بقلم: وليد بوعديلة الجزء الثالث والأخير 3-عن العقلانية و الاستشراق و(...) يقرأ الاتجاه الثالث في خطاب كتابات حميد لعداسية القضايا الفكرية العربية و العالمية ونجد مسائل حول الإسلام العولمة العقلانية الاستشراق القرآن الكريم... ومن مقالاته نذكر: -العولمة:ظاهرها يغري وباطنها يؤدي جريدة المجاهد الأسبوعي عدد1984 أوت 1998. -العقلانية بين التعمير والتدمير مقال في حلقات بجريدة المجاهد الأسبوعي سنة 1998. -القرآن معجزة حضارية متجددة دراسة في حلقات عديدة بجريدة كل الدنيا دسيمبر -جانفي 2001. -هل الأركونية فكر إسلامي أم فكر تبعية جريدة رسالة الأطلس عدد223-224 جانفي1999. -عالمية الإسلام وثقافة ما بعد الإستشراق جريدة البصائر عدد 879 أكتوبر2017. وهناك دراسات أخرى كثيرة وقد يلاحظ القارئ استمراية الأستاذ لعدايسسة في الكتابة من تسعينات القرن العشرين إلى اليوم وهو ما يؤكد إيمانه بقيمة الكلمة والبعد الرسالي للكتابة وكأنه مناضل لتحرير الجزائر ثقافيا بعد التحرر السياسي أو كأنه مثقف مكافح يواصل طريق المثقفين والعلماء الجزائريين الذين حرصوا على الدفاع عن تاريخ/راهن الجزائر الثقافي أمثال:أبو القاسم سعد الله أرزقي فراد عبد الرحمان شيبان عبد المجيد مزيان عبد الكريم بوصفصاف عبد الملك مرتاض عبد الرزاق قسوم رابح خدوسي... يفتح مقاله عن المفكر محمد أركون نقاشا طويلا متجددا عن فكره ومواقفه حول التراث الإسلامي و النصوص المقدسة وقد أعلن الكاتب لعدايسية قراءته بكل شجاعة وصراحة ودون تلاعب بالألفاظ فهو يرفض مواقف اركون ويدعو لفهم المصطلح الفكري في سياقه الحضاري الإسلامي أو الأوروبي مثل الاختلاف حول مفهوم القرون الوسطى. وبحسب المقال فالأركونية أعدت في مخابر المستشرقين وألبست لباس المفكرين المسلمين وهي تخريب مقصود ومنظم للعقل الإسلامي الجديد ويرى بان اركون مفكر متشكل بالشكل الأوربي وهو يقوم بدور خطير في المجتمع المسلم إنه طريق للإستعمار و كتاباته ليست إلا نوعا من الغزو الثقافي لدى النخب الفكرية العلمانية . وتبقى _على كل حال- هذه قناعة الباحث وهي قابلة للتداول الفكري الحجاجي. وقد سافر الأستاذ في دراسته القيمة العقلانية بين التعمير والتدمير في قضايا تاريخية دينية فلسفية... وقد عملا بمعايير أكاديمية محترمة وكل مهتم بتاريخ العقلانية سيجد مقصده في هذا المقال فقد توقف عند تأثير العقلانية في المجتمع المسلم آراء المعتزلة المبادئ الكلية للعقل والأفكار المكتسبة تناقضات الاتجاه العقلاني ...أما دراساته المتسلسلة جول الرقرىن معجزة حضارية متجددة في اسبوعية كل الدنيا سنة 2002 فقد تناولت الصراع بين العلم والدين في المجتمع القرآن والتغيير الجاهلية في المجتمع الجديد الحضارة و العقيدة القرآن وإشكالية التأويل... وهي موضوعات هامة ومتجددة وما تزال تطرح في السياق العربي رغم تحولاته العديدة وربما عدم معرفة المجتمع لمثل هذه القضايا هو السبب للدخول في سنوات الخراب و الصراع وعد تعمق النخبة الإعلامية والسياسية و الفكرية في هذه الأمور هو سبب الفتن و مشاهد النار و الدم. نقرأ من إحدى حلقات هذه الدراسة: جاءت الحضارة القرآنية لتغير وجه العالم ولتقيم عالما حضاريا آخر يقر فيه سلطان الله وحده ويبطل سلطان الطواغيت عالما يعبد فيه الله وحده بمعنى العبادة الشاملة عالما يولد فيه الإنسان النظيف الحر الكريم المتحرر من شهوته وهواه تحرره من العبودية لغير الله فأين حكامنا العرب المستبدين الذين هوت الشعوب بهم ليفهموا هذا الكلام؟؟ وماذا لو قرأت هذه الكلمات ومثيلاتها في الفكر العربي والإسلامي من طرف الأنظمة العربية الديكتاتورية قبل أن يقع الذي وقع في العالم العربي؟ وهل يتعظ الزعماء الباقون و القادمون من تاريخ سقوط المستبدين من عروشهم ؟ إن كتابات الجامعي و الإعلامي لعدايسة في المجال الفكري كثيرة ونأمل أن يجمعها في كتاب ليطلع عليها القراء فهي تهتم بمسألة الأصالة والمعاصرة وتتعمق في البحث في معدات البناء الحضاري للفرد و المجتمع وتدرس الأبعاد العلمية و الاستعمارية للاستشراق كما تقرأ بطرية واعية العلاقات الجزائرية الفرنسية والعلاقات بين الشرق و الغرب وتحاول أن تفسر المتغيرات السوسيولوجية التي تصيب المجتمع الجزائري في ظل الثورة الاتصالية بعين المثقف المناضل الوطني الغيور على الذاكرة والتراث و الهوية. *أخيرا إن المسائل المجتمعية و الفكرية والتاريخية والسياسية التي تناولها الأستاذ الجامعي حميد لعداسية في مقالاته تحتاج إلى تناول علمي ومساحة تأويل ونقاش أكبر و المجال مفتوح للباحثين في الآداب و العلوم الاجتماعية و الإنسانية لانجاز دراسات حول ما يقترح الكاتب من تفكير حول أمور هامة في سياق التعريف بالمجهود الأدبي الثقافي الجزائري. فمن غير المعقول أن نقرا للباحث حميد لعدايسية في الصحف العربية والمواقع الالكترونية في الوطن العربي دون أن يلتفت الجزائريون له بالقراءة والمحاورة الإعلامية و الفكرية السجالية.