الطب النبوي من أدوية العلاج النبوي العسل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه(أصابه إسهال) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اسقه عسلا فسقاه ثم جاءه فقال : إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال : اسقه عسلا فقال لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : صدق الله وكذب بطن أخيك فسقاه فبرأ )(مسلم). وقد أثبت العلماء أن للعسل خاصية عالية في علاج كثير من الأمراض وله من الفوائد الكثيرة العظيمة ما يجعله موصوفا بما قاله الله عز وجل : { فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ }(النحل: من الآية69) ماء زمزم أشرف المياه وأعظمها قدرا وأحبها إلى النفوس وأغلاها وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين ما بين يوم وليلة ليس له طعام إلا ماء زمزم : ( إنها مباركة إنها طعام طعم ) وزاد غير مسلم : ( وشفاء سِقم ) .. وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ماء زمزم لما شُرِب له )(ابن ماجه) .. وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الآنية فكان يصب على المرضى ويسقيهم .. وعن مجاهد قال : ماء زمزم لما شُرِبَ له إن شربته تريد شفاء شفاك الله وإن شربته لظمأ أرواك الله .. وقال ابن القيم في كتابه زاد المعاد : وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقى عليه أربعين يوما .. الحجامة : والحجامة : لغة المص وهي تشريط موضع الألم لإخراج الدم الفاسد منه وهي علاج ودواء تعرفه العرب قديما وأقره النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزال يستعمل حتى يومنا هذا وقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم . فعن حميد قال : سئل أنس بن مالك عن كسب الحجام فقال : ( احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه وقال : إن أفضل ما تداويتم به الحجامة أو هو من أمثل دوائكم )(مسلم). وفي حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنا أنهى أمتي عن الكي )(البخاري).. والحجامة نافعة بإذن الله من أوجاع كثيرة خاصة من وجع الرأس فعن سلمى رضي الله عنها خادمة رسول الله صلى الله عليه وسل قالت : ( ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال : احتجم ..)(أبو داود) .. الحبة السوداء الحبة السوداء وتسمى بحبة البركة أو الكمون الأسود أو الشونيز وقد عُنِيَت بالاهتمام من قبل الطب الحديث لما احتوته من مستخلصات نافعة للصحة وعلاج لكثير من الأمراض وتقوية لجهاز المناعة للإنسان .. عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : ( إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السَّام قلت : وما السام ؟ قال : الموت )(البخاري) .. يقول ابن القيم : .. وقد تقدم في هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل المريض عن شكواه وكيف يجده ويسأله عما يشتهيه ويضع يده على جبهته وربما وضعها بين ثدييه ويدعو له ويصف له ما ينفعه في علته وربما توضأ وصب على المريض من وضوئه وربما كان يقول للمريض : ( لا بأس طهور إن شاء الله ) وهذا من كمال اللطف وحسن العلاج والتدبير .. لقد تناول الرسول صلى الله عليه وسلم في طِبه أدواء كثيرة وبين خصائص كثير من الأدوية .. والطب النبوي هو مجموع ما ثبت وروده عنه صلى الله عليه وسلم مما له علاقة بالطب سواء كان آية قرآنية كريمة أو أحاديث نبوية صحيحة .. قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد إلى هدي خير العباد) : وليس طِبُّه صلى الله عليه وسلم كطِبِّ الأطباء فإن طبَّ النبي صلى الله عليه وسلم متيقَّنٌ قطعي إلهيٌ صادرٌ عن الوحي ومِشْكاةِ النبوة وكمالِ العقل وطبُّ غيرِه أكثرُه حَدْسٌ وظنون وتجارِب ولا يُنْكَرُ عدمُ انتفاع كثير من المرضى بطبِّ النبوة فإنه إنما ينتفعُ به مَن تلقَّاه بالقبول واعتقاد الشفاء به وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان ..