3 سبتمبر 2010 نهاية حقبة الشيخ سعدان.. سنتحدث في حلقة اليوم عن تداعيات التعادل المخيب الذي فرضه المنتخب التنزاني على المنتخب الجزائري في الثالث سبتمبر 2010 في افتتاح تصفيات كأس أمم إفريقيا (الغابون _ غينيا الاستوائية 2012) تعادل وصف بالمخيب والذي لا يعكس إمكانيات المنتخب الوطني والفرديان اللامعة التي تزخر بها التشكيلة الوطنية في تلك الفترة كيف لا وهو الذي مثل العرب في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 بجنوب إفريقيا ترى ماذا حدث بعد التعادل امام تنزانيا؟ ذلك الذي سنتعرف عليه حالا في حلقة هذا العدد فرحلة سعيدة عبر دهاليز تاريخ مباريات الخضر . عقب التعادل أمام تنزانيا سعدان : التعادل ليس نهاية العالم.. وهناك 15 نقطة متبقية لم يظهر على الشيخ رابح سعدان عقب التعادل الذي مني به منتخبنا الوطني أمام نظيره التنزاني أي بوادر إقالة قد يقدم عليها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة. فرغم التعامل السيئ من طرف الجماهير الغفيرة التي حضرت إلى ملعب تشاكر حيث عبرت بلسان واحد عن امتعاضها للأداء المقدم من طرف اللاعبين الجزائريين وراح الكثير من الجمهور يمطر على الشيخ رابح سعدان وابل من السب والشتم ورغم كل هذا قال رابح سعدان في الندوة الصحفية التي عقدها مباشرة بعد نهاية المباراة من حق الجمهور الجزائري أن يعبر عن احتجاجه بالأداء الذي قدمه اللاعبون أمام المنتخب التنزاني حيث لم نكن في يومنا واللاعبون لم يتحولا بالمسؤولية التي أوكلت لهم . وأضاف الشيخ رابح سعدان لقد قدمنا ما علينا من اجل تحقيق الفوز لدخول التصفيات القارية بقوة لكن اصطدمنا بمنتخب قوي ومنظم لعب كرة حديثة ونحن الذين سهلنا له المهمة في تسيير المباراة . ولم يكتف الشيخ رابح سعدان بكل هذا بل أضاف يقول مباراة تنزانيا ماهي إلا مباراة ضمن الجولة الأولى من التصفيات وهناك خمس مباريات متبقية بمعنى آخر هناك 15 نقطة سنسعى لحصد على الأقل 12 نقطة وأنا على يقين أننا سنحصد على الأقل 12 نقطة الممكنة التي تسمح لنا بالتأهل إلى النهائيات 2012 وعلى الجمهور الجزائري أن يقف وراء الفريق مستقبلا فكرة القدم ليس دوما فوز هناك تعادل وخسارة والتعثرات هي التي تمهد إلى الانتصار حيث تعلمنا الكثيب من الأشياء وهو الذي حدث لنا خلال هاته المباراة أمام تنزانيا فتعادلنا وهو التعادل الذي بمثابة درس مفيد لي وللمنتخب وحتى للجمهور الجزائري . وإن كان يفكر في الاستقالة رد الشيخ رابح سعدان لن أستقيل طالما أنني تحملت مسؤولية تدريب المنتخب الوطني . وعن سؤال إن كان رئيس الفاف آنذاك محمد روراوة سيقوم باقالته من تدريب المنتخب الوطني رد الشيخ سعدان بصريح العبارة أنا مستعد لكل الاحتمالات فالمدرب دوما يخضع إلى منطق النتائج لكن تابعوا ماذا حدث في صبيحة اليوم الموالي 4 سبتمبر 2010. 4 سبتمبر 2010 سعدان يستقيل من تدريب الخضر في اليوم الموالي من اللقاء أي يوم السبت 4 سبتمبر 2010 أقدم مدرب الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم رابح سعدان بتقديم استقالته بعد أقل من 12 ساعة عن تعثر تشكيلته سهرة يوم الجمعة 3 سبتمبر 2010 أمام تنزانيا (1-1) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 والذي كان بطعم الخسارة. وقد أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في موقعها على شبكة الإنترنت أن الناخب الوطني رابح سعدان قدم استقالته من منصبه كمدرب للفريق الوطني الاول لكرة القدم. وفي بيان ثاني صادر من الاتحادية أشارت هذه الأخيرة أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة قبل الاستقالة و أكد على شكره وتقديره للعمل الرائع الذي أداه سعدان خلال مشواره مع الخضر وقد أوضح المسؤول الأول لكرة القدم أن التأهل إلى جنوب إفريقيا عمل ضروري ينتظر الخضر وشرط أساسي. عكس تصريحات الشيخ روراوة أقال سعدان.. لاتزال الطريقة التي أبعد بها الشيخ رابح سعدان من تدريب المنتخب الوطني في الرابع سبتمبر 2010 تشوبها الكثير من الطلاسم فإلى حد كتابة هاته الأسطر لا يزال يقول الشيخ رابح سعدان انه هو الذي قرر ترك تدريب المنتخب الوطني وعلى انه لم يتعرض إلى أي ضغوطات التي ترغمه بالتنحي من منصبه. لكن الذي يجب أن يقال عبر هذه السلسلة أن الشيخ رابح سعدان اجْب ر على تقديم استقالته وإلا كيف نفسر قول رئيس الاتحادية السابق محمد روراوة في أكثر من مناسبة على أن الواجب منا كان يتطلب إعادة تصحيح مسار المنتخب الوطني بعد مونديال جنوب إفريقيا 2010 وهذا حفاظا على سمعة الخضر والمكانة التي كان عليها عقب بلوغه مونديال جنوب إفريقيا. إذا الشيخ رابح سعدان لم يستقيل بل اجبره روراوة على الاستقالة لكن السؤال الذي قد يطرحه الكثير لماذا فضل الشيخ رابح سعدان التزام الصمت تجاه روراوة وهو الذي قرر إبعاده بطريقة غير حضارية؟ ولماذا لم يكشف سعدان الحقيقة بعد نهاية حقبة محمد روراوة على رأس الفاف منذ سنة كاملة. سؤال قد يجيب عنه الشيخ رابح سعدان من خلال الكتاب الذي يعكف عن انجازه يروي فيه مسيرته الكروية. ولد بمدينة باتنة عام 1946 ولعب للموك والبليدة والأبيار رابح سعدان.. مهندس الخضر في ثلاث مونديالات مهما كتبنا وقلنا عن خصال وانجازات الشيخ رابح سعدان قد لا تكفي طالما أن الشيخ صنع افراح الجزائريين قهر الفراعنة وروض التماسيح واصطاد الأسود والفيلة .. النسور والصقور في قلب الأدغال الإفريقية أسال دموع الانجليز صاحب الفضل في عودة الأمل المفقود للجزائريين بعد سنوات عجاف (من 2004 إلى 2008). الشيخ رابح سعدان.. المدرب الهادئ أثناء المقابلات والثائر أمام شاشات التلفزيون شيخ المدربين المحنك والمهندس والبروفيسور المتواضع والثعلب... مدرب الفريق الوطني رابح سعدان أو كما يسمونه أهل باتنة كمال كان ولا يزال رمز لكرة القدم الجزائرية. ولد رابح سعدان يوم 3 ماي 1946 في حي السطا في باتنة وفي منزل متواضع مجاور لملعب سفوحي وهو من عائلة تنحدر من منطقة العنصر بالميلية في ولاية جيجل والده عمار المتوفي عام 1970 جاء إلى باتنة عام 1910 واستقر بها بعد أن قدم إليها من ولاية جيجل أنهى دراسته الثانوية في ثانوية أحمد رضا حوحو بقسنطينة حيث فاز بشهادة الباكالوريا وأكمل دراسته بقسنطينة وحصل على شهادة الدكتوراه. بدأ الشيخ رابح سعدان حياته الرياضية في فريق مولودية باتنة كمدافع فريقه الأول قبل أن ينتقل إلى فرق مولودية قسنطينة وشبيبة الأبيار وإتحاد البليدة بحكم تنقلة من مدينته باتنة للدراسة. دخل عالم التدرب مع فريق اتحاد البليدة وعمره لم يكن يتعدى الثلاثين بعدها درب شبيبة الأبيار وفي عام 1977 عين ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني للأواسط الذي كان على رأسه المرحوم عبد الحميد كرمالي وساهم رفقة هذا الأخير في تأهيل صغار الخضر إلى مونديال اليابان 1979 وقاده إلى الدور ربع النهائي حيث خسر منتخبنا للإشارة أمام الأرجنتيني بقيادة مارادونا بخماسية. شغل بعد ذلك مساعد المدرب الوطني الجزائري في تصفيات مونديال 1982 في إسبانيا قام بتدريب المنتخب الجزائري الأول بين عامي 1981و1986. تحصل رابح سعدان مع فريق الرجاء البيضاوي المغربي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم عام 1989 عندما هزم في النهائي جاره مولودية وهرانالجزائري بركلات الترجيح. أهل الشيخ سعدان المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بتونس 2004 وقاده إلى الدور ربع النهائي 2004 بعدها نتقل لتدريب منتخب اليمن ثم عاد للجزائر وقام بتدريب نادي وفاق سطيف وحقق معه كأس العرب عام 2007. في عام 2008 عاد رابح سعدان إلى تدريب المنتخب الجزائري حيث نجح في إيصال منتخب بلاده إلى المرتبة الأولى ضمن المجموعة الخامسة حيث تصدرت الجزائر المجموعة ب 13 نقطة وضمن تأهله لكأس الأمم الأفريقية بأنغولا. * في 2009 نجح المدرب المخضرم الشيخ رابح سعدان في إيصال المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العام 2010 التي ستقام في جنوب أفريقيا بعد مشوار باهر حيث تصدّر وسيطر المنتخب الجزائري على مجموعته وتأهل بعد فوزه على نظيره المصري في المباراة الفاصلة التي جمعت الفريقين في السودان وفاز خلالها أبناء الشيخ سعدان بالمباراة بهدف نظيف مقابل صفر. كون رابح سعدان فريقاً هاماً يتكون من هؤلاء اللاعبين : كريم زياني - نذير بلحاج - عنتر يحيى - الوناس قاواوي - مجيد بوقرة - عبد القادر غزال - رفيق صايفي - حسين أشيو وغيرهم. قاد فريقه إلى كأس العالم من جديد بعد فوزه في المباراة الفاصلة التي أقيمت في الخرطوم بالسودان في 18 نوفمبر 2009 على منتخب مصر لكرة القدم. فاز بلقب أحسن مدرب عربي لسنة 2009 وهو أحسن مدرب جزائري بعدها دخل الفريق الوطني تصفيات كأس أمم إفريقيا (الغابونوغينيا الاستوائية 2012) بمواجهته للمنتخب التنزاني بملعب مصطفى تشاكر وهذا يوم 3 سبتمبر 2010 وفيها فرض المنتخب التنزاني التعادل هدف لمثله سجل الهدف الوحيد للفريق الوطني قديورة هذا التعادل كلف المدرب رابح سعدان غاليا. يصنف رابح سعدان احسن مدرب لكل الأوقات بحكم تأهيله المنتخب الجزائري 3 مرات لكأس العالم إلى جانب كأس العالم للشباب. عدا عن بقية ألقابه مع المنتخبات أو الأندية التي دربها. حل رابح سعدان المرتبة 15 كأفضل مدرب عالمي لسنة 2009 حسب تصنيف الفيدرالية الدولية لكرة القدم للتاريخ والإحصائيات. رابح سعدان ومنذ استقالته من تدريب المنتخب الوطني يوم 4 سبتمبر 2010 بقي خارج الساحة الكروية الى ان عينه الرئيس الحالي للفاف خير الدين زطشي على رأس المديرية التقنية للمنتخبات الوطنية خلال شهر سبتمبر الماضي وهو الذي رفض تدريب العديد من الأندية والمنتخبات العربية. ... يتبع