بقلم: وليد بوعديلة -الجزء الثاني والأخير- *المجتمع وقضايا التطرف و الهوية يدرس الشيخ الأستاذ محمد مكركب كثيرا مسائل التطرف الفكري وهو حريص على الدفاع عن الهوية الجزائرية والمرجعية الدينية و الوطنية وقد قرأنا هذا الوعي الديني الوطني في كتابات كثيرة لهن من بنها على سبيل المثال: -مقال فاتحة امل وتفاؤل في زمن الصراع و التطاول -البصائر عدد700-أفريل 2014. - مقال مفهوم التغيير في منهجية الإصلاح و التجديد -البصائر عدد708-جوان2014. -مقال: مفهوم الهوية ووحدة الامة الإسلامية -البصائر عدد721-سبتمبر 2014. -مقال علاج التطرف الفكري وحماية الشباب من الغلو العقدي والغلو السياسي -جريدة البصائر عدد818-أوت 2016. و هناك عشرات الدراسات المهمة التي كتبها الشيخ محمد عن قضايا التطرف الديني والفكري ووعي الإقصاء الذي يسود المجتمعات المسلمة وتهديداتها الداخلية بل وتهديداتها للدول الغربية عبر العمليات الإرهابية المتعددة في قلب العواصم الأوربية وهو ما يشوه الإسلام ويحدث الاسلاموفوبيا في الغرب. ويقترح الشيخ محمد مكركب الكثير من الأدلة والنصوص التي توجه طريقة تفكير الشاب المسلمين بعيدا عن التطرف و الإرهاب وقريبا من التسامح والوسطية و الاعتدال ففي مقاله علاج التطرف الفكري... يعرف التطرف و الغلو ثم يتوقف عند أنواع التطرف واخطر أنواعه يقول: التطرف أنواع: تطرف سياسي وتطرف أخلاقي وتطرف عقدي وتطرف فكري وتطرف تعبدي وتطرف اقتصادي وتطرف إعلامي واخطر أنواع التطرف تطرفان: التطرف السياسي وهم المتطرفون بالاستبداد فطغوا وتجبروا حتى سقطوا في سياسة فرعون...و التطرف العقدي وهم المتطرفون بالغلو في الدين فتشددوا وتنطعوا حتى كفروا المؤمنين و بدّعوا المسلمين . إن المقال طويل/ مهم في مجاله الفكري السياسي والكاتب لا يكتفي بالتنظير بل يبحث عن الحلول وندعو القراء إلى البحث عن المقال وقراءته و قد تتفضل جريدة البصائر بإعادة نشره لأهميته المجتمعية السياسية . ويقول في مقاله مفهوم الهوية و وحدة الأمة الإسلامية بأن الهوية عامل تعايش وتوافق و انسجام وليس عامل خلاف وتفرق وانفصام ويحدد خصائص هوية الانتماء لجماعة الأمة الإسلامية في جملة من الثوابت هي: 1-العمل بالقرآن الكريم 2- العمل بالسنة النبوية 3- ما أجمعت عليه الأمة من خلال علمائها. وقد تختلف بعض الأقلام مع كتابات الأستاذ محمد مكركب والأمر وارد لأن المرجعيات الفكرية الثقافية تتباين في المجتمع الواحد لكن النقاش والجدال يجب أن يكون معرفيا وبرهانيا وان يتجاوز التهديد و الإقصاء مع العلم أن من يقرأ مقالات الشيخ محمد مكركب في البصائر سيستمع لصوت الحكمة و سيشاهد ملامح مجتمع جزائري وعربي متقدم متطور ناهضن في ظل هويته الدينية ومرجعيته الوطنية... في الختام تحتاج مقالات الشيخ محمد مكركب إلى تأملات بحثية أكاديمية وعلى الطلبة الجامعيين ان يلتفتوا إلى هذا الصوت الدعوي والفكري و الثقافي الجزائري فهذا الاسم لم يبرز إماما منبريا وفقيه دينيا فقطن وإنما برز كاتبا وأديبا كذلك. لقد أسهمت صفحات جريدة البصائر المحترمة في كشف الوجه الآخر للشيخ محمد مكركب إنه وجه الأديب الفنان الذي يذكر القارئ بأسلوب صادق الرافعي الراقي ووجه الداعية المتسامح الذي يذكر المجتمع بحكمة وهدوء الشيح محمد الغزالي. ولست ادري لماذا لم ينتبه الباحثون الجزائريون في الأدب واللغة والسياسة والدين و الاجتماع و التربية لكتابات الكاتب/الداعية محمد مكركب؟؟ قد لا نلوم الطلبة بقدر لوم أساتذتهم الذين يرسلونهم لدراسة أسماء من الشرق والغرب دون الالتفات لأقلام متميزة في جريدة البصائر؟؟ و يمكن للقارئ ان يتتبع- في مقالات محمد مكركب- معجما لغويا يمتد لحقول دلالية عن:المصالحة التغيير التكافل الوطنية الحجة العقلية الوحدة الوطنية الأسرة المسلمة الفرد الإيجابي السلطة الشباب الفعال ... كما يجد القاري للمقالات خصوصية بلاغية تبليغية عند الشيخ مكركب تميزه عن غيره وهي تخيّله لقارئ أو صاحب يحاوره داخل المقالات فيجيبه عن الأسئلة ويتواصل معه بين الألفاظ والتراكيب او بين الأفكار والمواقف. وقد تكون قناعات هذا القارئ /الصاحب مغايرة لقناعات الشيخ فتكون الفرصة لتقديم مقال سجالي/ جدالي . أدعوا من هذا المنبر جميع الطلبة و الباحثين في كليات الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية وعلوم الشريعة و الحضارة لدراسة مقالات الشيخ محمد مكركب المنشورة على صفحات البصائر بأدوات منهجية متعددة لانها تستحق وقفات علمية مطولة لتكشف كاتبا جزائريا جمع بين العمق الفكري و التعبير اللغوي الناضج.