أكدت أن الخدمة المدنية ضرورة وطنية ** * يوم احتجاجي وطني في المستشفيات غدا أبدى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي تمسك مصالح وزارته بقانون الخدمة المدنية الذي يطالب الأطباء المقيمون بإسقاطه وأشار إلى أنه مكسب اجتماعي ضروري للمواطنين إلزامي بالنسبة للأطباء المقيمين معتبرا أنها (ضرورة وطنية) وهو ما يُنذر ب قبضة حديدية جديدة بين الوصاية والأطباء الذين يتحفظون بشكل واضح على ملف الخدمة المدنية في الوقت الذي يستعد الأطباء لتنظيم يوم احتجاجي وطني يُرتقب أن يشل المستشفيات غدا. في أول تصريح له بعد أحداث الاعتداء على الأطباء المقيمين عبّر الوزير عن استعداده لفتح قنوات الحوار مع الأطباء المقيمين مشددا على أن وزارته حريصة على تحسين ظروف عمل الأطباء وتذليل كل الصعاب مقابل تمسكها بقانون الخدمة المدنية المثير لغضب المحتجين. وذكر مختار حسبلاوي أن مصالح وزارة الصحة أخذت بعين الإعتبار كل المشاكل المطروحة من قبل الأطباء المقيمين وتعمل على حلّها حرصا على السير الحسن للمؤسسات الاستشفائية مشيرا إلى أن مضمون وثيقة مشروع قانون الصحة يتضمن العديد من القوانين التي من شأنها رفع الكثير من المشاكل عن عاتق الأطباء. من جانب آخر أكد وزير الصحة أن قطاعه شرع منذ 2015 في إنجاز عدة مشاريع لتحسين تسيير مؤسسات الصحة العمومية وبلوغ الأهداف الرامية إلى تقديم خدمات علاجية ذات جودة وهذا في انتظار صدور القانون الجديد حول الصحة. وشدد الوزير خلال تقديمه عرضا أمام لجنة الشؤون المالية والميزانية للمجلس الشعبي الوطني حول تسيير ميزانية الصحة لسنة 2015 على ضرورة مواصلة تأهيل المؤسسات الاستشفائية من خلال إدراج عقد نجاعة سنوي والتركيز على تحديد الأهداف المرجوة لاسيما في مجالات الوقاية والخدمات الطبية وتسيير الموارد البشرية والمالية . وذكر السيد حسبلاوي ب الدور الهام للقطاع الاستشفائي العام الذي يتكفل بحماية وتطوير الصحة عبر البرامج الوقائية وتنظيم تلقي العلاج في جميع مستوياته مشيرا إلى أن هذا القطاع يتوفر على أزيد من 571 مؤسسة صحية و48 مؤسسة تحت الوصاية . وقدر الوزير الميزانية الإجمالية لقطاع الصحة ب483.8 مليار دج سنة 2015 مشيرا إلى أنه تم منها تخصيص 452.7 مليار دج لميزانية التسيير بما فيها مساهمة صندوق الضمان الاجتماعي ب65.2 مليار دج مضيفا أن الاعتمادات المستهلكة بلغت 385.9 مليار دج. وتم تخصيص 95.28 بالمائة من اعتمادات ميزانية التسيير لتمويل نشاطات المؤسسات الصحية حيث تم توجيه ما يقارب 81.63 بالمائة لميزانية المؤسسات و12.90 بالمائة للصيدلية المركزية للمستشفيات لتزويد المؤسسات الصحية ب50 بالمائة من الموارد الصيدلانية و0.75 بالمائة خصصت لمعهد باستور الجزائر لتزويد المؤسسات الصحية باللقاحات. وعن تأخر تبليغ الاعتمادات المالية لمعهد باستور لتموين المؤسسات باللقحات والأمصال أرجع الوزير هذا التأخر إلى نظام التسقيف الذي وضعته السلطات العمومية والذي لم يسمح بتحريرها إلا في سبتمبر 2015 . وفيما يتعلق بعدم استغلال المناصب المالية الشاغرة أكد السيد حسبلاوي أن ذلك يعود إلى عدم استيفاء شروط التعيين في المناصب العليا مرجعا عدم استهلاك كل المناصب إلى الصعوبات المسجلة في إطار الرقابة على النفقات وثقل الإجراءات المتعلقة بالصفقات العمومية . وفيما يخص ميزانية التجهيز قال الوزير أنها قدرت ب12 9 مليار دج غير أنه لوحظ أن نسبة تحقيق العمليات لحساب مختلف برامج التنمية ضعيفة جدا بحيث أن نسبة استهلاك تراخيص البرامج لم تتجاوز 30 11 بالمائة . من جهة أخرى ذكر الوزير أنه لم يسجل أي صرف مالي في الصندوق الخاص بالاستعجالات والنشاطات العلاجات الطبية وصندوق مكافحة السرطان حيث يقدر رصيد الصندوق الأول ب87.910 مليار دج والثاني ب22.490 مليار دج . الأطباء المقيمون يقاطعون امتحانات التخصص أكد عضو المكتب الوطني لتنسيقية الأطباء المقيمين الدكتور طيلب محمد بأن نسبة الاستجابة لمقاطعة امتحانات الإختصاص في الطب (DEMS) في يومها الأول بلغت 100 بالمائة فيما قرر الأطباء المترشحون لإجتياز هذه الامتحانات المحددة ما بين 7 و31 جانفي مواصلة المقاطعة احتجاجا على ما تعرض له الأطباء المقيمون في مستشفى مصطفى باشا منذ أيام. وحسب ما نقله موقع كل شيء عن الجزائر عن ذات المصدر فقد سجلت تنسيقية الأطباء المقيمين مقاطعة وطنية لامتحان تخصص طب الأطفال المبرمج كأول امتحان في هذه الدورة. حركة تزج وزير الصحة مختار حسبلاوي في حرج جديد بالنظر إلى أهمية امتحانات التخصص الوطنية والتي تشكل مقاطعتها رهن لمستقبل جيل من الأطباء المتخصصين الجدد امام العجز الذي يشهده القطاع في هذا الميدان. بالموازاة مع ذلك خرج المئات من الأطباء المقيمين إلى شوارع ولاية قسنطينة في أول مسيرة خارج أسوار المستشفيات منذ انطلاق الحركات الاحتجاجية للأطباء المقيمين فيما اقتصر تواجد الشرطة على تأطير المسيرة ومرافقتها دون تسجيل أي نوع من الاعتداءات على المحتجين. في ذات السياق شهدت عديد المستشفيات الجامعية عبر التراب الوطني تنظيم وقفات احتجاجية على غرار مستشفى فرانس فانون في البليدة والمستشفى الجامعي بوهران. فيما تستعد التنسيقية الوطنية للأساتذة الباحثين والاستشفائيين الجامعيين المشاركة في اليوم الاحتجاجي الوطني المزمع تنظيمه يوم غد الثلاثاء عبر كل المستشفيات الجامعية عبر التراب الوطني وذلك دعما لمطالب الأطباء المقيمين.