قصة نجاح قد تنتهي قريبا ** لحظات فارقة تاريخية عاشها ملك افايسبوك مارك زوكربيرغ خلال الأسابيع الفارطة من خلال فصيحة كبرى عزت عرض الفايسبوك الذي تربع طويلا على راس وسائل التواصل الاجتماعي. ق.د/وكالات مارك زوكربيرغ المولود في عام 1984 في نيويورك لأسرة يهودية متعلمة يعود أصلها إلى فنلندا والده كان طبيبا للأسنان ووالدته طبيبة نفسية يستطيع القراءة والكتابة بخمس لغات هي: الإنجليزية والعبرية والفرنسية واللاتينية واليونانية القديمة. عرف اهتمامه بالكمبيوتر منذ طفولته المبكرة وخاصة وسائل الاتصال والألعاب. حيث قام بتطوير العديد من الألعاب والبرامج كان أولها برنامج للتواصل أطلق عليه اسم Zucknet والذي قام والده باستخدامه في العيادة بحيث تستطيع الممرضة التواصل مع والده بدون الحاجة لأن تغادر مكتبها لإعلامه بوجود مريض في غرفة الانتظار واستخدمت العائلة نفس البرنامج في المنزل للتواصل بين أفرادها. وأنشأ مشغل موسيقى يدعى الوصلة العصبية Synapse لمعرفة عادات المستخدم في الاستماع للموسيقى وحاولت شركتا مايكروسوفت و إيه أو إل شراء الوصلة العصبية وأن توظف زوكربيرغ لديها لكنه رفض وفضل تحميلها بالمجان. التحق زوكربيرغ في عام 2002 بجامعة هارفارد وبدأ بتطوير عدة برامج في الجامعة حيث طور برنامجا يسمى كورس ماتش يساعد الطلاب على اختيار صفوفهم بناء على اختيارات الطلاب المتميزين السابقين في الجامعة. وطور برنامجا آخر خاص بشبكة هارفارد وهو برنامج Facemash ووظيفة هذا البرنامج مقارنة صور الطلبة وإتاحة التصويت عليها بناء على جاذبية صاحب أو صاحبة الصورة وزادت شهرة Facemash في الجامعة بصورة كبيرة إلى أن تم إلغاؤه من قبل إدارة الجامعة لأسباب تأديبية. شهرة Facemash دفعت ثلاثة من زملاء مارك في الجامعة إلى الاتصال به وإطلاعه على فكرة تطوير موقع يسمى Harvard Connection لكن مارك وزملاء آخرين كان لهم رأي آخر وقاموا بتطوير موقع للتواصل الاجتماعي يسمح للمستخدمين بتصميم صفحاتهم الشخصية وتحميل صورهم والتواصل مع الآخرين في موقع أطلق عليه اسم The Facebook . في عام 2004 كرس مارك وقته وجهوده لتطوير الموقع الذي تجاوز عدد متابعيه في ذلك الحين المليون. في عام 2005 تلقى مارك دعما ماليا قويا على شكل استثمار بقيمة 12 مليون دولار من شركة Accel Partners لتوسيع فيسبوك ليتضمن طلاب الجامعات والمدارس الثانوية وارتفع بذلك عدد مستخدميه إلى 5.5 مليون. وفي عام 2006 واجه مارك مشاكل قانونية مع زملائه أصحاب فكرة Harvard Connection باتهامهم إياه بسرقة فكرتهم وتطبيقها على فيسبوك لكنه أنكر ذلك إلا أنه في مرحلة لاحقة دفع مبلغ 65 مليون دولار بعد الاطلاع على البيانات والأوراق الخاصة بذلك ولا تزال القضية قائمة حتى الآن بعد أن رفض رفاقه السابقون التعويض. مجلة تايم في مقال سابق رأت أن مارك ساهم من خلال موقع فيسبوك في تغيير حياة مئات ملايين البشر والمجتمع بالكامل. وقالت المجلة إن فيسبوك ساهم في ربط الناس بعضهم ببعض. وأضاف أن فيسبوك ساهم في خلق نظام جديد لتبادل المعلومات وغير حياتنا كلها . ولم تكن حياة مارك المهنية مستقرة دائما فقد واجه معضلة شخصية في عام 2009 عندما نشر الكاتب الأمريكي بن مزريتش كتابا بعنوان ملياردير بالصدفة يقوم فيه الكاتب بنقد مارك بشدة وقد تحول هذا الكتاب إلى فيلم سينمائي حمل اسم The Social Network . ويسرد الفيلم كل التقلبات النفسية والاجتماعية التي مر بها مارك بعد تطوير الموقع وقام بدور مارك النجم الشاب جيسي آيزينبيرغ.. وبالطبع فإن الفيلم لم يعجب مارك بسبب الصورة التي رسمت له على أنه الشخص الذي أنشأ فيسبوك فقط ليكسب الوجاهة الاجتماعية . ومنذ اللحظة التي دخل فيها مارك زوكربيرغ إلى ساحات الرأي العام في عام 2003 نجد أن عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك اعتذر أكثر من مرة للمستخدمين طوال تاريخه خاصة بعد الفضيحة الأخيرة لشركة كامبريدج أنالتيكا للاستشارات السياسية البريطانية والتي عملت لصالح حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتسببت في تسريب بيانات 87 مليون مستخدم من الناخبين الأمريكيين وذلك بهدف التأثير على خياراتهم في صناديق الاقتراع. ومع تقديم مارك للاعتذار للمرة الأولى بشكل رسمي أمام الكونغرس الأمريكي بشأن الفضيحة الأخيرة حول تسريب بيانات المستخدمين وخلال جلسة ضمت 44 من أعضاء مجلس الشيوخ من لجنتين مختلفتين فقد ردد مارك مرارا وتكرارا قول آسف . محللون ماليون أكدوا أن الوقت ملائم الآن لشراء أسهم فيسبوك لأنها رخيصة وفقا لما أفادوا إضافة إلى أنهم توقعوا أن أسهم المنصة الاجتماعية الأشهر التي تواجه العديد من الأزمات هذه الفترة سوف تتخطى توقعات المحللين في المكاسب الفصلية المحددة لها. وأطلق نشطاء حملة لإصلاح فيسبوك عقب الفضيحة التي تعرضت لها مؤخرا وكانت فيسبوك أعلنت أن المعلومات الخاصة بما يصل إلى 87 مليون مستخدم ربما تكون تعرضت للمشاركة بطريقة غير قانونية مع شركة كامبريدج أناليتكا وهو ما وصفته بأنه استخدام سيئ فيما أرجعه مراقبون إلى وجود علة في فيسبوك . ومن المرجح أن تتخذ القضية منحى تصعيديا ليصبح مصير مارك على رأس مجلس إدارة شركة فيسبوك مهددا. لكن عزل مارك من منصب رئيس مجلس إدارة شركة فيسبوك أمر صعب خاصة أنه يملك أكبر حصة من الأسهم في الشركة. بعبارة أخرى سيظل مارك زوكربيرغ في منصبه حتى في حال إجماع كل أعضاء مجلس الإدارة على إقالته في حين أن تقديم استقالته يبقى الطريقة الوحيدة للتخلص من زوكربيرغ لكنه لن يفعل فكلمة آسف تكفي.