والتي أدّت في الأخير إلى استشهادهما· هذا الكلام دفع بالعديد من المجاهدين إلى الخروج عن صمتهم وانتقاد هذا اللّغط الكبير الذي لا يمتّ بصلة إلى الواقع والحقيقة· كما أشاد وزير المجاهدين السيّد محمد شريف عبّاس ببطولات الشهيدين العقيدين عميروش وسي الحوّاس مستذكرا مسار وكفاح وتضحيات الرجلين من أجل أن تعيش الجزائر حرّة مستقلّة، وذكر أيضا في كلمة ألقاها بالمناسبة أن العقيدين عميروش وسي الحوّاس هما بالنّسبة للذي تتبّع مسار حياتهما وكفاحهما "من نوعية الرجال الذين ولدوا وعاشوا واستشهدوا لكي تعيش الجزائر حرّة ومستقلّة"· وقال الوزير: "إن عميروش وسي الحوّاس يمثّلان اليوم مرجعا سيتوجّب على الأجيال الشابّة أن تستلهم من طاقتهما وشجاعتهما من أجل بناء جزائر الغد"، وأوضح أن الشهيدين اللذين كانت لهما مزايا مشتركة، إذ هما منحدران من وسط الشعب ومنخرطان في حزب الشعب الجزائري وتلقّيا تعليمهما في الزّوايا "ممّا جعلهما يتمتّعان بإيمان عميق"، كانا دائما "مترفّعين عن الخلافات من أجل تفضيل وحدة الجزائريين والكفاح من أجل الاستقلال"، مضيفا أن تكريم روح هذين الشهيدين الكبيرين والعظميين يسمح لنا بتقدير التضحيات التي بذلتها البلاد من أجل استرجاع سيادتها "· من جهة أخرى، أشار السيّد محمد شريف عباس إلى أن الشعب الجزائري "لن يتأثّر أبدا بالشعارات الزائفة لأنه يعي ويعرف أين توجد مصالحه المتضمّنة في الإصلاحات الجارية في البلاد، وكذا في المجهود الجبّار المبذول في مجال التنمية·" وختم الوزير كلمته بمقبرة الشهداء لذات البلدة أمام جمع غفير من مجاهدي الولايات الثالثة والسادسة والأولى التاريخية، حيث جاء بعضهم من عديد الولايات مثل باتنة، بجاية، بسكرة وتيزي وزو قائلا: "إن ذاكرة شهدائنا سوف لن تكون محلّ مساومة أو تستعمل على حساب حقائق تاريخية"· وللتذكير، فإن البطلين العقيدين عميروش وسي الحوّاس اللذين كلّفا بالاتّصال بقيادة الثورة في الخارج استشهدا في اشتباك بتاريخ 29 مارس 1959 بجبل ثامر، وذلك بعد أن خاضا معركة شرسة ضد قوّات الاحتلال الفرنسي·