على الرغم من الصعوبة الظاهرية لمهمة “الخضر” في كأس العالم بداية من الأحد القادم في افتتاح مباريات الدور الأول بالنسبة لتشكيلة سعدان التي ستبدأ مبارياتها بمواجهة المنتخب السلوفيني، إلا أن الغريب في الأمر أن كثيرين يتكلمون من الآن عن المنتخب الإنجليزي وإمكانية الإطاحة به.ولا يتعلق الأمر بالجمهور الجزائري فقط، لكن بتقنيين عالميين ونجوم سابقين يتوقعون أن يصنع “الخضر” مفاجأة كبرى أمام إنجلترا، لأسباب مختلفة أهمها أن التشكيلة الوطنية ستلعب متحررة من دون ضغط أمام فريق يعد كتابا مفتوحا للجميع بالنظر لمعرفة كل المنتخبات بقدرات تشكيلة كابيلو وإمكانات كل عنصر ونقاط قوته وضعفه. مبوما: “أنتظر ضربة كبيرة للجزائر أمام إنجلترا” نجوم كثيرون ومدربون سابقون فرنسيون وأجانب سبق أن صرحوا عبر “الهداف” وحتى عبر قنوات تلفزية وإذاعية أن المنتخب الجزائري مرشح لمفاجأة المنتخب الإنجليزي في كيب تاون خلال لقائهما في الجولة الثانية من كأس العالم. الوجه الجديد الذي ركب الموجة هو الدولي الكامروني السابق باتريك مبوما الذي أكد في تصريحات لراديو “آر.أم.سي” على هامش الاتصال الهاتفي الذي جمع المحطة باللاعب حسان يبدة، حيث قال صراحة أول أمس أنه يتوقع ضربة كبيرة للجزائر أمام إنجلترا وفوزا كبيرا، مشيرا إلى أنه لا يجامل لاعب “الخضر” ولكنه يقول ما يشعر به داخليا. سيناريو ألمانيا ليس ببعيد حسب التقنيين العالميين ويعرف التقنيون العالميون ونجوم الكرة السابقون جيدا ما فعله رفقاء بلومي وماجر في مواجهة ألمانيا في كأس العالم 1982 من خلال تفجير مفاجأة من العيار الثقيل ليست ببعيدة أن تتكرر ولو بعد 28 سنة بجيل جديد استطاع أن يعيد المنتخب إلى الواجهة بعد غياب طويل. نظرة التقنيين لا تخرج عن تذكر سيناريو مقابلة ألمانيا التي قد تكون في نظرهم الدافع الأول لرفقاء زياني لتكرار ما سبق أن فعله “الخضر” في خيخون الإسبانية مادام التحفيز موجودا واللاعبون مصممون على تحقيق شيء ما يبقى للتاريخ، حتى لا يبقى العالم يتحدث عن الجزائر فقط من خلال ما حققته في مونديال إسبانيا 1982، مادامت الفرصة موجودة بلعب مونديال آخر. “الخضر” يجيدون التعامل أمام المنتخبات العملاقة السبب الثاني الذي جعل التقنيين يرشحون “الخضر” لتحقيق المفاجأة هو الإمكانات الكبيرة التي عادة ما تظهرها التشكيلة الوطنية أمام المنتخبات الكبيرة، بدليل إبعاد مصر من التأهل إلى كأس العالم، وهو منتخب يبقى كبيرا بنتائجه، بالإضافة إلى المقابلة البطولية في ربع نهائي كأس إفريقيا أمام العملاق كوت ديفوار. وقبل ذلك كان “الخضر” تقريبا بنسبة كبيرة من هؤلاء اللاعبين قد أدوا مبارتين كبيرتين جدا أمام الأرجنتين والبرازيل أحد أكبر المنتخبات العالمية أين تحرر اللاعبون واستعرضوا فنياتهم وإمكاناتهم. وفي المقابل يعجزون عن التصرف أمام المنتخبات الأقل شأنا كما حصل أمام مالاوي أين جاءت الهزيمة المفاجئة لتؤكد أن “الخضر” لهم قدرة على التعامل بشكل أفضل مع المنتخبات الكبيرة من طراز إنجلترا أفضل من قدرتهم على لعب مواجهات أمام منتخبات كمالاوي. الجزائريون يتحدثون عن المفاجأة منذ بداية ديسمبر الماضي ولم يقتصر التكهن بوقوع مفاجأة من الطراز الثقيل على بعض التقنيين العالميين والنجوم الذين يؤكدون أن أي تساهل من منتخب الأسود الثلاثة سيكلفهم الكثير، بل تعدى إلى الجزائريين أيضا الذين ينتظرون حصول شيء ما للتاريخ. ويؤكدون ذلك منذ تاريخ إصدار قرعة نهائيات كأس العالم شهر ديسمبر الماضي، أين لا حديث من يومها إلا عن تفجير المفاجأة أمام تشكيلة كابيلو حتى تكون المشاركة أكثر من مشرفة، مهما كانت نتيجة المبارتين الأخريين (الأولى والثالثة). وحتى بالعودة إلى تصريحات المدربين الجزائريين واللاعبين القدامى، فإن كثيرين منهم لم يترددوا في التأكيد أن الفوز على إنجلترا ممكن جدا، آخرهم بن شيخة على بلاتو قناة “الجزيرة الرياضية” في برنامج “صباح المونديال” لما صرح قائلا :”شخصيا لا أستبعد أن نصنع المفاجأة”. مواجهة إنجلترا الأصعب واقعيا إلى أن يثبت العكس وعلى الرغم من كل هذه التصريحات التفاؤلية، إلا أن الحقيقة هي أن مقابلة إنجلترا تبقى الأصعب أمام فريق مدجج بالنجوم، وبالخبرة ويبحث عن الوصول إلى النهائي، كما أن الكثير من المدربين العالميين يرون فيه واحدا من المنتخبات المرشحة على الأقل لبلوغ محطة المربع الذهبي. ليبقى كل هذا مجرد كلام على الورق، لأن “الصح” كما يقال على الميدان، ثم إن رفقاء زياني تنتظرهم مهمة أولى قبل هذا وهي الفوز بمباراة سلوفينيا الأولى وبعدها سيكون لكل حادث حديث أمام الإنجليز.