لا يزال قطاع الصحة ببجاية يراوح مكانه وذلك بسبب المشاكل العديدة التي يشكو منها وكذا بعض النقائص مما يتطلب تدعيمه بجملة من الهياكل الصحية القاعدية الهامة، التي من شأنها تحسين مستوى التكفل بالمواطنين وتقديم خدمات صحية لائقة لهم وإزالة عنهم معاناة التنقل إلى مختلف المستشفيات بالولايات المجاورة. ترتبط انشغالات مواطني مختلف بلديات ولاية بجاية بالخدمات الصحية، حيث غالبا ما تتراوح شكاوي هؤلاء السكان في هذا الشق بين انعدام التأطير الطبي اللازم خاصة من جانب الاختصاصيين، وهو ما تؤكده تقارير الولاية، حيث تصل نسبة التغطية في هذا الشأن إلى طبيب مختص واحد ل 2584 نسمة، وهو ما يعد قليلا جدا في ولاية يصل تعداد سكانها إلى 920 ألف نسمة، ويشتكي كذلك سكان مختلف البلديات من نقص العتاد الطبي المتخصص وكذا الأدوية الضرورية خاصة على مستوى العيادات متعددة الخدمات، و هو ما يدفعهم إلى قطع مسافات طويلة من أجل الالتحاق بالمستشفيات الكبرى بالولاية أو حتى خارجها بالنسبة للبلديات الواقعة على الحدود، و قصد التحسين من مستوى التكفل بالمواطنين وتحقيق تغطية شاملة لكل الانشغالات الصحية استفادت الولاية خلال المخطط الخماسي المنصرم من مشاريع هامة خاصة بإنجاز هياكل صحية معتبرة تساعد في التقليل من معاناة السكان، من بينها نجد إنجاز مستشفيين بكل من بلديات سوق الاثنين الساحلية وبلدية تازمالت الواقعة بحوض الصومام وذلك بطاقة استيعاب تقدر ب 60 سريرا، ومع أن الدراسات الخاصة بالمشروعين قد تم استكمالها، إلا أنها لا تزال تنتظر المصادقة عليها، وهي المشاريع التي سيسمح اكتمالها بتخفيف الضغط عن باقي المؤسسات الاستشفائية بالولاية ويجنب السكان معاناة الرحلات الصحية الطويلة. وعلى صعيد آخر تفتقد الولاية إلى مستشفيات متخصصة في التكفل بعدد من الأمراض المزمنة والخطيرة، ما يدفع المرضى إلى تحمل معاناة التنقل إلى الولايات المجاورة من أجل تلقي العلاج المناسب، ومن بين هذه المستشفيات تجد انعدام مستشفى للتكفل بالأمراض العقلية لتكون بذلك وجهة المرضى إما إلى »وادي عيسي« بتيزي وزو أو البليدة، و هو ما دفع بالمديرية المعنية إلى تسجيل مشروع في هذا الشأن يوفر 120 سرير، لكن المشروع وكسابقيه يتواجد في مراحله الأولى خاصة وأنهم بصدد تحضير دفتر الأعباء، كذلك الحال بالنسبة للمستشفى المتخصص في مكافحة السرطان التي سيتم بشأنه تحديد مكتب الدراسات وهي جملة من المشاريع التي يأمل سكان الولاية أن تتجسد ميدانيا. المستشفيات تشكو من انعدام وسائل حرق النفايات الطبية إلى غاية كتابة هذه الأسطر لا تزال الكثير من المستشفيات العمومية بالولاية تعاني من انعدام الوسائل الحديثة للتخلص من أطنان النفايات السامة التي تطرحها هذه المستشفيات عن طريق حرقها وإتلافها حماية لصحة المواطنين ومنع تلوث البيئة، حيث تلجأ هذه المؤسسات الاستشفائية التي تفتقر إلى هذا العتاد العصري إلى تفريغ شاحنات من هذه النفايات السامة الخطيرة على صحة الإنسان والبيئة معا بالمفرغات وحتى بالوديان في ظل غياب الإمكانات الحديثة الخاصة بالتخلص من هذه النفايات، وكما هو معلوم فإن إطارات سلك شبه الطبي سبق لهم وأن التقوا خلال الأسبوعين الماضيين في ندوة طبية نظمتها نقابة الممرضين بالتنسيق مع المؤسسة الحوارية الاستشفائية لخراطة لدار الثقافة بدرقينة وناقشوا مخاطر استمرار رمي هذه النفايات الطبية المستعملة والسامة في أماكن غير موضعها وانعكاساته السلبية على البيئة نظرا لخطورتها على صحة المواطنين، إذ عرضت بالمناسبة أشرطة مصورة تتحدث عن مكانة التجهيزات المستحدثة لتصهير هذه المواد السامة بعد استخدامها بالمستشفيات، وهي الوسيلة التي تفوق درجة حرارتها ألف ومائتي درجة مئوية كفيلة بالتخلص من هذه النفايات الطبية السامة عن طريق حرقها وقاية للمواطنين والبيئة، حيث أشار المشاركون من قطاع الصحة العمومية من ممرضين وحتى أطباء في هذا اللقاء إلى ضرورة التسريع في تجهيز هذه المستشفيات والمراكز الصحية المتبقية بالعتاد اللازم إشارة منهم إلى حالة مستشفى خراطة الذي يعد من أكبر مستشفيات بجاية، حيث تغطي خدمات صحية لأكثر من 200 ألف مواطن، إلا أنه لا يزال غير مزود بهذا العتاد.