مع بدء العد التنازلي لافتتاح مونديال كأس العالم 2010، تنتاب جميع الأوساط الرياضية والسياسية والفنية حالة من الترقب والشغف لمتابعة الحدث الأهم رياضيا، الذي يستحوذ على عقول الملايين من سكان العالم. وتمثل فكرة كأس العالم مصدر إلهام لكثيرين، الذين يحلمون بتحويل فكرة توحيد شعوب العالم في إطار واحد في مختلف المجالات إلى حقيقة واقعية. وفي هذا الصدد استضاف مسرح سان ماركو بمدينة نابولي الإيطالية الليلة الماضية عرضا مسرحيا مشابها لفكرة المونديال، حيث جمع عددا كبيرا من الممثلين والمغنيين والراقصين من مختلف الجنسيات، من بينها إيطاليا وبلجيكا والبوسنة والهرسك وسنغافورا وسلوفينيا. يحمل العرض اسم »كرة القدم.. كرة القدم« وهو من تأليف وإخراج البوسني هاريس باسوفيتش، الذي استلهم روح المونديال ونقلها في عرض مسرحي تدور أحداثه في إطار مباراة لكرة القدم بين شعوب العالم. وأقيم العرض على هامش استضافة المدينة الإيطالية لمهرجان المسرح الدولي. كتب نص الحوار المسرحي باللغات الإيطالية والبوسنية واليابانية والإنجليزية، وتفنن الممثلون في الغناء والرقص على خشبة المسرح وهم يؤدون حركات رشيقة بكرة القدم. ويهدف العرض لمساعدة سكان حي »سكامبيا« بمدينة نابولي، المعروف بتنامي نشاط عصابات المافيا فيه، حيث يؤكد منظمو العرض قدرة كرة القدم على إقرار السلام في المنطقة. تأتي هذه الفكرة لمساندة المبادرة التي أطلقها فابيو كانافارو -نجم المنتخب الإيطالي- الذي افتتح عدة ملاعب جديدة في سكامبيا، بهدف إسعاد أطفال الحي والاهتمام برياضة كرة القدم في نابولي، مسقط رأسه، والقضاء على عصابات الجريمة هناك. وبخصوص عناصر المسرحية، فقد شكلت خشبة المسرح على شكل ملعب للكرة، مزود بأرضية الملعب ومرميين وكرة قدم ولاعبين (ممثلين). ويشارك في »المباراة المسرحية« 12 ممثلا يجسدون شخصيات لاعبي كرة قدم، وتمتد فقرات العرض لمدة ساعة ونصف، وهي نفس المدة التي تستغرقها مباراة حقيقية. وتسرد أحداث المسرحية دور كرة القدم في تحويل مسار طفل صغير، في إشارة إلى أن »كرة القدم ليست رياضة جسدية وحسب، وإنما أسلوب حياة وطريقة في التفكير«، كما يعتبرها مؤلف المسرحية. وحول سبب اختياره لفكرة ومكان المسرحية، قال باسوفيتش: إن »سكان نابولي يعشقون كرة القدم لحد الجنون، حتى إنهم ما يزالون يلقبون الأسطورة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الذي لعب في فريق نابولي بالإله، إلا أنهم لا يستمتعون بها لانتشار الجريمة في أنحائها«. وأضاف باسوفيتش أن »المسرحية تتضمن أغنية مخصصة لمارادونا تقديرا لمهاراته الكروية الفذة التي يعتبرها سكان المدينة سحرا، كما تنتقد تضخيم لاعب كرة قدم باعتباره إلها، فهذا أمر لا يعقل«.