وجه الداعية الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نداء إلى القادة العرب المشاركين في القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في مدينة سرت الليبية، أمس السبت، نصحهم بسحب مبادرة السلام العربية ودعا لإيقاظ المقاومة ضد إسرائيل، معتبراً أن وقفها خطأ أكبر أضعف كفة المفاوضات مع إسرائيل. وذكر أن من يفاوض بلا أوراق ترجح كفته لا يحصل على حق مغتصب. ونقلت صحيفة ”العرب” القطرية عن القرضاوي قوله في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: ”يا أيها القادة العرب اتقوا الله في كرامتكم وأمتكم وشعوبكم، آن لكم أن تنفضوا الهزل الذي لم يجلب لنا شيئاً”. ولفت إلى أن الرؤساء والأمراء والملوك حملهم الله مسؤولية الأمة، فليحملوها بحق وكل راعٍ مسؤول عن رعيته، وأن الله تبارك وتعالى سائل كل راعٍ عمن استرعاه. وخاطب القادة، قائلاً: ”حضروا لله جواباً إذا سألكم ماذا فعلتم في قضايا الأمة خصوصاً قضية فلسطين”. وأوضح أنه يوجه النصيحة عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ”الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله، قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم”، مشيراً إلى أن أئمة المسلمين هم قادتهم ورؤساؤهم، ومن حقنا أن ننصحهم فليس هناك إنسان أكبر من أن يُنصح، ومبيناً أن التواصي بالحق والصبر من صفات المؤمنين. وذكر أن قضية فلسطين طال عليها الأمد وأصبحت فريسة لإسرائيل التي تعبث بالفلسطينيين ولا تُبالي بهم، تطلب أن تجتمع بهم لتفرض شروطها عليهم لا لتعطيهم حقوقهم. وأشار إلى تعنت إسرائيل ورفضها طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقف الاستيطان. ونبه إلى خطورة استمرار الاستيطان الإسرائيلي الذي يتوسع ويأكل القدس وما حولها وينتشر في الضفة الغربية. وحذّر من تعاظم شوكة المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين. وأدان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قيام بعض المستوطنين الإسرائيليين بالاعتداء على مسجد قرية ”بيت فجار” جنوبي مدينة بيت لحم في الضفة الغربيةالمحتلة، معتبراً هذه المحاولة الآثمة خرقاً لاتفاقية جنيف والقانون الدولي. وقال إن تدنيس المسجد وحرق المصاحف والكتب الدينية الإسلامية فيه وكتابة شعارات عنصرية على جدرانه اعتداء سافر على حرية العبادة وحرمة المقدسات. وانتقد القرضاوي الصمت العربي تجاه ما يحدث للفلسطينيين، متسائلا: إلى متى يستمر الصمت؟ وأبدى شكوكه في أن تكون الدول العربية الصامتة المستسلمة لإسرائيل سليلة الفاتحين الأبطال أحفاد عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي. وأبدى حزنه ممن يظنون أن استقلال الأوطان يأتي صدقة من الغاصبين. وأكد أن وقائع التاريخ وسنن الحياة تذكرنا بأن استرجاع الأرض المغتصبة لا يأتي إلا بالقوة. وذكر أن الإسرائيليين لن يتنازلوا عن أرض محتلة لأنهم أشحّ وأبخل الناس و”أحرص الناس على حياة” كما وصفهم القرآن. وقال إن أمريكا تسوقنا للتفاوض مع إسرائيل سوقاً، ولم نحصل من الجري وراء السلام لا صغيرة ولا كبيرة.