فرنسا خائفة من الغرق في ليبيا! ع· صلاح الدين/ وكالات جدّد الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيّد عبد القادر مساهل التأكيد على موقف الجزائر الداعم "لوقف فوري لإطلاق النّار" في ليبيا بعد أن دخلت الأحداث المؤلمة التي تعيشها الجارة الشرقية للجزائر شهرها الثاني· وبالنّسبة للجزائر، فإن خارطة طريق حلّ الأزمة الليبية تقوم على ركيزتين: "وقف إطلاق النّار أوّلا·· والحوار ثانيا"· حيث قال السيّد مساهل في ندوة صحفية نشّطها بمعيّة الوزير البريطاني المكلّف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيّد اليستر بورت يوم الثلاثاء عقب أشغال الدورة الخامسة للّجنة السياسية الثنائية الجزائرية - البريطانية: "لقد ذكّرت بموقفنا وأكّدت أننا مع وقف فوري لإطلاق النّار كما أعرب عنه الاتحاد الإفريقي في خارطة الطريق التي أعدّها"· وأضرف السيّد مساهل: "أردت أن أذكّر بأننا نؤيّد حوارا شاملا يضمّ كلّ الليبيين وترك الخيار أمام الشعب الليبي من أجل تمكينه من التعبير بكلّ حرّية عن رأيه"، وزاد: "لقد قدّمت للوزير البريطاني أسباب تغيّب الجزائر في ندوة لندن، وقد أبدى تفهّما بشأنها"· للتذكير، فإنه تمّ تنظيم ندوة دولية حول الأزمة الليبية يوم 29 مارس الفارط بلندن· وعن سؤال حول غياب الاتحاد الإفريقي عن هذه النّدوة الدولية أوضح أن الاتحاد الإفريقي قد أسّس مسعاه على تجربته الخاصّة وعلى الدور الذي ينبغي أن يلعبه كمنظّمة إقليمية، مذكّرا بأن المنظّمة الإفريقية تضطلع حسب ميثاق الأمم المتّحدة بمهمّة البحث عن حل سلمي لجميع النّزاعات· وأضاف الوزير يقول: "إننا نعتقد أن الخيار السياسي يبقى الحلّ الملائم لتسوية الأزمة في ليبيا"، مبرزا أن استعمال القوّة "يؤخّر العودة إلى الاستقرار في هذا البلد الشقيق وستكون له أثار على استقرار وأمن جميع المنطقة"· من جانبه، أكّد الوزير البريطاني أن المشاركين في ندوة لندن "تأسّفوا" لغياب الاتحاد الإفريقي عن هذا اللقّاء، وأوضح يقول: "إننا تأسّفنا لغياب الاتحاد الإفريقي عن هذه النّدوة إلاّ أننا نأمل في مواصلة الحوار مع المنظّمة الإفريقية والاستماع إلى اقتراحاتها"· وفي سياق ذي صلة، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس الأربعاء إن حلف شمال الأطلسي قد يدخل في مأزق في ليبيا لأن العقيد الليبي معمّر القذافي صعّب، حسب زعمه، على الحلف العسكري تجنّب قتل المدنيين· واتّهم المعارضون الليبيون الحلف بالبطء الشديد في شنّ الغارات الجوّية على قوّات القذافي ومعدّاته العسكرية لحماية المدنيين، لكن الحلف قال إنه أجبر على تغيير أسلوب القصف بسبب الدروع البشرية· وقال جوبيه في حديث مع محطّة "فرانس إنفو" الإذاعية: "طلبنا رسميا ألاّ تكون هناك أضرار جانبية على السكان المدنيين"، وأضاف: "من الواضح أن هذا يزيد من صعوبة العمليات"، وتابع أنه سيناقش الأمر خلال بضع ساعات مع رئيس الحلف، وأضاف: "الوضع غير واضح، هناك خطر الدخول في مأزق يصعب الخروج منه"، ومضى يقول: "الوضع في مصراتة لا يمكن أن يستمرّ"· وتقصف قوّات القذافي مصراتة المدينة الوحيدة في الغرب الليبي الصامدة في وجهه منذ أسابيع· وأبدى الأميرال إدوار جيو قائد القوّات الفرنسية المسلّحة إحباطه من وتيرة عملية الحلف لحماية المدنيين، وقال في حديث لمحطّة "أوروبا 1" الإذاعية: "أودّ أن تسير الأمور بخطى أسرع، لكن كما تعلمون جميعا فإن حماية المدنيين تعني عدم القصف بالقرب منهم"، وأضاف: "هذه بالتحديد هي الصعوبة في الأمر"، مضيفا أن قوّات الحلف تركّز نيرانها على مصراتة في حين تحاول وقف أيّ نقل للأسلحة باتجاه طرابلس التي مازال القذافي يسيطر عليها ومؤكّدا أن طائرات من قطر والإمارات تشارك في المهمّة·