لمواكبة تطورات القطاع التكوين عن طريق التمهين.. رهان الاستجابة لمتطلبات سوق الشغل بالشلف يراهن مسؤولو قطاع التكوين والتعليم المهنيين بالشلف على تخريج يد عاملة مؤهلة تتماشى واحتياجات سوق الشغل من حيث الكم والنوع وهذا عن طريق ترجيح كفة التكوين عن طريق التمهين عبر التكوين الإقامي والتكوين عن بعد في إطار استراتيجية الوزارة الوصية التي تقضي بتخصيص ثلثي المناصب البيداغوجية المعروضة لهذا النمط من التكوين. ي.تيشات/ واج خصّصت مديرية التكوين والتعليم المهنيين بولاية الشلف لدورة فيفري القادمة ما يفوق 60 بالمئة من مجمل المناصب البيداغوجية المعروضة في نمط التكوين عن طريق التمهين حيث بلغ عددها 3164 منصبا مقابل 1155 منصبا في التكوين الإقامي مؤكدا أن ترجيح كفة نمط التكوين عن طريق التمهين جاء نتيجة التنقيب والتنسيق مع الشركاء الاقتصاديين ومعلمي التمهين وتلبية لاحتياجات سوق الشغل. ويبقى نمط التكوين عن طريق التمهين تكوينا استراتيجيا بالنظر لما يقدمه من امتيازات نوعية من حيث تأهيل اليد العاملة واقتصادية بالنسبة لمؤسسات التكوين والشركاء الفاعلين في المجال يقول السيّد إزغايمي الذي أشار بالمناسبة للمشروع التمهيدي المتعلق بالتمهين الذي سيعرض قريبا أمام المجلس الشعبي الوطني للمصادقة وهذا سعيا لإعادة هيكلة القطاع وتلبيته لمتطلبات المؤسسات الاقتصادية وإدماج خريجي التكوين المهني. وتبقى مؤشرات نجاح توجه قطاع التكوين والتعليم المهنيين بالشلف نحو استراتيجية التمهين مرهونة بمعطيات النسيج الاقتصادي للمنطقة ومتطلبات شركاء القطاع والمستخدمين الخواص فضلا عن رؤيا بيداغوجية تكفل تطبيق البرنامج النظري والمتابعة الحريصة للمتمهن بالمؤسسة الاقتصادية وهو ما تعكف عليه مصالح التكوين من خلال ما يعرف بالأفواج المتجانسة وتوحيد الامتحانات. وفي خطوة لضمان تلقّي المتمهنين لجميع المعارف النظرية عمدت مديرية التكوين والتعليم المهنيين إلى تقسيم ولاية الشلف إلى سبع مقاطعات وخلق ما يعرف بالأفواج المتجانسة حيث سمحت هذه الاستراتيجية بتفادي غياب المتربصين واستفادتهم من برنامج نظري يكّمل المعارف التطبيقية التي يتم تحصيلها طوال أيام الأسبوع. وفيما يخص توحيد الامتحانات الخاصة بفروع التمهين يؤكد المسؤول الأول عن القطاع بالولاية أن هذا سيمكّن من تطبيق برنامج التكوين كما سيساهم في رفع مستوى المتمهنين الذين أبانوا خلال الدورات السابقة عن مؤهلات وقدرات كبيرة ساعدت على دمجهم في مناصب شغل بعديد المؤسسات الاقتصادية -كما أشار-. متعاملون ومتمهنون يؤكّدون على أهمية ونوعية نمط التمهين وثمّن محمد بن جبار صاحب مؤسسة فندقية خاصة نمط التمهين كونه يعنى بالجانب التطبيقي أكثر ويساهم في الاستعداد النفسي لإدماج المتمهن على عكس التكوين الإقامي الذي ينتج يدا عاملة مؤهلة ولكنها لا تملك خبرة ميدانية جاهزة كما أوضح ذات المتحدّث الذي استفاد من دورة تكوينية خاصة بمعلمي التمهين في مجال الفندقة والسياحة أجريت مؤخرا بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني للتسيير بالشرفة حيث سيعمل على متابعة وتكوين العديد من المتربصين في هذا النمط مطالبا بضرورة أن يمس برنامج التمهين جميع مستويات المؤسسات الاقتصادية في أي مجال على غرار المجال الفندقي الذي قد يتربص فيه المتمهن بإحدى المؤسسات الفندقية غير المصنفة ليجد نفسه بعد التخرج في فندق من ثلاث نجوم أو أربع وهو ما يشكل اختلافا جوهريا بين ما تلقاه من معارف تطبيقية بمؤسسة فندقية صغيرة وفنادق كبيرة مصّنفة. وأكّد المتمهنون على أهمية هذا النمط في مسارهم التكويني لأنه يسمح لهم باكتساب الخبرة الميدانية في المستثمرات الفلاحية ثم تحيينها وتكميلها من خلال ما يتلقوه من معارف نظرية فيما اعتبر عثمان شرفاوي (متمهن) أن نمط التكوين عن طريق التمهين ساهم في تعرفهم على آخر التقنيات المستحدثة في مجال الفلاحة بما يسمح بعصرنة القطاع وتطويره مستقبلا. من جانبها أشادت أستاذة التمهين بذات المركز حليمة عبد اللطيف بحيوية وتفاعل المتمهنين مقارنة بأفواج التكوين الإقامي مشيرة إلى القيمة البيداغوجية لهذا النمط الذي يسمح إلى جانب التحصيل التطبيقي بتزويد المتمهن بآخر التقنيات ومستجدات القطاع وكذا الإجابة عن مختلف التساؤلات التي تصادفه خلال المرحلة التطبيقية.