وضع الحناء ضرورة ملزمة التزمت بها الكثير من العائلات الجزائرية في المناسبات الدينية على غرار العيدين وعاشوراء والمولد النبوي الشريف الذي هو على بعد أيام قلائل، ما تعبر عنه تلك الطاولات المنتشرة هنا وهناك والتي امتلأت بشتى أنواع الحناء منها المحلية والمستوردة ولو أن تلك الأخيرة استحوذت على اهتمام النسوة في السنوات الأخيرة بالنظر إلى جودتها فهي ذات استعمال مزدوج على الشعر وعلى اليدين وما زادت في ميلهن لها هي تلك النقوش التي أصبحت ترفق بها علب الحناء والتي غالبا ما تتهافت الفتيات على استعمالها ومع اقتراب المولد النبوي الشريف انتشرت طاولات بيع الحناء على مستوى الأسواق الشعبية، وعرفت اقبالا من طرف النسوة بغرض استعمالها ليلة المولد فهي العرف الذي عهدت جل الأسر على عدم إهماله خاصة وان الكثيرات يهوين تلك المادة التي تستعمل كزينة لتجميل اليدين والرجلين وأصبحت حتى العرائس يتهافتن على تلك النقوش المختلفة الأشكال من اجل وضعها في الأيدي أو الأرجل على حد سواء. والشيء الملاحظ انه تراجع الإقبال على الحناء محلية الصنع بعد أن حلت محلها الحناء المستوردة من بلدان مشرقية على غرار بلدان الخليج، وكذا من باكستان والهند إلى غيرها من الدول التي عرفت بجودتها في إنتاج الحناء وأصبحت تنافسها، ففي السابق كانت تقتصر النسوة على تلك الحناء المصطفة في العلب والتي غالبا ما اشتكين من لونها الباهت الخفيف الاحمرار، إلا انه وبعد امتلاء السوق بشتى أنواع الحناء المستورَدة المعروضة في أكياس كثر إقبال الكل عليها كونها مضمونة الاستعمال، فلا يسعك إلا وضعها في ليلة الموسم لتقابلك أيادي مخضبة جميلة زادها اللون الأحمر جمالا وبهاءً، ما دفع بالكثيرات إلى الاهتداء لها من اجل استعمالها ليس فقط على الأطراف بل وحتى على الشعر من اجل الحصول على ألوان جيدة. في جولة لنا عبر سوق ساحة الشهداء بالعاصمة جذبنا اصطفاف العشرات من طاولات بيع الحناء هنا وهناك بعد أن تخصص فيها باعة قبل المولد النبوي بأيام قليلة، ولاحظناه الطلب المتزايد للنسوة على شتى أنواع الحناء المستوردة التي حفظن أسمائها وكن يطلبنها من الباعة الذين وفروها بعد تيقنهم من الطلب المتزايد عليها، وكانت ترفق تلك العلب والأكياس بنقوش متنوعة كثر عليها الطلب هي الأخرى في السنوات الأخيرة. تقول إحدى السيدات أنها لا تتخيل مرور مناسبة دينية دون تزويد أطفالها بمادة الحناء التي هي عادة متوارثة منذ سنوات طويلة وعهدناها منذ الصغر كونها تعبق برائحة المواسم الدينية لاسيما في يوم المناسبة الدينية التي تظهر فيها أيادي الأطفال والنسوة وهي مخضبة بذلك اللون الأحمر، إلا أنها قالت أنها تعترض على استعمال النقوش التي من شانها أن تؤثر تأثيرا سلبيا على الحناء وتجعلها شبيهة بالوشم الذي يميل إليه الغربيون، وأضافت أنها تفضل وضعها بطريقة عادية على شكل أقراص في راحة اليد أو تخضب بها كامل اليد. أما نورهان، 17 عاما، فخالفتها الرأي وقالت أنها تفضل استعمال تلك النقوش المختلفة خاصة وان الاعتماد على الطرق التقليدية في وضعها لا يليق بالفتيات مثلها، لتشير أنها تعكف على تزويد أرجلها وأيديها بالحناء بواسطة تلك النقوش في ليلة المولد و التي تزيد من جمالية الحناء. وبين هذا وداك تبقى الحناء عادة حميدة تلتزم بها اغلب الأسر الجزائرية تزامنا مع حلول المواسم الدينية.