من الصعب جدا التكهن بنتائج مباريات المجموعة الثالثة في مونديال كأس العالم التي تضم منتخبات إنجلترا وأمريكا والجزائر وسلوفينيا.. فالكل يحلم ويتمنى عبور الدور الأول بل الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك. صحيح أن المنتخب الإنجليزي يُعد المرشح الأول لبلوغ الدور الموالي، وصحيح أن قوة هذا المنتخب تفوق بكثير قوة جميع لاعبي المنتخبات الثلاثة التي تتشكل منها المجموعة الثالثة، لكن عامل المفاجأة يبقى واردا طالما أن كل شيء وارد في عالم »الساحرة«؛ فكم من منتخب مجهول هزم منتخبا كبيرا وأذاقه مرارة الخسارة! المنتخب الجزائري.. أمل العرب والمسلمين في كأس العالم يحمل منتخبنا الوطني آمال العرب والمسلمين في المونديال، كونه المنتخب العربي والمسلم الوحيد الحاضر في نهائيات مونديال جنوب إفريقيا، الأمر الذي يجعله محط أنظار الملايين في شتى أنحاء المعمورة. بعد غياب دام 24 عاما عن بطولات كأس العالم يسعى منتخبنا الوطني إلى ترك بصمة جديدة له مع عودته للبطولة من خلال مونديال جنوب إفريقيا. يدرك المدرب رابح سعدان، الذي يقود الفريق للمرة الثانية على التوالي إلى نهائيات كأس العالم بعد مونديال المكسيك 1986 في مسيرته التدريبية، كان ضمن الطاقم الفني للفريق خلال تصفيات مونديال إسبانيا 1982. ويرى سعدان أن هدوء الأعصاب يمثل أحد أبرز العوامل المطلوبة لتحقيق النجاح في المونديال. ويحاول سعدان وبعض لاعبيه تهدئة حماس الجماهير وتقليص الضغوط الواقعة على الفريق والتوقعات المنتظرة منه في المونديال، بالإشارة دائما إلى أن الفريق يفتقد خبرة المشاركة في مثل هذه البطولات الكبيرة. قال مجيد بوڤرة: »ربما لسنا المرشح الأقوى في مجموعتنا، ولكن ليس لدينا ما نخسره، وعندما تشارك في البطولة يكون كل شيء ممكنا!«. يشكل بوڤرة مع عنتر يحيى قلب دفاع صلبا ورائعا للفريق الوطني. ويمثل اللاعب كريم زياني القلب النابض لخط الوسط، بينما يمثل عبد القادر غزال وكريم مطمور نجم بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني مصدر الإزعاج الدائم من الهجمات المرتدة السريعة. المنتخب الأمريكي.. قوي قوي يطمح المنتخب الأمريكي بقيادة مديره الفني بوب برادلي لاستغلال الدفعة المعنوية التي حصل عليها ببلوغه المباراة النهائية لبطولة كأس القارات 2009، لتحقيق نجاح كبير في مونديال 2010. ويشارك المنتخب الأمريكي في المونديال للمرة التاسعة في تاريخه والخامسة على التوالي، ولكن أفضل إنجاز له في البطولة جاء في مشاركته الأولى، وكانت في أولى بطولات كأس العالم، حيث وصل الفريق للمربع الذهبي في مونديال 1930. وكان المنتخب الأمريكي في طريقه لتكرار نفس الإنجاز خلال مونديال 2002 عندما تفوّق على نظيره البرتغالي ليعبر دور المجموعات، ثم أطاح بنظيره المكسيكي من دور ثمن النهائي ولكنه سقط أمام المنتخب الألماني في دور ربع النهائي. يفتقد المنتخب الأمريكي في مونديال 2010 المدافع أوجوتشي أونيو، الذي انضم لميلان الإيطالي بعد كأس القارات ولكنه يعاني حاليا من الإصابة في الركبة، والتي تعرّض لها قبل نهاية مسيرة المنتخب الأمريكي في التصفيات المؤهلة للمونديال. كما يفتقد هجوم الفريق جهود نجمه الكبير الواعد تشارلي ديفيز بسبب الإصابة بكسر في القدم في حادث سيارة. يضم الفريق الأمريكي مجموعة متميزة من اللاعبين مثل دونوفان وجوزي ألتيدور ومايكل برادلي نجل المدرب وحارس المرمى تيم هوارد نجم إيفرتون الإنجليزي. يستهل المنتخب الأمريكي مسيرته في البطولة بمواجهة نظيره الإنجليزي، علما بأن مباراة الفريقين في الدور الأول بمونديال 1950 في البرازيل انتهت بواحدة من كبرى مفاجآت كأس العالم، عندما تغلّب الفريق الأمريكي على منافسه العريق 1 0. المنتخب السلوفيني.. حذارِ! يمثل المنتخب السلوفيني أحد المنتخبات الصغيرة من حيث السمعة الكروية على مستوى العالم. ولكن الفريق برهن على ضرورة وضعه في الحسبان والتعامل معه بحذر وجدية تامة في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. على مدار 19 عاما هي تاريخ هذا البلد الواقع في إقليم البلقان، أكد المنتخب السلوفيني أنه من العقبات التي تستعصي على منتخبات أفضل منه سمعة وأكثر منه خبرة. وتأهل المنتخب السلوفيني بقيادة مديره الفني ماتياس كيك إلى مونديال 2010 بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة بالتصفيات الأوروبية خلف نظيره السلوفاكي، متفوقا على منتخبات أخرى مثل منتخبي التشيك وبولندا، اللذين شاركا في مونديال 2006 وأورو 2008. خاض المنتخب السلوفيني الملحق الأوروبي الفاصل أمام المنتخب الروسي الذي تأهل من قبل للمربع الذهبي في أورو 2008. وأطاح المنتخب السلوفيني بنظيره الروسي العنيد ليحجز مقعده في النهائيات. وتكمن قوة المنتخب السلوفيني في خط دفاعه الصلب، الذي أثبت أنه الأفضل خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال بعدما استقبلت شباك الفريق أربعة أهداف فقط في عشر مباريات في مجموعته بالتصفيات. ويثق ماتي مافريتش مدافع فريق كوبلينز في قدرة فريقه على العبور للدور الثاني. وقال: »ستكون المنافسة صعبة ولكن التأهل ممكن.. لدينا فريق جيد وإذا اجتهدنا سويا يمكننا العبور للدور الثاني. نعتمد دائما على مساندة بعضنا البعض سواء داخل الملعب أو خارجه. وساعدنا هذا كثيرا في التصفيات، وربما كان أكثر العوامل التي ساهمت في نجاحنا«. ويعتمد كيك بشكل كبير على سمير هاندانوفيتش حارس مرمى أودينيزي الإيطالي وقائد الفريق روبرت كورين نجم خط وسط ويست بروميتش ألبيون الإنجليزي وميليفوي نوفاكوفيتش مهاجم كولون الألماني. إذا أراد المنتخب السلوفيني تحقيق هدفه والتأكيد على قوّته على الساحة العالمية، سيحتاج الفريق لظهور اللاعبين الثلاثة بأفضل مستوياتهم. المنتخب الإنجليزي.. تتويج طال انتظاره يسعى المنتخب الإنجليزي في الفوز بالبطولة وصعود منصات التتويج بعد فترة غياب طويلة، وبالتحديد منذ عام 1966. عندما فاز المنتخب الإنجليزي بلقب كأس العالم لكرة القدم في البطولة التي أقيمت على أرضه عام 1966، لم يكن أحد يتوقع أن هذا اللقب سيتحول إلى نقمة وليس نعمة! فشل المنتخب الإنجليزي في بلوغ النهائيات ثلاث مرات كما خرج من الدور ربع النهائي في آخر بطولتين، وذلك في عامي 2002 و2006. اعتاد مشجعو إنجلترا على التمسك بالآمال الكبيرة قبل مشاركة فريقهم في البطولات الكبيرة، ولكن هذه الآمال لا تلبث أن تتبدد خلال فعاليات البطولة ذاتها. ولكن التفاؤل بالفريق يبدو أكبر كثيرا في هذه المرة وقبل المشاركة في مونديال 2010؛ حيث يأمل المشجعون في أن يقترب الفريق على الأقل من المنافسة على اللقب. ويعتمد جل هذا التفاؤل على وجود المدرب الإيطالي فابيو كابيللو في موقع المدير الفني للفريق. وإذا أراد المنتخب الإنجليزي تحقيق النجاح في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، سيكون الفريق بحاجة إلى ظهور أفضل لاعبيه في قمة مستواهم، وهم واين روني وجيرارد وفرانك لامبارد وجون تيري وريو فيرديناند. قدّم روني موسما رائعا مع مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي. وإذا استعاد اللاعب لياقته العالية بعد تعافيه من الإصابة فإنه قد يقود المنتخب الإنجليزي إلى المنافسة بقوة على لقب البطولة. وأوضح المهاجم الإنجليزي الدولي السابق ألان شيرر أن الفريق ستكون فرصته سانحة بقوة للمنافسة على اللقب إذا ظهر روني بمستواه المعهود، ولكن الفريق سيعاني إذا كان روني دون هذا المستوى.