17 نوفمبر 2009 الجزائر في المونديال.. في حلقة اليوم سنتعرف عن حيثيات المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخبين الجزائري والمصري بمدينة أم درمان السودانية مواجهة وصفت بأم المعارك الكروية في الوطن العربي ترى كيف تمكن منتخبنا الوطني من الفوز بها؟ ذلك هو السؤال الذي سنجيبكم عنه في حلقة هذا العدد. 17 نوفمبر 2009 الجزائر 1 مصر 0 عرفت المباراة حضورا إعلاميا كبيرا ومن عدة بلدان عربية وأوروبية وكانت أكبر الوفود الإعلامية الحاضرة الوفد الإعلامي الجزائري والمصري والسوداني حيث شكل مبعوثو الصحافة المكتوبة النسبة الأكبر تلاهم مبعوثو الإذاعات والتلفزيونات. طبّقت الشرطة السودانية قبل بداية مباراة الجزائر - مصر تفتيشا دقيقا للجماهير التي حضرت المباراة لمتابعتها من أرض ملعب المريخ منعا لحدوث أي مشاكل. وتقرر أن تكون هناك ثلاث نقاط لتفتيش الجماهير قبل وصول أي مشجع لملعب المباراة وأي شخص من الجماهير لديه تذكرة المباراة يجب أن يقوم برفع التذكرة عاليا للشرطة حتى يسمح له بالاقتراب ودخول الملعب. وفق ما قررته ولاية الخرطوم بالسودان فإن مدارس الولاية أغلقت أبوابها أمس وقلصت ساعات العمل في المؤسسات الحكومية تحسبا لمباراة أمس بين الجزائر ومصر وجاء قرار الولاية بتقليص ساعات العمل لتنتهي عند الواحدة ظهرا بدلا من الرابعة عصرا وقفل جميع المدارس حتى يتم تفريغ الشوارع من الازدحام مبكرا ليتم تنقل المشجعين والمسؤولين إلى ملعب المباراة بسهولة وبدون مشاكل تذكر. == صبيحة المباراة سعدان حفز اللاعبين معنويا بفيلم معركة الجزائر أكد المدرب المنتخب الجزائري آنذاك الشيخ رابح سعدان أنه خلال إشرافه على المنتخب الوطني الجزائري نظم حصة مشاهدة للفيلم الثوري الجزائري الشهير معركة الجزائر صباح يوم المباراة بأم درمان السودانية في المباراة الفاصلة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا لتحفيز لاعبيه أمام مصر مشيرا إلى أن مبادرات مماثلة اتخذت في هذا المجال. وأوضح أنه كان مطالبا بتحفيز لاعبيه خصوصا المغتربين منهم الذين لا يعرفون الشيء الكثير عن بلادهم والتأكيد لهم بتضحيات أسلافهم. وأكد شيخ المدربين في تصريح للإذاعة عشية المباراة أن مثل هذه المبادرات معمول بها بجميع المنتخبات والدول حتى الأوربية منها بدليل انضمام السياسيين والرؤساء إلى صفوف المشجعين لمنتخبات بلادهم في المباريات الهامة. ويعد فيلم معركة الجزائر أحد أشهر الأفلام الثورية الجزائرية التي تحكي عن بطولات الجزائريين خلال ثورة التحرير خصوصا ما عرف ب معركة الجزائر التي قادها الشهيد العربي بن مهيدي بالجزائر عام 1957. الفيلم الذي أخرجه الإيطالي جيللو بونتكورفو عام 1966 نال شهرة عالمية بإحرازه عديد الجوائز والألقاب مثل جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1966 وجائزة النّقد خلال مهرجان كان في نفس السّنة. كما حصد ثلاثة أوسكارات في1967 و1969 كأحسن فيلم وأحسن إخراج وأفضل سيناريو الواضح أن الخطوة التي قام بها سعدان أتت بثمارها في ملحمة أم درمان بعد أن خطف الخضر ورقة التأهل من الفراعنة. == بفضل قنبلة عنتر الخضر في المونديال في تمام الساعة السابعة مساءا بالتوقيت الجزائري أعطى الحكم السيشيلي ايدي مايي صافرة البداية بملعب المريخ بمدينة أم درمان السودانية أمام حوالي أكثر من 35 متفرج غالبيتهم من الجزائريين الذين غزوا العاصمة السودانية الخرطوم في زمن قصير جدا وتحولت مدينة أم درمان أشبه بمدينة جزائرية. استطاع المنتخب الوطني الجزائري أن يكسب رهان التأهل إلى العرس العالمي للمرة الثالثة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم بفوزه على المنتخب المصري بنتيجة 1/0 من إمضاء عنتر يحيى بقذفة قوية في الدقيقة 40 خادع بها الحارس المصري عصام الحضري. قدم الفريقان عرضاً سريعاً في الشوط الأول اعتمد فيه المنتخب الجزائري على الدفاع المتكتل والهجوم المرتد السريع وساعده على ذلك عشوائية الهجوم المصري الذي افتقد للدقة والنظام في ظل غياب حسني عبدربه الذي يمثل نقطة ارتكاز مهمة في خط وسط المنتخب المصري كما ظهر أبوتريكة نجم الفريق وصانع ألعابه بأقل من مستواه المعهود في معظم الأوقات ولم يختلف الحال كثيرا في الشوط الثاني بعدما بدا التوتر واضحا على لاعبي المنتخب المصري نظرا لتخلفهم بهدف في الشوط الأول. وثأر المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) من نظيره المصري الذي أطاح به سابقا من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا عندما تعادل معه سلبياً في الجزائر وفاز عليه بهدف في القاهرة. العدالة الإلهية أنصفت الجزائربأم درمان اختارت العدالة الإلهية وأقرّت بحق الجزائر في المونديال الإفريقي وأنصفت جيلا جديدا من اللاعبين الجزائريين المتميّزين الذين دخلوا التاريخ في شهر نوفمبر العظيم الذي عرف إطلاق أول رصاصة في الفاتح من ذات الشهر من سنة 1954 ليكون نوفمبر شهر أبطال الجزائر. كتيبة الشيخ سعدان تحدّت استفزازات الفراعنة تشكيلة المنتخب رابح سعدان تحدّت استفزازات الفراعنة وجعلت من أم الدنيا تندب حظّها وتخسر كل شيء في نوفمبر الجزائر فتبخّرت أحلام المصريين في بلوغ المونديال وخسرت صداقة الجزائريين بعدما استعملت كل الطرق غير المشروعة لتحقيق أهدافها دون أن يكتب لها ذلك رغم استمالتها للجمهور السوداني وإجراء المباراة في بلد يتقاسم المصريون معهم نهر النيل دون طريقة التعامل والمعاملة. أبطال الجزائر أطاحوا ب الفراعنة في المريخ أبطال الجزائر و محاربو الصحراء أطاحوا ب الفراعنة في المريخ ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه فقد صعدوا قمّة الهرم المصري وشربوا من النيل الذي يمتد إلى السودان أمام فرحة عارمة لكل الجزائريين سواء داخل الجزائر أو خارجها من الجالية المتواجدة في كل أقطار المعمورة. المنتخب الجزائري كسب أحد أصعب رهاناته على الإطلاق كسب المنتخب الجزائري أحد أصعب رهاناته على الإطلاق. وربما هي أفضل مباراة وأهمّها منذ الانتصار على ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف في مونديال إسبانيا التاريخي سنة 1982 غير أن مباراة ام درمان كان لها طابع خاص فقد كانت امتدادا لحبس الأنفاس منذ مباراة القاهرة في الرابع عشر من نوفمبر إلى حين انتهاء الشوط الثالث بين الجزائر ومصر وإعلان الحكم الدولي إيدي مايي من السيشل بتأهّل المنتخب الجزائري لثالث مرة في تاريخه إلى المونديال. وهو الذي شارك في دورتي 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك وأضحت الجزائر المنتخب العربي الوحيد شارك في مونديال جنوب إفريقيا. البطاقة الفنية للقاء ملعب نادي المريخ بمدينة أم درمان بعاصمة السودان الخرطوم جو معتدل أرضية سيئة جمهور غفير جدا الحكم أيدي مايي من جمهورية السيشل. الهدف: عنتر يحيى في الدقيقة ال40. تشكيلة المنتخبين: الجزائر: فوزي شاوشي مجيد بوقرة عنتر يحيى (سمير زاوي) رفيق حليش نذير بلحاج يزيد منصوري حسن يبدة كريم زياني مراد مغني (كريم مطمور) رفيق صايفي (غيلاس) عبد القادر غزال. مصر: عصام الحضري المحمدي السقا هاني سعيد (عايد) احمد فتحي (عبد ربو) عمر زكي (محمد زيدان) عماد متعب وائل جمعة موعد السيد أحمد حسن محمد أبو تريكة. بعد المباراة سعدان : اللاعبون عاشوا القنوط وتدربنا شكليا في السودان أشار الشيخ رابح سعدان صاحب الثلاثية التاريخية بوصول الجزائر للمونديال بأن الأجواء التي سبقت مباراة الخرطوم ميزتها حالة القنوط التي عاشها اللاعبون بعد حادثة الاعتداء والتي ولدت فيهم روحا معنوية تجلت في حالة الإثارة والنرفزة فوق الميدان. وواصل حديثه لقد بدا وقع الصدمة كبيرا خاصة وأن المباراة الحاسمة كانت ستلعب في الخرطوم القريبة من مصر وكان من المتوقع حضور أنصار مصر لكني حاولت أن أهون من الأمر وأبلغهم بأن السودان بلد محايد وتجمعنا بهم العروبة والإسلام بالإضافة إلى كرمهم وحبهم للجزائريين . وأكد بأن هذا الخطاب لم يجد أمام اللاعبين سوى بعد وصولهم لمطار الخرطوم حينما حظي باستقبال شعبي كبير من السودانيين والجزائريين أنفسهم. مضيفا حينما أبصرت ملامح اللاعبين أدركت بأن المنتخب عائد بقوة ولم يكن أمامنا في التدريبات سوى التخلص من رواسب مباراة مصر . وقال بأن الأيام التي سبقت المباراة الحاسمة بأم درمان كانت مجرد تحضير نفسي للاعبين بعيدا عن التكتيك لذلك أشركت يبدا الذي كان في الاحتياط. وقال سعدان إنه سير الفريق وفق خطوة بخطوة حينما التقى رئيس الاتحادية آنذاك محمد روراوة في سبتمبر 2007 وسارت الأمور بشكل إيجابي لكنه أدرك بحظوظ المنتخب الجزائري حينما بلغ كأس إفريقيا بعد نهاية مرحلة الذهاب والفوز على زامبيا في عقر دارها. وأوضح سعدان سطرنا كأس إفريقيا كهدف أولي وفوزنا في زامبيا فتح شهيتنا وجعل الجميع يتفرغ لكأس العالم الذي بلغناه بجدارة . وتمنى سعدان لو كانت البلاد العربية ممثلة في تونس والمغرب موضحا بالقول من غير المعقول أن تكون هذه المنتخبات غائبة عن المونديال الإفريقي 2010 لما تملكه من إمكانات كبيرة ليحيي الشعوب العربية التي وقفت إلى جانب الخضر خاصة منها المغاربية بما فيها ليبيا. وقال بتأهلنا إلى نهائيات كأس العالم حققنا الرهان الصعب وهو في الحقيقة لم يكن منتظراً. الجزائر أثبتت أن لديها الرجال وأنها لازالت صامدة وأن إسعاد الشعب الجزائري وإدخال الفرحة إلى قلبه لا يقدّر بأي ثمن . واعترف سعدان بأنه في بعض الأحيان لا يصدق بأن الجزائر ستلعب مع أحسن المنتخبات في جنوب أفريقيا 2010. ووصف سعدان الفوز على مصر ب العدالة الإلهية وجزاء من الله لأن المصريين عملوا المستحيل لترهيبنا في القاهرة من أجل زيادة حظوظهم في التأهل . وعن اللقاء قال سعدان المباراة كانت صعبة على المنتخبين وكشف أنه طلب من اللاعبين عدم التسرع واللعب بالقلب والروح القتالية. وتوجه سعدان بالشكر إلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بكل المساعدات التي قدمها للمنتخب كما أثنى على الرئيس عمر حسن البشير وشعب السودان الذي وقف إلى جانب منتخب الجزائر على -حد قوله-.