جامعيون يؤكدون في الملتقى الدولي : العربي بن مهيدي شخصية كلها رسائل وعبر
أجمع أساتذة وباحثون قدموا أمس الأحد مداخلات في افتتاح الملتقى الدولي الأول حول الشهيد محمد العربي بن مهيدي بأم البواقي أن هذه الشخصية كلها رسائل وعبر . وقد تطرق يوسف بن حيدة من جامعة أم البواقي في محاضرة ألقاها خلال أشغال هذا الملتقى الذي تحتضنه جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي على مدار يومين بمشاركة أساتذة من عديد الجامعات الجزائرية وآخرين من تونس إلى جوانب مميزة واستثنائية ميزت حياة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي. وذكر هذا الجامعي في مداخلته بعنوان جهود العربي بن مهيدي في الحفاظ على استمرارية العمل المسلح (1954/ 1957) أن هذا البطل يعد مثالا عن الشاب القائد الذكي الذي كان له دور كبير في عملية ضم المجاهدين إلى صفوف جبهة التحرير الوطني والتعبئة في النشاط الثوري . من جهته وصف محمد لمين بلغيث من جامعة الجزائر في مداخلته الشهيد محمد العربي بن مهيدي بين حلم الانتصار العسكري على فرنسا وأزمة المقاومة في معركة الجزائر البطل العربي بن مهيدي واحدا من جيل الصدمة الأولى من الرجال والنساء الذين كان لهم شرف تدشين الكفاح المسلح كما وصفه بصاحب الابتسامة الساخرة من جلاديه لافتا بعدها إلى أن شهداء الجزائر على غرار بن مهيدي وبن بولعيد وكريم بلقاسم وغيرهم كانت لهم صورة الأمل في هزم فرنسا والبحث عن هزمها عسكريا. بدوره كشف أستاذ التاريخ خالد عبد الوهاب من جامعة أم البواقي ل/وأج على هامش هذا الملتقى عن ميزة جوهرية في شخصية الشهيد الرمز محمد العربي بن مهيدي تعد رسالة للأجيال مفادها أن هذا الرجل لم يكن جهويا في تفكيره بدليل أنه ولد وترعرع بشرق الجزائر وتحديدا بدوار الكواهي ببلدية عين مليلة وتنقل بعدها ليبدأ نشاطه السياسي ضمن الحركة الوطنية ببسكرة لينتقل عقبها إلى الغرب الجزائري لقيادة المنطقة الخامسة ومنها إلى منطقة الوسط حيث قاد معركة الجزائر واستشهد هناك بعد أن ألقي عليه القبض. وأضاف خالد عبد الوهاب في هذا الصدد أن فكره الذي لم يكن جهويا دليل على وعي الشهيد بن مهيدي الإنساني والاجتماعي مشيرا إلى أن شخصية هذا البطل يمكن أن تكون محطة للبحث في أبعاد وجوانب مختلفة ذكر من بينها البعد الروحي للشهيد وبعد النظر المغاربي والعربي والإسلامي والإنساني ويمكن لهذه الأبعاد مجتمعة أن تكون -كما قال- رسائل وعبر للشباب والأجيال.