استفادت عدة بلديات مؤخرا من اعتمادات مالية إضافية قصد تحسين الخدمات الصحية وترقيتها إلى المستوى المطلوب، خاصة في الآونة الأخيرة، حيث جل المصالح الاستشفائية على مستوى ولاية بجاية وعلى غرار مستشفيات الوطن، تعرف استنفارا في القواعد قصد الوقوف بحزم ضد الأمراض الحديثة منها فيروس أنفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض التي قد تكون مصدرا لمخاطر صحية جمة للمواطنين، وعلمت "المساء" أن مديرية الصحة بالولاية قد اتخذت جميع الإجراءات الصحية والوقائية والاحترازية، بداية بحماية الطاقم الطبي وشبه الطبي... وكذا باقي العمال، وهو الأمر الذي استحسنه الجميع واعتبروا هذه الخطوة جديرة بالتنويه، وتؤكد حرص الدولة من خلال وزارة الصحة على اعتماد أعلى المقاييس المطبقة في المجال الصحي والمعتمدة من قبل المستشفيات الكبرى في العالم، وهو الأمر الذي ترك انطباعا حسنا في نفوس عمال الصحة، وأدركوا أنه لا مجال لمواصلة الإضراب وترك باب الحوار مفتوحا للوصول إلى نتائج ايجابية وتحقيق مطالبهم بما يسمح له القانون وإمكانيات الدولة، وهذا مؤشر عصري سيساهم في تطوير المنظومة الصحية ببلادنا على حد تعبير الطاقم الطبي العامل بمستشفى خليل عمران ببجاية. ومن بين البلديات التي استفادت في إطار سياسة الاهتمام بالمراكز الاستشفائية الجوارية، تازمالت التي استفادت من مشروع جديد يتمثل في بناء مستشفى يتسع ل 60 سريرا في منطقة ثيفريرين يتربع على مساحة تقدر ب 12 ألف متر مربع، ولا شك أن هذا المرفق سيساعد المرضى على العلاج وعدم التنقل إلى مستشفى أقبو الذي يعرف ضغطا ونقصا في الإمكانيات. وفي نفس السياق يشتكي سكان بلدية بني معوش من نقص في التكفل الطبي والصحي، حيث تتواجد بها عيادة متعددة الخدمات ومركز صحي جواري، ورغم توفر هذين المرفقين إلا أن التغطية الصحية على مستوى البلدية ضعيفة نظرا لعدم توفر الوسائل العلاجية والموارد البشرية وخاصة الطاقم الطبي. وللإشارة، فإن الإصلاحات الجارية التي شرعت فيها وزارة الصحة والسكان، من أجل ترقية المنظومة الصحية وتحسين الخدمات الطبية ومواجهة النقائص التي يعاني منها المرضى في شتى نقاط الولاية، أو بالأحرى على المستوى الوطني، وجدت استجابة واسعة من الفاعلين في الحقل الصحي الجواري، مما نتج عنه تحسن ملحوظ في الخدمات الصحية بنسبة جد معتبرة في العديد من مستشفيات الولاية، وكذا المراكز الاستشفائية الجوارية، وهذا كان له أثره الصحي والاجتماعي على حد سواء، لكن تبقى هناك ضرورة المزيد من التحسينات في مجال تسيير الموارد البشرية، خاصة الطاقم الطبي المتخصص، إضافة إلى تدعيم هذه المراكز بالوسائل العلاجية التي يمكنها الاستجابة لمتطلبات المرضى، نقابة القطاع الصحي بالولاية، ترى أنه في حاجة ماسة إلى إعادة طريقة تسيير القطاع وتكييفه وفق المتطلبات الراهنة، خاصة وأن المراكز الاستشفائية والصحية تحصلت على الاستقلالية في التسيير منذ أن دخلت الإصلاحات حيز التنفيذ، لكن ممثلين عن القطاع يؤكدون أن الهياكل القاعدية متوفرة ولكن النقص يكمن في الإطار البشري المتخصص، حيث أن عدد الأطباء العاملين في الميدان لا يستجيب بالقدر الكافي لعدد المرضى الذي يتنامى بصورة طردية، ونفس الانشغالات سجلناها على مستوى العديد من البلديات كبلدية القصر، حيث تتوفر فيها الهياكل والمراكز الجوارية، لكن هناك خلل في تسييرها بسبب نقص المناصب المالية التي تسمح بتوفير الإطار الطبي المتخصص من جهة وقلة التجهيز الطبي والعلاجي، وهذا ما هو الا مؤشر قوي يدل على أن السياسة الصحية في بلادنا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن الوعي قد بدأ يتغلغل في نفوس الجميع مرده ضرورة الحفاظ على هذه المكتسبات واستغلالها بصورة عقلانية تجسد الصحة الجوارية بمدلولها العصري والحديث.