9 سبتمبر 2012 ليبيا 0 الجزائر 1 أوقعت قرعة الدور التصفوي الثالث والأخير لكأس أمم إفريقيا (جنوب إفريقيا 2013) منتخبنا الوطني أمام المنتخب الليبي وبسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها ليبيا جراء الحرب الأهلية تم نقل المباراة إلى مدينة الدار البيضاء المغربية وقبل الحديث عن هاته المواجهة نتوقف مع جولة تاريخية في مباريات المنتخبين وهي الجولة التي سنسرد فيها حكاية لقاء لم يجر بين المنتخبين. بقرار من الكاف اتحاد الكرة الليبي اختار المغرب بدل تونس استقر اتحاد الكرة الليبي على اختيار المغرب مكانا لمباراة منتخبه الوطني مع الخضر برسم ذهاب الدور الأخير من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013. وأعلن اتحاد الكرة الليبي في مطلع شهر سبتمبر 2012 أن منتخبه الوطني سيجري معسكرا إعداديا بمدينة الدار البيضاء المغربية يضبط الجهاز الفني بعده قائمة ال 23 لاعبا معنيا بمواجهة الذهاب أمام الجزائر المبرمجة يوم 9 سبتمبر 2012 على اعتبار أن خوض اللقاء ذاته بليبيا مستبعد لدواع أمنية بحتة. وقبل ذلك شرع أشبال الناخب الوطني عبد الحفيظ إربيش بداية من هذا السبت في تربص مغلق بليبيا بعد أن وجّه الدعوة ل 33 لاعبا أغلبهم محليا ويسدل الليبيون ستار هذه المحطة الإعدادية بإجراء نزالين وديين أمام السودان وإثيوبيا. وكانت الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الكاف قد قررت نقل مباراة ليبيا والجزائر من الأراضي الليبية إلى المغرب لتدهور الأوضاع الأمنية هناك. قبل مواجهة الدار البيضاء يوم 9 سبتمبر 2012 الجزائر واجهت ليبيا 14 مرة قبل مواجهة المنتخبين الجزائري والليبي بملعب مدينة الدار البيضاء المغربية قدر عدد المواجهات بين المنتخبين 14 كفة الفوز تميل لمنتخبنا الوطني بعشرة انتصارات مقابل فوزين فقط للمنتخب الليبي فيما انتهت مبارتين فقط بالتعادل. أول مواجهة بين المنتخبين جرت بملعب 20 أوت أول مواجهة جمعت المنتخبين كانت بملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة في الذكرى ال 17 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة حيث وجهت حينها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الدعوة للمنتخب الليبي لإقامة مباراة ودية بالجزائر العاصمة احتفالا بالذكرى العظيمة وفيها حقق منتخبنا الوطني أول فوز على المنتخب الليبي الشقيق بهدفين لواحد. الجزائر 21 ليبيا 7 علامة كاملة للخضر بالجزائر بالتدقيق أكثر في نتائج الفريقين خلال المباريات التي جمعتهما سابقا تحصل المنتخب الوطني الجزائري على العلامة الكاملة بالفوز في جميع اللقاءات التي جرت بالجزائر منذ 01 نوفمبر 1971 تاريخ إجراء أول مباراة بين الطرفين حيث لعبت 7 مباريات منذ ذلك التاريخ وكانت في صالح الخضر ب 7 انتصارات. كما تمكن من الفوز في 3 ثلاثة لقاءات احتضنتها الأراضي الليبية في سنوات 1973 1976 و1998 بالإضافة إلى تعادلين مقابل فوزين لصالح الليبيين. استطاع المنتخب الجزائري تسجيل 21 هدفاً في المرمي الليبي منها 14 هدفا سجلت خلال اللقاءات التي لعبت بالجزائر. فيما سجلت ليبيا 7 أهداف منها 3 داخل الديار وكانت أكبر نتيجة سجلت في لقاءات المنتخبين هي فوز الخضر بثلاثة أهداف دون رد في عام 1998 بالجزائر. بينما شهد عام 2007 آخر مواجهة جمعت بين المنتخبين في لقاء ودي أُقيم في الجزائر فاز خلاله الخضر بهدفين مقابل هدف. لم يسبق وأن تواجه المنتخبان الوطني الجزائري ونظيره الليبي في بلد محايد حيث جمعتهما 14 مواجهة سابقة أقيمت مناصفة على أراضي البلدين وستكون المباراة المقبلة التي ستجري وقائعها بالدار البيضاء المغربية لحساب مباراة الإياب من تصفيات أمم إفريقيا بسبب الأوضاع غير المستقرة بليبيا المباراة الأولى بين الطرفين التي يحتضنها بلد محايد. قبل لقاء مدينة الدار البيضاء آخر مواجهة رسمية كانت سنة 1998 تعود آخر مواجهة (ذهاب-إياب) في المنافسة الرسمية بين التشكيلتين إلى شهر أوت سنة 1998 خلال الدور التمهيدي المؤهل لكأس إفريقيا للأمم حيث فازت الجزائر في طرابلس (2-0) وبالجزائر (3-0). حدث هذا سنة 1989 حكاية مباراة لم تجر بين المنتخبين الليبي والجزائري شهد مطلع عام 1989 عودة جديدة لنشاط المنتخب الليبي لكرة القدم الذي عاد للواجهة بعد أن نفض غبار الزمن بعد غياب دام لثلاث سنوات حين توقف نشاط المنتخب للمرة الثانية عقب مسيرته الناجحة التي كان فيها على أعتاب التأهل لمونديال المكسيك عام 86. عادت المشاركات الدولية لمنتخب ليبيا حين ظهر المنتخب الليبي في تصفيات كأس العالم 1990 بإيطاليا وأوقعته القرعة في واحدة من أقوى المجموعات الأفريقية وهى المجموعة الأولى التي ضمّت إلى جانبه منتخبات الجزائر وكوت ديفوار وزيمبابوي - بعد أن كان المنتخب الليبي قد تخطى الدور التمهيدي بتأهله على حساب منتخب بوركينافاسو بعد فوزه ذهابا بطرابلس بثلاثة أهداف نظيفة وخسارته إيابا بهدفين لا شيء. استهل الفريق مشواره في التصفيات بمباراة خاضها أمام منتخب كوت ديفوار أقيمت على ملعب الأفيال واستطاع منتخب ليبيا أن يقدم مباراة كبيرة وقوية رغم فقدانه لنتيجة المباراة بهدف لصفر في مباراة تصدى فيها الحارس الليبي مصباح شنقب لركلة جزاء نفذها يوسف فوفانا وهي نتيجة كانت تبشر ببداية وانطلاقة جديدة بعثت فينا الأمل والتفاؤل وأعطت الفريق نفسا جديدا ودافعا وحافزا كبيرا لمواصلة المشوار وتحقيق الفوز في مباراته الثانية بطرابلس في مواجهة المنتخب الجزائري وتعويض تعثره في لقاء افتتاح الجولة أمام المنتخب الإيفواري فيما كان منتخبنا الوطني الجزائري قد فاز في مباراته الأولى على منتخب زيمبابوي. قبل موعد مباراة الذهاب الأولى أمام الجزائر التي كان مقرر لها أن تقام بطرابلس يوم الجمعة الموافق للعشرين من شهر جانفي من عام 1989 بأيام سرت بعض الشائعات وروجت حول إلغاء المباراة وانسحاب المنتخب الليبي ربما كانت لجس نبض الشارع الرياضي وربما لاستخلاص ردة فعل الشارع الرياضي الرافض والعاشق والمتيم بمنتخب بلاده الأمر الذي دفع بعدد من المسؤولين للنظام السابق لنفيها والاجتماع بالفريق ليؤكدوا لهم أنه لا صحة لكل هذه الشائعات وأن المباراة ستقام في موعدها بل والمطلوب هو تحقيق الفوز بالمباراة نظرا لأهميتها ولقيمتها. رسالة الرئيس الجزائري في الليلة التي سبقت المباراة قام سفير الجزائر لدى ليبيا السيد عبد القادر حجار بزيارة لمعمر القذافي ولم يفصح عن تفاصيل وفحوى تلك الزيارة لكن ماحصل كشفت عنه احد الصحف العربية حيث أكدت أن سفير الجزائر لدى طرابلس كان يحمل معه رسالة شفهية من الرئيس الشاذلى بن جديد رحمه الله تطالبه بالتدخل لتهدئة الأجواء المشحونة والمتوترة بين البلدين فما كان منه إلا الاستجابة الفورية لطلبه وإعطاء تعليمات عاجلة بإلغاء المباراة حيث كانت أجواء من التوتر قد سادت العلاقات بين ليبيا والجزائر بسبب الحادثة الكروية الشهيرة التي حدثت فى شهر مارس من عام 1985 فى مباراة الاتحاد وفريق غالي معسكر بطرابلس والتى تعرض فيها نجم الكرة الجزائرية الشهير لخضر بلومي لإصابة بليغة تسبب فيها اللاعب بوبكر باني وهي الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة وحرمت المنتخب الجزائري من جهوده وقد ألقت تلك الحادثة بظلالها وجعلت أجواء من الفتور تخيم على العلاقات بين البلدين خاصة في المجال الرياضي. غياب بلومي حضر المنتخب الجزائري بكامل نجومه قبل موعد المباراة بثلاثة أيام وغاب بلومي رغم جاهزيته فيما تواجد المنتخب الليبي بكامل نجومه بما فيهم بوبكر باني الذي كان قد صرح في وقت سابق أن علاقته مع بلومي صارت سمن على عسل وأن ماحصل بينهما انتهى بانتهاء المباراة وان الإصابة كانت نتيجة احتكاك مشترك وكرة مشتركة بينهما ولم يكن هناك أي تعمد مني بدليل انني لم أحصل حتى على بطاقة صفراء أثناء المباراة. استيقظ لاعبو الفريق الليبي صباح اليوم الثاني على مائدة الإفطار وسط أجواء رائعة يسودها التفاؤل بتحقيق الفوز وكان ملعب طرابلس الدولي ومنذ الصباح الباكر تملأ وتغطي مدرجاته جماهير رياضية حاشدة متعطشة حضرت من كل مكان لمساندة ومؤازرة منتخب بلادها ومتابعة مباراة القمة وديربي الجوار. كواليس وأسرار في صباح يوم المباراة تم عقد الاجتماع الفني بحضور مسؤولي اتحاد الكرة بالبلدين ومراقب المباراة وحكم المباراة الدولي التونسي ناجي الجويني وهنا حصلت المفاجأة حين أعلن رئيس اتحاد الكرة الليبي آنذاك المرحوم عبد اللطيف بوكر عن تنازل المنتخب الليبي عن نتيجة المباراة لصالح المنتخب الجزائري ولم يصدق وقتها رئيس الوفد الجزائري هذا الخبر السار والمفاجئ بالنسبة له فأصر على أن يدخل فريقه أرض الملعب برفقة طاقم التحكيم ويتم إعطاء الوقت القانوني للانتظار ثم يعلن عن فوز فريقه بنتيجة المباراة بهدفين لصفر حسب ماتنص عليه اللوائح. لكن رئيس اتحاد الكرة الليبي رفض هذا الأمر بشدة خوفا من حدوث أحداث شغب وردة فعل عنيفة من الجمهور الرياضي وبالتالي سيدفع اتحاد الكرة ثمنها الباهظ فتم الاتفاق على أن يتم إعداد رسالة رسمية من اتحاد الكرة الليبي ويرسل منها نسخة للفيفا تفيد بإعلان انسحاب المنتخب الليبي رسميا وتنازله عن المباراة لصالح الجزائر وهذا ماحصل بالفعل. وفي الوقت الذي كان يدور فيه كل هذا الجدال والمشاورات المتعلقة بالمباراة كان لاعبو المنتخب الجزائري صباح يوم المباراة يقومون بإجراء حصة تدريبية قصيرة لمعاينة وتفقد أرضية الملعب قبل ساعات قليلة من موعد بداية المباراة. قرار الانسحاب ظلت الجماهير الرياضية الحاشدة على مدرجات الملعب في حالة ترقب في انتظار أن تدق الساعة السادسة مساء وهو موعد انطلاق المباراة وهي لم تكن تدري بما كان يدور ويدبر بعيدا عنها خلف الكواليس إلى أن جاءها الخبر اليقين والمفجع فلم تقو على احتمال هذه الصدمة فالرياضة وكرة القدم بالنسبة لها هي خبزها اليومي ومصدر فرحها وسعادتها ووسيلة للترويح والمتنفس الوحيد لكل هؤلاء الكادحين فخرجوا في مسيرة سلمية ومظاهرة غضب كبيرة رافضين قرار الانسحاب وسط هتافات مدوية ضد نظام القذافي الذي كان في أوج قبضته الأمنية فجابههم بالرصاص الحي فسقط عشرات الشباب وتحول الكثير من الأبرياء ممن جاؤوا للاستمتاع بأمسية كروية إلى المعتقلات والسجون ودفعت هذه الجماهير العاشقة ثمن وفاتورة عشقها لكرة القدم وتعلقها وشغفها وغيرتها على منتخب بلادها وخيم الحزن على المشهد الرياضي في تلك الفترة وتوقفت المشاركات الدولية من جديد لتصاب الرياضة الليبية وكرة القدم بانتكأسة جديدة. تلكم هي حكاية لقاء بين المنتخبين الجزائري والليبي كتب له القدر أن لا يلعب سنة 1989 ارتأينا أن نسرده لكم عبر هذه السلسلة التاريخية. ... يتبع