أعرب جميع التقنيين الجزائريين عن خيبتهم الكبيرة للنهاية المؤسّفة لمباراة ليبيا والجزائر التي لعبت أوّل أمس بملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء المغربية برسم ذهاب الدور الأخير لتصفيات كأس أمم إفريقيا المزمع إقامتها مطلع العالم المقبل بجنوب إفريقيا، أحداث لم تكن متوقّعة من الأشقّاء الليبيين. وحسب التقنيين الجزائريين الذين تحدّثنا إليهم فإنها فاجأتهم على اعتبار أن المباريات السابقة بين المنتخبين كانت قمّة في الرّوح الرياضية، لكن الوحيد الذي شذ عن تصريحات من تكلّمنا إليهم هو لخضر بلومي كونه سبق له وأن تعرّض حين كان لاعبا لإصابة في ليبيا. بعيدا عن النّهاية المؤسفة للمباراة، يرى التقنيون الجزائريون أن المنتخب الوطني ظهر بمظهر الضعيف وقاد مباراة ضعيفة بالرغم من الفوز المحقّق، وهناك عمل كبير ينتظر النّاخب الوطني لتدارك النّقائص العديدة التي لوحظت على جميع خطوطه في مباراة الدارالبيضاء، وهو ما سنتعرّف عليه حالا. مصطفى بسكري: "الفوز على ليبيا ليس معيارا لقوة الخضر" بعد أن ثمّن الفوز المحقّق على المنتخب الليبي واصفا إيّاه بمثابة نصف الطريق إلى جنوب إفريقيا، راح يقول المدرّب دون فريق مصطفى بسكري: (الوجه الذي ظهر به اللاّعبون الجزائريون أمام ليبيا خيّب آمال الكثير من الجزائريين بتقديمهم لمباراة ضعيفة المستوى، ولولا الهدف المسجّل من طرف هلال سوداني لكانت النّهاية كارثية على مستقبل المنتخب الوطني). بسكري أضاف يقول: (لعبنا أمام منافس ضعيف ولم يقدّم لاعبوه أيّ جهد لتحقيق نتيجة إيجابية، حيث ظهر المنتخب الليبي متواضعا، وكان ينتظر أن ينهي المنتخب الوطني اللّقاء بنتيجة عريضة لضعف المنافس، لكن وبما أن لاعبينا كذلك لم يقدّموا أيّ شيء فلا يمكن أن نهلّل بهذا الانتصار كون القادم أصعب ويستوجب على النّاخب الوطني إعادة النّظر في الكثير من النقاط). بسكري تأسّف لمنحنا المنافس أكثر من قيمته بقوله: (المنتخب الليبي لا يستحقّ أن نعطي له أهمّية أكثر ما أعطيت له، فالوجه الذي ظهر به لاعبوه جدّ شاحب بل جدّ ضعيف، حيث لم نسجّل من لاعبيه أيّ خطّة لعب، همّهم الوحيد كان يتمثّل في إنهائهم المباراة بأخفّ الأضرار وكان بإمكانهم إنهائها بالتعادل). بسكري لم يتوقّف عند هذا الحدّ، بل أنهى حديثه معنا بقوله: (يخطئ من يقول إن المنتخب الليبي قوي بفوزه على المنتخب الكاميروني منذ ثلاثة أشهر، فهذا الأخير هو الأضعف من ليبيا بدليل أنه خسر مباراته الأخيرة أمام منتخب جدّ مغمور هو الرّأس الأخضر بهدفين لصفر). بلومي: "فوز مهمّ والليبيون لم يفاجئوني بتصرّفاتهم اللاّ رياضية" نجم كرة القدم الجزائرية خلال الثمانينيات لخضر بلومي بدأ حديثه معنا بالتصرّفات اللاّ رياضية للاّعبين الليبيين بقوله: (تصرّفات الليبيين لم تفاجئني كوني كنت ضحّية اعتداء لعين من طرف الليبيين، حيث أنّي حين كنت ألعب لفريق مسقط رأس غالي معسكر سنة 1985 تعرّضت لإصابة حرمتني من اللّعب لأقوى الأندية الأوروبية وهو فريق جوفنتوس). أمّا بخصوص اللّقاء الذي انتهى بفوز منتخبنا الوطني فقد قال بلومي: (الفوز خارج الديار بهدف دون ردّ يعتبر نتيجة إيجابية على اعتبار أن مباراة العودة ستجري بالجزائر، وفي نظري الخاص المنتخب الوطني قطع خطوة جبّارة لبلوغ نهائيات أمم إفريقيا المقبلة، ولم يتبقّ للاّعبين إلاّ كيفية مسايرة مواجهة العودة كون التعادل سيسمح لنا بالتأهّل. لكن بالرغم من وجودنا الآن متقدّمين على المنتخب الليبي بهدف لصفر إلاّ أنه لا يمكن لنا القول إننا تأهّلنا، فمباريات كرة القدم عوّدتنا في مثل هذه اللقاءات على المفاجآت). بلّومي توقّف عند تحليله للقاء ككلّ بقوله: (لم يقدّم المنتخب الوطني مباراة كبيرة وفي نظري الخاص ذلك راجع إلى قلّة المنافسة، فجلّ لاعبي المنتخب الوطني يفتقرون إلى مباريات كون مواجهة ليبيا جاءت في وقت غير مناسب في بداية الموسم، وأظنّ أن لقاء العودة سيختلف كلّية عن مواجهة الذهاب، وأتوقّع أن يقوم المدرّب الوطني حليلوزيتش بإعادة النّظر في الكثير من النقاط، وسيظهر منتخبنا بوجه لائق وأتوقّع فوزا كبيرا). كمال جحمون: "نتيجة إيجابية لكن ماذا بعد الفوز؟" طرح هدّاف المنتخب الوطني في نهاية عشرة الثمانينيات كمال جحمون في مستهلّ حديثه معنا بخصوص تحليله لقاء أوّل أمس علامة استفهام بقوله: (ماذا بعد الفوز على ليبيا؟". (صحيح أن المنتخب الوطني كسب مواجهة العودة، لكن أيّ فوز هذا المسجّل بملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء المغربية؟) تساءل ابن مدينة العفرون مضيفا: (لم يقنعني أداء المنتخب الوطني، وتوقّعت أن تنتهي المباراة بالتعادل أو بخسارة الجزائر، لكن هدف سوداني أنقذ ماء وجه المنتخب الوطني، لكن يجب أن نقرّ بأن هناك نقائصا لا تعدّ ولا تحصى سجّلت في هذه المباراة. زد على ذلك أننا واجهنا في نظري الخاص منتخبا ضعيفا جدّا، لم يقدّم أيّ شيء لذا علينا ألا نغترّ بالفوز. فالفوز على ليبيا ليس معيارا حقيقيا لنقول إن منتخبنا الوطني بخير، فهناك نقائص عديدة يجب على النّاخب الوطني إعادة النّظر فيها وإيجاد حلول لها قبل أن يقع الفاس على الرّأس، فإذا بقيت الأمور على حالها فأظنّ أن المنتخب الوطني مقبل على نتائج وخيمة حين يواجه أقوى منتخبات القارّة السمراء في نهائيات كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا). جحمون وعلى غرار بلومي، طالب اللاّعبين الجزائريين بتوخّي الحذر في مواجهة العودة، (فلا يمكن أن يقول المهاجم السابق لفرق اتحاد البليدة وشباب لبلوزداد مولودية العاصمة وأولمبي المدية إنه كسب ورقة التأهّل إلى جنوب إفريقيا طالما أن هناك مباراة متبقّية، فكلّ شيء يبقى واردا، لذا أنصح اللاّعبين بدخول مباراة العودة بكلّ جدّ، وأن ينسوا نتيجة الذهاب بفوزهم بها بهدف لصفر).