تستعمل الحناء على نطاق واسع لتزيين اليدين والقدمين، كما أنها تعد طقساً رئيساً من طقوس الزواج في الجزائر، وتتفنن الصالونات في أشكال النقوش المستخدمة التي عرفت اقبالا من طرف العرائس واختلفت رسومات تلك النقوش الجذابة الخاصة باليدين أو القدمين على حد سواء بحيث ابتعدت اغلب النسوة لاسيما الفتيات عن تلك الأشكال الدائرية العادية التي كانت تعرف بها الحناء بالأمس أو وضعها في كامل الكف وتطورت أشكالها تبعا لتطور أنواعها وعصرنتها لاسيما الأنواع المستوردة من بلدان خليجية المعروفة بجودتها وكذا بلدان آسيوية. وقد عرضت السوق الجزائرية شتى تلك الأنواع المطلوبة من طرف الفتيات وكذا صاحبات صالونات الحلاقة التي تعرض خدمة تلك النقوش ضمن الخدمات المقدمة على مستواها. إلا أن الواقع كشف تداول بعض أنواع الحناء المجهولة المصدر والتي تؤدي إلى مضاعفات صحية وآثار التهاب حاد وطفح جلدي على الأطراف بالنظر إلى طبيعتها ومكوناتها ضف إلى ذلك اعتماد بعض الحلاقات على مواد كيماوية ضارة تزيد من احمرارا واسوداد النقوش لجعلها جذابة ومطلوبة أكثر ناهيك عن الاستعمال الواحد للآلات التي ترتكز عليها تلك النقوش التي على الرغم من جاذبيتها لا تبعد بعض الأخطار عن من يطلبنها. وقد كشف الواقع ايضا إصابة بعض الفتيات باضرارا متفاوتة نتيجة استخدام بعض أنواع الحناء السوداء منهم "س" التي قالت انه بالنظر إلى هوسها بالحناء جذبتها تلك النقوش فراحت تتردد على إحدى الصالونات بالعاصمة التي كانت تعتمد على نفس الآلات المستعملة في عملية النقش وتمريرها على كافة الزبونات مما حيرها وانتابتها شكوك تأكدت بفعل الطفحات الجلدية التي أصابتها على مستوى اليدين والرجلين مما أدى إلى مسارعتها إلى طبيب جلدي ومنذ ذلك الوقت ابتعدت عن تلك النقوش. وقد أظهرت دراسات حديثة أن غالبية صالونات التجميل تستخدم حناء سوداء سامة، تحتوي على نسب عالية من المواد الكيماوية، تلحق أضراراً بليغة بالكلى، وقد تؤدي إلى الوفاة. كما أجريت دراسة علمية على الحناء السوداء والحمراء، بهدف قياس تركيز مادة «بي.بي.دي»، أو ما يعرف ب«بارافينيلين ديامين»، الكيماوية السامة في العبوات المستخدمة في صالونات التجميل، وفي السوق عموماً. ووجدت أن معظم تلك العبوات تحتوي على نسب تصل إلى 30٪ من هذه المادة، وهي مرتفعة جداً، لاسيما أن الاتحاد الأوروبي يسمح باستخدام هذه المادة بنسبة لا تتجاوز 6٪. وأوضحت نفس الدراسات أن «هذه المادة تجعل النقوش داكنة اللون، وطويلة الأمد، في حين لا تحتوي العبوات على بطاقة للتعريف بالمحتويات، وإرشاد المستخدم بطريقة الاستخدام، أو التحذير من خطورتها»، مؤكدة أنها قد تسبب الحساسية، والفشل الكلوي، وربما الموت أحياناً». وتوصلت إلى أن العاملين في صالونات الحلاقة يضيفون مواد كيماوية تحدث احمراراً في الجلد، مع ظهور فقاعات تشبه الحرق. لذلك وجب على الكل بما فيهم الحلاقات او الزبونات او حتى مروجي الحناء التمعن من تسجيل اسم الشركة المستوردة للمواد، وطريقة التخزين، وأسماء المواد، والصلاحية، والمكونات، ففي حال حصول أي خلل وجب سحب تلك المواد من السوق فورا. كما أن إضافة بعض المواد الكيماوية للحناء أمر محظور، بالنظر الى تاثيراتها السلبية على الجلد.