تبعد بلدية الحوامد عن ولاية المسيلة ب 80 كلم، وهي بلدية ذات طابع فلاحي ورعوي ولها تاريخ ضارب في ثورة التحرير وما قبلها، فهي منطقة معروفة بجهاد أبنائها المستميت ضد العدوان الغاشم، بها إمكانات طبيعية من أرض خصبة شاسعة ومياه جوفية وفيرة جدا، إلا أن هذه المنطقة مازال سكانها يعانون في صمت منذ سنوات. وتفتقر بعض أحيائها ومداشرها للعديد من المرافق والمتطلبات الضرورية في مختلف القطاعات. ووجهوا مراسلة تسلمت »أخبار اليوم« نسخة منها، طالبوا فيها مسؤول الهيئة التنفيذية بالتدخل العاجل لحل المشاكل التي تتخبط فيها البلدية. تُعد أراضي بلدية الحوامد أرضا خصبة وجيدة للفلاحة والرعي، لأنها منطقة فلاحية هامة جدا في ولاية المسيلة، وحققت إنتاجا وفيرا في ما يتعلق بالخضر والفواكه والحبوب بشتى أنواعها، لكن أغلب السكان بالبلدية يعانون كثيرا من مشكل الطاقة الكهربائية، حيث لاتزال تُفتقد في الكثير من المداشر والتجمعات السكانية التابعة للبلدية، ما اضطرهم إلى استعمال مولدات كهربائية تعمل بالمازوت لضخ المياه التي تُستعمل في السقي، حيث تكلف مبالغ باهظة بالنسبة لمادة المازوت، قد تصل الفاتورة في أدنى مستوياتها شهريا إلى 40 ألف دج. »أخبار اليوم« وقفت ميدانيا على بعض المشاكل لتشخيصها عن قرب، خاصة في ما يتعلق بالقطاع الفلاحي وقطاعات أخرى. وأكد لنا بعض الفلاحين أن بلديتهم بمختلف تجمعاتها إن أولت الدولة لها العناية اللازمة مستقبلا فستصبح منطقة »متيجة« الفلاحية بعاصمة الحضنة، لذا ألح الكثيرون منهم على مطالبهم المتعلقة بالكهرباء الريفية والبناء الريفي، الذي مازلت بعض المناطق بالبلدية لم تكتف منه. كما طالبوا بشق مسالك في مختلف الأراضي الفلاحية، بهدف تسهيل حركة التنقل بين المستثمرات والأراضي الفلاحية المنتشرة بتراب البلدية. المنطقة باردة تحتاج إلى الغاز يذكر السكان في هذا الإطار ل »أخبار اليوم« بأن منطقتهم تعاني كثيرا في فصل الشتاء من البرودة التي جعلتهم يعانون كثيرا فيها، ومعاناة مستمرة مع غاز البوتان وما يترتب عن ذلك من مشاق لهم لجلب هذه المادة الحيوية والضرورية، فهم يعانون عند ندرة الغاز، ويشيرون إلى أن المسافة الفاصلة بينهم وبين أنبوب الغاز المتواجد ببوسعادة لا تزيد عن 08 كلم، وبالتالي يريدون أن ينالهم الحظ ضمن البرامج التنموية القادمة، خاصة وأن البرنامج الوطني الأخير مس عشرات البلديات بالولاية، لذلك فقد توجهوا بندائهم إلى والي الولاية من أجل تسريع استفادتهم من هذه المادة الحيوية. من جهته، رئيس البلدية ضم صوته لأصوات مواطنيه للتكفل بأولويات المواطن. ثانوية بالبلدية مطلبٌ أكثر من ضروري يتمدرس بالطور الثانوي بالحوامد حوالي 400 تلميذ وتلميذة، ويتنقلون بشكل يومي من بلدية الحوامد باتجاه المؤسسات التربوية الثانوية بمدينة بوسعادة، لتلقّي العلم وتحصيل الدروس والمعرفة بمختلف الثانويات المتواجدة في بوسعادة على بعد 12 كلم. وحسب جمعية أولياء التلاميذ بالمنطقة فقد أصبح السفر والتنقل اليومي وبدون انقطاع لأبنائهم وبناتهم، يشكل هاجسا لهم، حيث يذكرون في الرسالة الموجهة للمسؤولين بأن أبناءهم يدرسون في ظروف مزرية للغاية، مذكرين بعامل بعد المسافة وعامل الفقر الذي يعيشه أغلب التلاميذ، الذي لا يساعد هؤلاء على التحصيل الجيد للعلم، لذا فمطلبهم الرئيس في هذا المجال هو التعجيل ببناء ثانوية تخفف عناء سفر أبنائهم وبناتهم. العيادة موجودة والتجهيز دون مستوى الطلب! رغم ما رُصد لقطاع الصحة بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة من آمال للنهوض به، إلا أن هناك مشاكل عدة يتخبط فيها القطاع، حيث وصفه بعض المواطنين بالمريض فهو - حسبهم - يحتاج لعناية أكبر واهتمام إضافي من طرف القائمين عليه، وذلك بتدعيم العيادة الوحيدة المتواجدة بالبلدية بتجهيزات وأجهزة تجعلها أكثر وظيفية. ويشيرون إلى أن هذه المؤسسة الاستشفائية أُنجزت منذ سنوات، وشهدت عمليات ترميم، وتحتاج إلى توفير الأجهزة، خاصة بالمخبر وقاعة الولادة، وتدعيمها بالعنصر البشري المتخصص وكذا قاعة الاستعجالات. كما طالبوا بترميم العيادة متعددة الخدمات المتواجدة بالرمانة الظهراوية، التي أكدوا أنها في حالة انهيار متقدم على حد قولهم، والتي تعاني كثيرا عند تساقط الأمطار من التسربات، التي كثيرا ما تُحدث أضرارا بالغة وتصدعات بجدرانها.