اعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أول أمس، بأم البواقي، أن إحياء الذكرى الستين لاستشهاد البطل الرمز العربي بن مهيدي (1923-1957) “فرصة لاستلهام العبر”. ذكر الوزير خلال إشرافه على اختتام الملتقى الوطني الثالث حول البطل محمد العربي بن مهيدي الذي احتضنته جامعة أم البواقي أن “الشهداء والمجاهدين وجميع قادة أبطال الثورة يمثلون الأمجاد الحقيقية للأمة”، داعيا بالمناسبة المواطنين إلى النهل من المسار البطولي لهذا الشهيد الذي حير وأبهر جنرلات فرنسا. وقال زيتوني في هذا السياق “إن التاريخ الوطني حافل بالبطولات والمآثر الخالدة صنعها رجال من أمثال الشهيد العربي بن مهيدي ليكون قدوة ونبراسا لكل أجيال الجزائر”، مبرزا بالمناسبة مناقب الشهيد المليئة بالشجاعة والإقدام ومقارعة العدو الفرنسي. كما شدد وزير المجاهدين على “أهمية كتابة التاريخ الوطني من طرف مؤرخين جزائريين بطريقة موضوعية وتلقينه للأجيال”، مذكرا في هذا السياق أمام الحضور بأن “لجانا تعمل حاليا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على كتابة تاريخ الجزائر تؤرخ فيه بطولات الثورة التحريرية ورجالات الحركة الوطنية وقبلها مسيرة الثورات الشعبية التي لم ينطفئ لهيبها منذ أن وطأت أقدام الاستعمار الفرنسي أرض الجزائر الطاهرة”. وقد أشرف وزير المجاهدين بالمناسبة كذلك على مراسم تكريم عدد من الأساتذة المشاركين في أشغال هذا الملتقى الوطني الثالث الذي تناولت مداخلات أشغال يومه الثاني والأخير جوانب من شخصية الشهيد الرمز العربي بن مهيدي واستراتيجيته التنطيمية في الكفاح السياسي وكذلك نضاله العسكري وحياته أثناء الثورة التحريرية في السينما الجزائرية. الإنتهاء من تصوير مشاهد فيلم الشهيد العربي بن مهيدي صرح وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أول أمس، بأم البواقي، بأن عملية تصوير مشاهد فيلم العربي بن مهيدي من إخراج بشير درايس قد انتهت. وأضاف الوزير خلال لقاء إعلامي على هامش زيارة عمل إلى ولاية أم البواقي بمناسبة إحياء الذكرى الستين لاستشهاد هذا البطل الرمز بأنه يتم حاليا تحميض وتركيب مقاطع هذا العمل السينمائي الذي يتناول جوانب من حياته النضالية والعسكرية والسياسية. وأعلن الطيب زيتوني بأن عرض هذا الفيلم سيكون في 5 يوليو المقبل بمناسبة الاحتفال بالذكرى 55 لعيدي الاستقلال الشباب. وتطرق زيتونى من جهة أخرى إلى جملة من المسائل خاصة المتعلقة بعديد الملفات العالقة مع الطرف الفرنسي وفي مقدمتها ملف الأرشيف فضلا عن قضايا العمل مع القنصليات الجزائرية لاسترجاع الأرشيف والكتب والمجلات التي تناولت الثورة الجزائرية. وعن كتابة التاريخ ذكر زيتوني بأن هناك ورشات عمل مع عديد القطاعات على غرار التعليم العالي والبحث العلمي، الثقافة، الشؤون الدينية والتربية الوطنية، مشيرا إلى أن وزارة المجاهدين ستسلم قطاع التربية 10 ملايين كتاب لتدريس التلاميذ التاريخ الوطني الذي كتب بأقلام جزائرية.