أ. فاروق عادة ما تتصف فترة التجهيز التي تسبق حدث الزواج داخل أي أسرة بأنها أصعب المراحل على الإطلاق؛ فهي تعني ضغط كامل لأي نفقات تخدم أي غرض آخر، توتر عصبي دائم ومستمر في منزل العروسين، مشاحنات بين الطرفين حول الكماليات، الصرف بمبالغ خيالية على بنود مثل: شراء الأثاث - حجز قاعة الفرح – فستان الزفاف – الكوافير – تصوير الحفل... هذه الأهوال المادية المصاحبة لقرار الزواج جعلت الشباب –ذكوراً وإناث- على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيس بوك" يسعى بجدية للتعاون من أجل تيسير هذه المشاق، والتغيير الجاد والحاسم لكل العادات والتقاليد المادية غير المبررة والتي ارتبطت باستكمال "نصف الدين" وتوارثتها الأجيال. زواج بدون "شبكة" "عروسة من غير شبكة= عروسة بدبلة وخاتم= عروسة بدبلة ومحبس= عروسة بدبلة بس= زواج بدون تكاليف مبالغ فيها".. هدف حاولت تحقيقه مجموعة من البنات من خلال حملة على الموقع الاجتماعي بعنوان "عروسة من غير شبكة" انطلاقاً من حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إِيَّاكُمْ وَالْمُغَالاَةِ فِى مُهُورِ النِّسَاءِ"؛ خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار الذهب. الحملة لم تقتصر على الدعوة للفكرة فقط؛ فؤاد حسين –أحد أعضاء المجموعة- بدأ بالتطبيق الفعلي حين وفقه الله في اختيار شريكة حياته ليكون اتفاقه مع أهلها على شبكة تقتصر فقط على الدبلة والخاتم. وتحت عنوان "اتفاقيات الجواز - تيجو نغير الواقع؟" دشن أحدهم صفحة بلغ عدد المشاركين عليها 10,540، ناقشوا خلالها مجموعة من الثوابت التي يتمسك بها البعض في عادات الزواج، بداية من قائمة المنقولات التي يكتبها أهل العروس ليسجلوا فيها مستحقات ابنتهم من ممتلكات داخل شقة الزوجية سواء كانت موجودة بالفعل أو تصبح ديناً في رقبة زوج المستقبل، وحفل الزفاف الذي لابد من إقامته في قاعة كبيرة تتسع للمدعوين من الطرفين، وكبديل ناقشوا فكرة الأفراح الجماعية ومدى القبول الاجتماعي لها بين الناس، وإمكانية تقسيط المهر المتفق عليه مع أهل العروس على عدة سنوات حسب ما تسمح به إمكانيات العريس المادية. أما حملة "هانتجوز ونعيش.. من غير فرح ولا نيش"؛ فقرر أصحابها رفض عادات الزواج والتي تحوله إلى عملية مرهقة مادياً ونفسياً خاصة مع تمسك الأهل بكافة الكماليات والتي منها "النيش" الذي يدخل ضمن محتويات غرفة الطعام إلا أنه عادة ما تحتفظ فيه العروس بالتحف والأنتيكات وأدوات المائدة الزائدة عن حاجة. "جوزونا".. يرحمكم الله مجموعة أخرى كانت أكثر عملية دعت لتأسيس صندوق وطني بكل دولة عربية يقوم على التبرعات وتذهب مخصصاته لمساعدة الشباب الراغب فى الزواج و غير القادر على تحمل أعباء إنشاء الأسرة الجديدة. وحددت المجموعة أهداف الصندوق في: المساهمة في تزويج الشباب العربي عن طريق تقديم الدعم المادي للشباب الراغب فى الزواج بداية بالأيتام والأكبر سناً كأولوية، تقديم الدعم النفسى والاستشارات النفسية والاجتماعية للمقبلين على الزواج، تقديم الدعم النفسى والمعنوى لمن تأخر سن زواجهم سواء من الشباب أو الفتيات، التوعية المجتمعية بكل من أخطار تأخر سن الزواج على الأفراد والمجتمع وتوعية الآباء والأمهات بتيسير الزواج لأبنائهم وعدم المغالاة فى طلباتهم وذلك عن طريق الندوات والمحاضرات، وحشد الدعم المجتمعى لفكرة الصندوق. وبإعلان صريح حدد مجموعة من الشباب مطالبهم في حملة بعنوان "جوزونا" استهدفوا فيها الوصول لإلغاء التكاليف غير الضرورية التي تزيد من أعباء المقبلين على الزواج، وبعد أن جمعت الحملة أكثر من 8500 مؤيد؛ نجحت في تنفيذ بعض الخطوات العملية على أرض الواقع كان من أهمها الاجتماع بأئمة المساجد لنشر ثقافة تيسير الزواج من خلال خطب الجمعة، عمل مجلة بنفس اسم الحملة تضم معلومات عن الحملة وأهدافها وأهم أخبارها، كما بدأوا في إجراء استفتاءات بين الشباب وتوزيع ملصقات تدعو لتبني فكرة الاكتفاء بضروريات الحياة في عش الزوجية. ويستهدف القائمون على الحملة إنشاء صندوق لتيسير الزواج على أن تموله بعض المؤسسات الكبرى ورجال الأعمال لمساعدة الشباب الغير قادرين على الزواج بعد إجراء دراسة حالة للمتقدمين. ومن الأفكار الخاصة بتوفير الدعم المادي للمقبلين على الزواج؛ اقترح بعض الشباب المصري فكرة مختلفة لصندوق وطني لتيسير الزواج أطلقوا عليها "الحل المثالي للشباب" بحيث يشارك كل مواطن بتبرع قيمته 1 جنيه مصري شهرياً وبفرض مشاركة كافة أفراد المجتمع يصبح المبلغ شهرياً ما يقرب من 80 مليون جنيه يتم تقسيمها على 1600 شاب يتم اختيارهم وفقاً لمدى احتياجهم ليصبح نصيب كل منهم 50 ألف جنيه. ويفسر القائمون على الحملة حجم المساعدة بأن أسباب أزمة الزواج لا تقتصر فقط على مغالاة الأهل في مطالبهم ولكن في ارتفاع تكاليف المعيشة المستمر والذي يجعل مجرد الحصول على سكن بسيط حلم صعب المنال لأي شاب في مقتبل حياته. فرح أون لاين وفي خطوة تعد الأجرأ بين كل الأفكار المطروحة في حملات الفيس بوك؛ قام كل من العروسين أحمد وسالي بإلغاء حفل زفافهم والاكتفاء بحفل زفاف على صفحة خاصة بالموقع الاجتماعي تصدرت مقدمتها دعوة نصها: "دعوة لحضور أول حفل زواج فيس بوكى يوم الجمعة 25 يونيو الساعة 12 ونصف مساء على الفيس بوك، هانستقبل عريس الفيس بوك أحمد وهايحتفل معانا بجوازه هو وعروسته أونلاين ومباشرة على هذا الغروب ولمدة نصف ساعه حتى الواحدة صباحاً، لأول مره نعمل حفلة الجواز وتقتصر على الفيس بوك فقط وده بسبب تدهور الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل مصر، أحمد رفض يعمل حفلة بفندق فى وقت 99 بالمائة من المصريين مايقدروش يدخلوا الفندق يتعشوا أو حتى يشربوا فنجان شاى.. كل الفيس بوكيين معزومين ومستنيينكم كلكم فى أولى حفلاتكم على الفيس بوك". حفل الزفاف حضره 2450 شخص شاركوا العروسين فرحتهم من خلال إضافة الأغاني وصور الورود وتسجيل تهانيهم ومباركتهم على صفحة الحفل في حدث تناقلته وسائل الإعلام.