أول قيادة تركية في منطقة الجزائر العاصمة معالم شاهدة على الحكم العثماني بمليانة شهدت مدينة مليانة التي أصبحت في عام 1517 أول قيادة تركية في منطقة الجزائر العاصمة على غرار مدن عديدة في المغرب العربي آنذاك غزوات عدة تم في سياقها تشييد عديد المعالم الشاهدة على الحكمة العثماني بالمنطقة التي تعتبر من أبرز المناطق الجزائرية التي تزخر بمعالم اثرية يعود تاريخها إلى الحكم العثماني. ي. تيشات تعتبر مليانة بولاية عين الدفلى مدينة جذابة بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي حيث تتربع على علو 740 متر فوق هضبة صخرية بجبل زكار الذي يغطيها كليا من جهة الشمال بحيث يؤكد المؤرخون أن عروج بربروس اختار هذه المنطقة بالذات لجلب قبائل المخزن وتوسيع التواجد العثماني في مدن أخرى من البلاد لاسيما مدن الغرب. دار الخلافة مؤشر على وجود الأتراك اعتبر عالم الآثار والمدير السابق لمصنع الأسلحة بمليانة عباس كبير بن يوسف أن دار الخلافة المعروفة أيضا باسم دار الأمير تشكل في تصميمها أحد المؤشرات الهامة التي تشهد عن وجود الأتراك في المدينة وهو ما أوضحه بن يوسف الذي يُعدّ رساما ومصورا وموسيقارا وكاتبا لعديد الكتب والرسوم المتحركة التي تتناول تاريخ الجزائر أن دار الخلافة التي كانت مقر إقامة أول حاكم عثماني بلميانة الحاكم حسان ثم مقر إقامة عثمان الكردي الذي أصبح بعد ذلك باي المدية أصبحت مقر خلافة الأمير عبد القادر منذ 1835 وسُميّت باسمه دار الأمير كما توجد بداخل فناء المبنى (غرب الدار) المصمم وفق الطابع العربي الإسباني والممتد على مساحة تزيد عن 2600 متر مربع نافورة ماء تحيط بها الأروقة المحصنة بأقواس. وعرف المبنى الذي صُنّف في 1992 تراثا ثقافيا وطنيا عملية تجديد وتهيئة ليتحول إلى متحف يتضمن عديد صالات العرض (صالة لتطور تاريخ البشرية وأخرى للتحف الرومانية القديمة والمقاومة الشعبية وحقبة حرب التحرير) كما أوضح رئيس مصلحة الحفريات بمديرية الثقافة بعين الدفلى السيد يخلف فريد أن تصميم دار الأمير يأخذ في الحسبان عددا معينا من الخصوصيات المتعلقة بالثقافة الإسلامية منوها في هذا الإطار بمدخل البناية وموضع الغرف حول الفناء الداخلي وكذا وجود حمام بالداخل وهي مؤشرات على البصمة التي تركها العثمانيون في مجال البناء. ضريح سيد أحمد بن يوسف أو بركة الولي الصالح ويُعدّ ضريح سيد أحمد بن يوسف بلميانة أحد المعالم الشاهدة على البصمة التي تركها الأتراك خلال مرورهم بهذه المدينة كما يضم هذا الضريح الذي بناه باي وهران محمد الكبير في 1774 تكريما لسيد أحمد بن يوسف (الذي يعتبر الولي الصالح للمدينة) ثلاث ملاحق وهي: المحراب والمسجد والزاوية التي تتضمن عدة غرف صغيرة تختص باستقبال طلبة القرآن وعابري السبيل. ويؤدي المدخل الرئيسي للصرح إلى باحة كبيرة تحيط بها الأروقة المزودة بالأقواس والمزينة بشجرة الجوز وشجرة البرتقال وأخرى للياسمين كما يعرف هذا المعلم الذي صنف كتراث وطني في 1978 والذي يعد كذلك مركبا ثقافيا في الوقت الحالي عملية تجديد وتهيئة كما تضم المدينة ساعة البطحة المسماة بهذا الاسم لأنها بنيت في موضع منارة مسجد عتيق تحمل اسمه. هذا وتشهد بدورها حصون المدينة المبنية من اجل ضمان الدفاع عنها ضد كل هجوم محتمل على بصمة الأتراك الذين لجأوا إلى أحجار هذه الحصون من أجل بناء سورين الأول يحيط بالقصبة من الجانب الجنوبي الشرقي للمدينة في حين يحيط الثاني بالمدينة التركية من الجانب الشمالي والشرقي.