اعترف الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك للتواصل الاجتماعي مارك زوكربيرغ بارتكاب الشركة لأخطاء على خلفية فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" وما رافقها من تسريب بيانات 50 مليون مستخدم. واعتبر زوكربيرغ أنّ الشركة ارتكبت أخطاء فتحت المجال لوصول بيانات المستخدمين إلى "كامبريدج أناليتيكا"، مضيفا أنّ هناك أمور كثيرة ينبغي عملها والتحرك لتنفيذها. وفي أول تعليقات له منذ أن كشفت الشركة يوم الجمعة عن إساءة استخدام بيانات شخصية، قال زوكربيرغ على فيسبوك: "إن الشركة ارتكبت أخطاء، ويوجد أمور كثيرة ينبغي عملها، وعلينا أن نتحرك وننفذها". وتعرضت شركة فيسبوك لهزة هذا الأسبوع بعد أن كشف أحد المطلعين على الأمر أن مؤسسة "كامبريدج أناليتيكا" الاستشارية، ومقرها بريطانيا والتي تعاقد معها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جمعت بشكل غير ملائم بيانات 50 مليون مستخدم على فيسبوك بهدف التأثير على الرأي العام. وكانت شركة فيسبوك قالت إن باحث علم النفس الأكاديمي ألكسندر كوجان جمع البيانات. فضيحة تسريب بيانات 50 مليون مستخدم جعلت شركة فيسبوك تمرّ بأصعب فترة منذ إنشائها في العام 2004، فهي متهمة بالتوّرط في استغلال سياسي لبيانات مستخدميها، وهي مسألة لا تتوقف على الاتهامات باستخدام بيانات المستخدمين للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية فحسب، وإنما تفتح النقاش من جديد حول مدى احترام شركة فيسبوك لخصوصية مستخدميه، ومدى إمكانية وصول بياناتهم إلى جهات سياسية، ممّا يتجاوز انتهاك الخصوصية، ويصل إلى خلق أشكال جديدة من الرقابة وترويج الدعاية المضلّلة. وبالتزامن مع فضيحة اختراق بيانات مستخدمي فيسبوك سجل الملياردير مارك زوكربيرغ خسائر بحوالى سبعة مليارات دولار الثلاثاء. ولا تزال أزمة اختراق البيانات في موقع التواصل الشهير تحتل مساحة كبيرة في الأسواق العالمية، حيث طالب البرلمان البريطاني بشهادة زوكربيرغ حول كيفية تعامل الشركة الأميركية مع الأزمة. وأشارت صحف بريطانية على رأسها صحيفة "التايمز" إلى أنّ مؤسسة "كامبريدج أناليتيكا" قريبة من حزب المحافظين البريطاني الحاكم، وأنّ للمؤسسة مكاتب في لندن وواشنطن ونيويورك ومن بين مؤسسيها المستشار السابق لدونالد ترامب ستيف بانون. كما تمت دعوة مارك زوكربيرغ للإدلاء بشهادته أمام البرلمان الأوربي الذي من المقرر أن يجري تحقيقا فيما أسماه بالانتهاك غير المقبول للحق في سرية المعلومات. وأفادت عدة تقارير مؤخرا عن تورط فيسبوك في مساعدة شركة "كامبريدج أناليتيكا" للحصول على بيانات نحو 50 مليون مستخدم للتطبيق. وتعمل مؤسسة "كامبريدج أناليتيكا"، وهي مؤسسة استشارية على تقييم بيانات المستخدمين على مواقع على غرار فيسبوك تصدر على إثرها ملفات نفسية، وقد تمّ التعرف قبل سنة على هذه الشركة في الرأي العام عندما عُلم أن فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب كلف المؤسسة للدعاية لصالح الرئيس الأميركي.