وحشية بلا حدود ضد الأبرياء ** *حماس: الاحتلال لا يفهم لغة السلمية وسيدفع ثمن جرائمه ارتكب الاحتلال مجزرة دامية ضد المتظاهرين الفلسطينيين عند نقاط التماس شرقي قطاع غزة بالتزامن مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والذكرى السبعين لنكبة فلسطين في حين قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن من بين الإصابات 225 طفلا و79 سيدة. ق.د/وكالات 70 عاما و النكبة مستمرة صادف ذكرى مرور 70 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني نكبتان جديدتان تمثلت الأولى في نقل السفارة الأميركية إلى القدس في وقت قتل فيه قرابة عشرات الفلسطينيين وجرح المئات على الحدود مع قطاع غزة. وطغت الأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة الاثنين على ذكرى النكبة السبعين بعدما قتلت قوات الإحتلال قرابة 60 فلسطينيا وجرح نحو 2770 آخرين ممن كانوا يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في فعاليات مسيرة العودة . ولم تتوقف جنازات الشهداء في شوارع قطاع غزة بعد يوم دام استشهد فيه 60 فلسطينياً وأصيب 2771 آخرون بجراح مختلفة ولا تزال الأعداد مرشحة للزيادة في ظل المعطيات عن عشرات المصابين بجراح خطرة في المستشفيات. ولوحظ تركيز القناصة المنتشرين على طول السياج الحدودي على إصابة المتظاهرين إصابات قاتلة وإصابات تؤدي إلى الشلل أو الإعاقة أو البتر. ويتواصل تشييع الشهداء منذ الإثنين وسط حالة من الحزن والحداد التي ضربت القطاع المُحاصر إذ بدت الشوارع خاوية سوى من بعض السيارات والمارة وامتزج الحزن بحالة من الغضب والحداد والإضراب التجاري والمؤسساتي. وشاركت كل محافظات قطاع غزة بتشييع جثامين شهدائها الذين ارتقوا خلال هَبّة العبور التي تزامنت مع ذكرى النكبة السبعين لتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم عام 1948 على أيدي قوات الاحتلال والتي جاءت كذلك متممة لمسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من شهر مارس الماضي. استنكار دولي واستنكرت دول غربية وعربية التصعيد الذي يشهده قطاع غزة والذي أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى بينما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين تنكيس الأعلام لمدة 3 أيام والإضراب العام في الأراضي الفلسطينية حدادا على مقتل عشرات الفلسطينيين. وذكرى النكبة التي تصادف الخامس عشر من ماي كل عام هو يوم إحياء الذكرى السنوية لمأساة الشعب الفلسطيني حيث يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية و تهجير ورغم أن التشريد والتهجير بدأ قبل إعلان قيام الكيان فإن الحرب عام 1948 أدت إلى نزوح داخلي وخارجي واسع النطاق حيث تم تهجير أكثر من 700 ألف فلسطيني فضلاً عن تدمير مئات من القرى الفلسطينية. ويتوزع الفلسطينيون الذين يزيد عددهم حاليا على 12 مليون نسمة بين الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) فضلا عن الفلسطينيين الذين ظلوا داخل الخط الأخضر. وعادة ما ينظم الفلسطينيون في ذكرى النكبة فعاليات وتظاهرات في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وفي كل أنحاء العالم وتتحول هذه الفعاليات في بعض الأحيان إلى اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة. شهداء النكبة واستشهد الاثنين ما لا يقل عن 60 فلسطينيا -بينهم ثمانية أطفال- بالرصاص الحي وهو أكبر عدد من الشهداء في يوم واحد منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 مارس الماضي. وتحدث جيش الاحتلال عن قتل ثلاثة فلسطينيين قال إنهم كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة على الحدود في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة. وبسبب كثرة المصابين ناشدت وزارة الصحة في غزة السلطات المصرية إمداد المستشفيات بالأدوية والمستلزمات الطبية. كما وجه وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد نداء عاجلا إلى دول العالم ومنظماته للعمل على إيقاف المجزرة التي تقترفها دولة الاحتلال ضد المتظاهرين العزل على الشريط الحدودي لقطاع غزة. وطالب الوزير عواد منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة بالعمل على كبح جماح آلة القتل قتل جماعي وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين قد احتشدوا الاثنين على الحدود -خاصة شرقي غزة- في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وفي إطار ما سمي يوم العبور . ووقعت مواجهات في بعض النقاط عندما حاول شبان فلسطينيون اختراق السياج الحدودي. ورد جنود الاحتلال بقنص المتظاهرين بالرصاص الحي مما أسفر عن عدد كبير من الإصابات وقالت المصادرّ إن قوات الاحتلال كانت لديها تعليمات بمواجهة المحتجين بالرصاص الحي لمنعهم من عبور الحدود. وبالتزامن قصف الطيران موقعا لكتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- شمالي قطاع غزة. ولاحقا قال جيش الإحتلال إن طائراته قصفت خمسة مواقع في معسكر للتدريب شمالي القطاع. وكانت طائرات مسيّرة قد ألقت قنابل حارقة على خيام العودة في عدد من نقاط التماس المتاخمة للسياج الحدودي شرقي قطاع غزة. وقبل ذلك ألقت طائرات الاحتلال للمرة الثانية خلال ساعات منشورات دعائية على قطاع غزة تضمنت تحذيرا للفلسطينيين من مغبة الاقتراب من الحدود وتحريضا على حركة حماس. وفي الضفة الغربية قمعت قوات الاحتلال مسيرات خرجت عند معبر قلنديا شمال القدسالمحتلة. نضال مستمر ورغم المجزرة التي استهدفت مليونية العودة فقد أكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أن المسيرات ستتواصل حتى يستعيد الفلسطينيون حقوقهم. وبالتزامن قالت حركة حماس إن القتل والإرهاب اللذين يمارسهما جيش الاحتلال بحق المتظاهرين العزل على الحدود الشرقية لقطاع غزة تجرؤ خطير على الدم الفلسطيني وحمل الناطق باسم الحركة فوزي برهوم الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات القتل على حدود غزة. واعتبر برهوم أن التجرؤ ا على الدم الفلسطيني ما كان ليحصل لولا المواقف والقرارات الأميركية الداعمة للاحتلال والصمت الإقليمي والدولي على جرائمه. من جهتها أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية إضرابا عاما في الأراضي الفلسطينية أمس الثلاثاء حدادا على الشهداء في غزة. حماس: الاحتلال لا يفهم لغة السلمية وسيدفع ثمن جرائمه في السياق شددت حركة حماس على أن صبر فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام لن يطول على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية خلال مؤتمر صحفي عقده شرق مدينة غزة إن فصائل المقاومة تتابع المسيرات السلمية وتدعمها مستدركا قوله: لكن الاحتلال أثبت أنه لا يفهم السلمية ولا الشعبية وكان رده على هذه السلمية بالدماء والأشلاء . وتابع الحية قائلا: دماء الشهداء ستكون لعنة على الاحتلال وأعوانه معتبرا دماءهم غسلت عار التطبيع محملا في الوقت ذاته الإدارة الأمريكية كل تبعات قرارها حول نقل السفارة وما نتج عنه من جريمة بحق شعبنا في غزة . وأكد أن الشعب خرج منتفضا لرفض صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدسالمحتلة وكذلك رفضا لمشاريع التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية معربا عن دعم حماس لكل ما ورد في بيان الهيئة الوطنية لمسيرة العودة. وحول ما نشر عن مبادرات تقدمت بها مصر مقابل وقف المسيرة نفى الحية هذه الأنباء قائلا: لم تقدم لنا مصر مبادرات وكان لقاؤنا الأخير للتشاور فيما يدور في المنطقة وحشد الدعم للشعب الفلسطيني .