ينعقد لتجديد التزامه بدعم بني صهيون اقوى اجتماع لوبي بأمريكا افتتحت لجنة العلاقات العامة الأمريكية مع الاحتلال أمس الأحد مؤتمرها السنوي في واشنطن وهو الحدث الذي يعكس النفوذ الهائل لأقوى جماعة ضغط موالية للاحتلال داخل أروقة السلطة في الولاياتالمتحدة. ويعد مؤتمر هذا العام تتويجا لإنجازات أيباك في الدفع ببرامجها المؤيدة للاحتلال في الكونغرس والبيت الأبيض على حد سواء. ومن القضايا المهمة التي تسيطر على جدول أعمال أيباك هذا العام دعم أهداف دولة الاحتلال في كبح جماح النفوذ الإيراني المتعاظم بالشرق الأوسط والذي تعتبره تل أبيب تهديدا لتفوقها الاقتصادي والعسكري في المنطقة. كما تسعى أيباك إلى الحد من الدعم المالي الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للسلطة الوطنية الفلسطينية إلى جانب استهداف الحركة العالمية لمقاطعة دولة الاحتلال المعروفة اختصارا باسم (بي دي إس). وذكرت لجنة العلاقات العامة الأمريكية مع الاحتلال على موقعها الإلكتروني أن من بين المواضيع الرئيسية المطروحة على جدول أعمالها استحداث إستراتيجية شاملة إزاء إيران . وتحاول إدارة الرئيس دونالد ترمب بضغط من أيباك وأنصار الاحتلال من اليمين الأمريكي إبطال الاتفاق النووي مع إيران المبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015. وإلى جانب سعيها لتقييد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية تهدف أيباك إلى تقنين التزام واشنطن بمنح دولة الاحتلال ما يربو على 38 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة وهو ما كانت إدارة أوباما قد التزمت به وتهدف أيضا إلى الضغط على الكونغرس لسن تشريع يقضي بتوفير تلك المبالغ للاحتلال بغض النظر عمن يسكن في البيت الأبيض. وإذا ما أجيز هذا القانون في الكونغرس -وهو المتوقع في ظل الدعم الذي تحظى به دولة الاحتلال داخله- فإن من شأنه أن يمنع أي رئيس أمريكي في المستقبل من استغلال أي جزء من المساعدات المالية المتاحة للاحتلال في الدفع بأهداف السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وتحصل دولة الاحتلال سنويا على عون مالي بقيمة 3.1 مليارات دولار منذ إبرامها معاهدة سلام مع مصر في 1979. وتحث أيباك عبر موقعها الإلكتروني أعضاءها على الاتصال بممثليهم في الكونغرس من أجل تأييد منح دولة الاحتلال مبلغ 750 مليون دولار إضافية لاستخدامها في برنامجها للدفاع الصاروخي. وتقول أيباك التي أسسها زعماء أمريكيون يهود عام 1951 كجماعة ضغط موالية للاحتلال إن عضويتها فاقت نصف مليون شخص في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وتستمد اللجنة نفوذها في السياسة الأمريكية من التبرعات المالية السخية لأعضائها والتي تستغلها في تأييد مرشحين لمناصب سياسية على الصعيدين الاتحادي والولائي. ويعد كل مستشاري ترمب الكبار لشؤون الشرق الأوسط -ولا سيما سفيره في دولة الاحتلال ديفد فريدمان وصهره جاريد كوشنر وممثله للشرق الأوسط جيسون غرينبلات- من غلاة المؤيدين لسياسات اليمين المتطرف ضد الفلسطينيين. ومن المقرر أن يخاطب جلسات المؤتمر هذا العام كل من مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي وهو باعتباره مسيحيا محافظا من أقوى مؤيدي الاحتلال داخل البيت الأبيض وسفيرة واشنطن في الأممالمتحدة نكي هيلي التي طالما انتهزت منصة المنظمة الدولية للدفاع عن سياسات إسرائيل واحتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية لتوبيخ منتقديها. كما يخاطبها زعيم الأغلبية الجمهوري في الكونغرس ميتش مكونيل وزعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ نانسي بيلوسي ومن الزعماء الدوليين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الغاني نانا أكوفو أدو ورئيس حكومة ألبانيا وسفير واشنطن لدى إسرائيل ديفد فريدمان إضافة إلى قادة أجانب آخرين.