لم تمر ذكرى النكبة دون أن تسجل العديد من الأحداث الدامية سواء بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة أو بالجولان المحتل وحتى في لبنان أسفرت عن سقوط شهداء وعديد الجرحى في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين إثر مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية. وكانت اعنف هذه المواجهات تلك التي أدت إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 71 آخرين عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل عندما أقدمت قوات الاحتلال على إطلاق النار ضد آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا للتظاهر في الجانب اللبناني لإحياء ذكرى نكبتهم. ورفع المتظاهرون شعارات كتب عليها ''مسيرة من اجل العودة إلى فلسطين'' وهم في طريقهم إلى الحدود مع إسرائيل مما دفع بالجيش اللبناني إلى إطلاق الرصاص في الهواء من اجل تفريقهم لكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة مسيرتهم باتجاه الحدود مع إسرائيل. كما قتل شخص على الأقل وأصيب آخرون اثر قمع قوات الاحتلال متظاهرين فلسطينيين قدموا من سوريا ودخلوا هضبة الجولان المحتلة. وقال سكان مدينة مجال شمس بالجولان أن العديد من الفلسطينيين نجحوا في الدخول إلى المنطقة بعد أن تمكنوا من اجتياز السياج الحدودي والمرور على حقول كانت ملغمة سابقا ليجدوا رصاص الجيش الإسرائيلي في استقبالهم. وتعد هذه الحادثة الأعنف من نوعها منذ عدة سنوات بمنطقة الجولان المحتلة والتي تعيش عموما على وقع هدوء منذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين سوريا وإسرائيل عام .1974 ويعتبر هؤلاء الشهداء من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا هم وآبائهم قبل 63 عاما عنوة من بيوتهم وقراهم دليل على إصرار هم على العودة إلى أرضهم ووطنهم. ونفس المشهد عاشته الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بحيث تحدى ما لا يقل عن ألف متظاهر فلسطيني رصاص قوات الاحتلال وواصلوا مسيرتهم باتجاه معبر ''ايريز'' الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل. ولم يتوان الجنود الإسرائيليين كعادتهم في إطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من 50 شخصا. وأصيب ما لا يقل عن 17 آخرين في مواجهات عنيفة بين فلسطينيين رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة وردت هذه الأخيرة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بالقرب من الحاجز الأمني ''قلندية'' الواقع على مشارف مدينة القدسالمحتلة وبمدينة الخليل بالضفة الغربية. وبذلك يكون الفلسطينيون احيوا الذكرى ال63 لنكبتهم هذا العام بسقوط المزيد من الشهداء حيث استقبلوها بمراسيم دفن المراهق الفلسطيني الذي استشهد يوم الجمعة الأخير بمدينة سلوان بالقدسالمحتلة وهو لم يتعد سن 16 من العمر، بينما تم اعتقال ما لا يقل عن 60 فلسطينيا منذ الجمعة. وكانت إسرائيل عمدت خلال اليومين الماضيين إلى نشر تعزيزات أمنية كبيرة بكامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة تحسبا لأي طارئ. وفرضت إجراءات مشددة في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة في مسعى لمنع الفلسطينيين من تنظيم مظاهرات أو مسيرات إحياء لهذه المناسبة الأليمة التي وقعت شهادة ميلاد كيان يهودي على أنقاض فلسطينالمحتلة. وفي ذكرى يوم النكبة استرجع اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم بلبنان الذكريات الأليمة التي حلت بهم عام 1948 بإخراجهم عنوة من ديارهم على أيدي العصابات الإسرائيلية المسلحة التي قتلت وهجرت الفلسطينيين ودمرت وخربت منازلهم وقراهم. وقد نظموا في مخيماتهم مسيرات واعتصامات ومهرجانات شعبية أكدوا خلالها على تمسكهم بقرارات الشرعية الدولية وبحقهم بالعودة إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وكان العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ومواطنون أردنيون قد احتشدوا يوم الجمعة في بلدة ''الكرامة'' القريبة من الحدود الأردنية-الفلسطينية إحياء لهذه الذكرى. كما شهدت العديد من العواصم العربية والأوروبية مسيرات واعتصامات حاشدة لتذكر العالم أجمع بمأساة الشعب الفلسطيني الذي بدأت في 15 ماي من عام 1948 عندما سمح العالم بقيام دولة إسرائيل على أنقاض وأراض شعب تم تهجيره قسرا منها وتشتيته في كافة بقاع العالم ولتأكد على حق العودة باعتباره حقا ''لا يقبل المساومة''.