بقلم: قرار المسعود لقد دامت أربعين سنة من الانتظار كنت كلما أتجهز لهذه السفرية لم أجد نفسي مهيأة لها وكنت أخاطب نفسي وأستخبرها من حين لآخر فلم أجدها على أتم الاستعداد للتوبة النصوحة والتقوى المبينة والمطمئنة لهذه السفرية وغير متأكدة تماما من عدم الرجوع الى المعاصي والذنوب من بعدها. حتى طال الزمن عليها فلمست منها الخضوع للسيطرة بدرجة ترجحها الى التقوى تدريجيا ومساعدتي على التحالف والابتعاد عن وسوسة الشيطان وغرور الهوى. حينئذ أعددت زاد اليقين لهذه السفرية. لأقف لأول مرة وأنا معتمر أمام رجل خلقه لله واصطفاه على ما خلق وما يخلق من بني جلدته فكيف يكون هذا الوقوف ؟ وأعطاه كل الصفات الحميدة التي أردها لخلقه ولعباده الصالحين فكيف تكون هذه النظرة ؟ ومنحه الرسالة والنبوءة الخاتمتين لخلقه والإمامة على الأنبياء والمرسلين قاطبة الله أكبر ؟. فهذا كان شاقا علي وعلى نفسي عندما كنت متوجها (كنت أطلب من نفسي ان تعاهدني أن لا رجوع أبدا أبدا والبدء في التوبة النصوح ) لدخول الباب رقم 16 الى المسجد النبوي الشريف ومن ثم الى الروضة الشريفة وانا متأكد من انني في رياض الجنة .يا الله ما هذا الانغماس الروحي والجو والنفحة الربانية في تلك اللحظات . كيف أوجهه وأخاطبه؟ ماذا أقول في هذا الموقف؟ وكيف أتوجه له وكيف أجيد العبارات ؟ إنها أسئلة كثيرة وعبارات أكثر غمرتني. -السلام عليك يا نبي لله _ السلام عليك يا اشرف خلق لله وانا متيقن انه ردا علي. -الحمد لله الذي أطال في عمري حتى أزورك وأسلم عليك -الحمد لله الذي جعلني من امتك ولم يجعلني مسيحيا ضالا أو يهوديا مغضوبا عليه أو مجوسيا مشركا أو شيئا آخر من خلقه. -الحمد لله الذي هداني الى الصراط المستقيم واتباع سنتك. -السلام عليك يا صديق رسول الله -السلام عليك يا من وافق رأيه كلام الله -السلام عليكما يا من سلم الله عليكما من فوق السموات السبع سبحان الله أحسن الخالقين سبحان الله أحسن الخالقين سبحان الله أحسن الخالقين