تستهلك 5.5 مليار ساشيه سنويا الجزائر تغرق في الأكياس السوداء! * استحداث نظام إيكوجمع لتدوير ورسكلة البلاستيك كشفت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي أن الجزائر تستهلك 5.5 ملايير من الأكياس البلاستيكية سنويا محذرة من إغراق السوق بهذه الأكياس لاسيما مجهولة المصدر والتي تقطع مسافات طويلة وتتسبب في كوارث بيئية وفيضانات بالعديد من المدن. وأوضحت فاطمة الزهراء زرواطي لدى استضافتها بفوروم الإذاعة أمس الاثنين أنه يمكن التحكم ومتابعة ما يطرح في السوق القانونية من أكياس بلاستكية بالتعاون مع مصالح وزارة التجارة مشيرة إلى لقاء مع جميع المتدخلين في عملية إنتاج البلاستيك لمرافقتهم -بعد تحيين صندوق البيئة والساحل - ومساعدتهم على الانتقال التكنولوجي من خلال المركز الوطني لإنتاج التكنولجيات الأكثر نقاء أما فيما يتعلق بالمصانع الصغيرة التي تنشط بصفة عشوائية داخل محلات مخفية بعيدا عن أعين الرقابة وغير قانونية فيجب معرفة من يمونها بالمادة الأولية لصناعة الأكياس البلاستيكية التي عادة ما يوزعها التجار على زبائنهم مجانا وهو ما يساهم في رواجها وانتشارها وإغراق السوق. وبعد أن ذكّرت بأن ظاهرة استعمال البلاستيك تنتشر عادة في المدن الكبيرة بحكم الكثافة السكانية وكثرة الأنشطة التجارية شددت الوزيرة على أن اللقاء الذي سيجمعها وجميع المنتجين والمندوبين وموزعي المادة الأولية لمعرفة أكبر عدد من المصنعين من أجل إدماجهم في الوضع القانوني ومعرفة وضعية ها النشاط بدقة واستقطاب المنتجين الذين ينشطون في السوق الموازية. وأكدت زرواطي تقديم تحفيزات عديدة لا سيما الإعفاءات الجبائية اللازمة لممتهني الرسكلة والتدوير لممارسة نشاطهم مشيرة إلى مركز الردم التقني حميسي بالعاصمة الذي تدعم بماكينة يمكنها غسل وتدوير 250 كلغ من الأكياس البلاستيكية في الساعة بما يعادل 250 طن في اليوم. وحذرت وزيرة البيئة من النفايات البلاستيكية عموما والأكياس خصوصا خاصة وأنها لا تتحلل في الأوساط الطبيعية وتخنق التربة والمياه باعتبارها مادة عازلة وتتنقل مئات الكيلومترات بفعل الرياح وتتسبب في انسداد المجاري التي كثيرا ما نجم عنه فيضانات بعدة ولايات. وزيرة البيئة أعلنت أيضا عن الشروع في تحضير نصوص تنظيمية لاستحداث نظام إيكوجمع أو ما يعرف بالجمع الإيكولوجي لتشجيع المؤسسات على دخول مجال تدوير ورسكلة البلاستيك. وأشارت السيدة زرواطي إلى أن نظام ايكوجمع سيمكن بعد استحداث نصوصه التنظيمية قريبا من وضع بيئة تحفيزية للمؤسسات الصغيرة لتدوير ورسكلة مادة البلاستيك. وقالت الوزيرة أنه تم إزالة أزيد من 2000 مفرغة عشوائية في غضون السنوات العشر الأخيرة ما يدل على استناد الجزائر على خطة محكمة للتلوث البيئي مشيرة إلى لقاءات دورية في الأفق لمرافقة المنتجين في هذا المجال وأكدت أنه سيتم تنظيم لقاء مع كل المندوبين والمنتجين وموزعي المادة الأولية لمعرفة أكبر عدد ممكن من المصنعين وإدماجهم في الجانب التنظيمي بهدف حصر الوضع الحالي من اجل أن تمس التدابير كل الناشطين في هذا المجال. كما أعلنت السيدة زرواطي عن تحفيزات جبائية تشجع الشباب للنشاط في مجال تدوير ورسكلة النفايات. وثمنت الوزيرة فكرة ضرورة تغيير سلوك المستهلك والعودة إلى اقتناء المواد الاستهلاكية بالقفة كما كان يفعل في الماضي والتي تعتبر صحية 100 بالمائة. في هذا السياق أوضحت السيدة زرواطي انه سيتم توزيع 10 آلاف قفة يدوية الصنع ستوزع على مستوى ولايات الوطن يوم 6 جوان بدايتها بالعاصمة في الأسواق كسوق باب الواد رفقة فنانين وبرلمانيين مشيرة أن نفس الفكرة ستطبق في ولايات أخرى لتغيير سلوك المستهلك. وفيما يتعلق باختيار عقارات مراكز الردم التقني اوضحت السيدة زرواطي أن هذا الأمر يتم بالتنسيق مع كل القطاعات الأخرى بما فيها قطاع الغابات مجددة قولها بان هذه المراكز ليست بمفرغات وانما هي مؤسسات لاستقبال وفرز وتدوير وتثمين النفايات. وفيما يتعلق بمجال الطاقات المتجددة والحديث عن الانتقال والأمن الطاقوي للتوجه نحو الطاقات النظيفة اكدت الوزيرة أن الجزائر جاهزة لهذا الانتقال بفضل الإرادة السياسية القوية مشيرة بأن الجزائر انخرطت في الرؤية الاقتصادية الجديدة المبنية على النموذج الاقتصادي الجديد المرتكز على الطاقات المتجددة. وأضافت ذات المتحدثة أن الجزائر ملتزمة ايضا بإنتاج 27 بالمائة من الطاقات المتجددة في حدود 2030 موضحة أنه سيتم إبرام اتفاقية بين دائرتها الوزارية ووزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية من اجل المرافقة الفعلية للجماعات المحلية في تجسيد مشروع الطاقات المتجددة في كل مؤسسات الجماعات المحلية. للتذكير كانت الوزيرة قد أشارت إلى أنه وفي اطار بروتوكول اتفاق مبرم بين مندوبي منتجي الأكياس البلاستيكية ووزارة البيئة- تم الاتفاق على توقيف إنتاج وتسويق الأكياس البلاستيكية السوداء واستبدالها بأكياس بلاستيكية مطابقة للمعايير والمقاييس الموجودة في التنظيم ساري المفعول مشيرة إلى أن الحوار مستمر مع المعنيين من اجل إيجاد البدائل النهائية لهذه الإشكالية.